- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
حكومة القرية ، هل نفعت العراق
من المعروف لدى المجتمع العراقي أن هناك تنوع في البيئة الاجتماعية ، وهذا ديدن الشعوب كافة ، ولكن كافحت الشعوب الاخرى ولسنين طويله كي تقارب بين هذه التنوعات لتصوغ لها مجتمع متوحد الافكار او متقارب ومتجانس العقول ، إلا في الدول العربية جاهد الحكام العرب وبصورة غريبة ومحيرة على زيادة التباعد الفكري والطبقي بين ابناء الشعب الواحد وكان النظام المقبور في العراق سابقا ، ينمي العادات القبلية الجاهلية التي نهى عنها الاسلام ، والمورثة للتخلف بكل انواعه ، فكانت العقول التي تدير المجتمعات لاتتجرئ على الخروج اوسع من دائرة القرية او القضاء بل الكثير كان لايسمح لنفسه بالتجاوز خارج العشيرة التي يتحكم بمقاليدها ، بل كان يتصور أنه مالئ الدنيا وشاغل الناس .
وبعد التحول الديمقراطي تسلقت شخصيات وطنية عانت الكثير من النظام البائد الى سدة الحكم ، ومنذ ثمان سنوات ونفس الوجوه الوطنية المتضررة سابقا والمستفيدة جدا لاحقا ، تحكم البلاد ولم تقدم شيء ، سيقول مدعي انهم حققوا الامن اقول لمدة عامين أو أكثر من التحول 2003 و2004 وحتى نهاية 2005 لم تكن هناك فوضى امنية بل الخلافات السياسية بين الفرقاء ولدت لنا حالة الفلتان الامني ، ثم عادت القيادات السياسية لتعيد الامن وإلا كل ما جرى من قتل واقتتال تابع لجهات سياسية كانت ومازالت في الحكم متوزعة بين التشريع والتنفيذ ولا يخفى على أحد ان جميع الاغتيالات الكاتمة الان لعناصر في الوزارات الامنية . فعليهم الانجاز وليس لهم .
بعد هذه السنين العجاف والتي جاوزت سنين يوسف لا أمل ان يظهر لنا يوسف كي يورثنا سنين سمان !! لماذا ؟ لأن الذي تسلموا السلطة ما زالوا بعقلية رجل القرية التي لا يجسر ان يفكر اكثر من حدودها فقد تعود على الجلوس بين الاشجار ليستظل او ان ينزل الى النهر ليبرد او يتباهى بمضيفه وسعته ويستدين المال من أجل وضع اجتماعي مؤقت ليس له مردود سوى التباهي ، واهل بيته يجمعون الحشائش للبهائم وما زالوا ينعتون المرأة بالسيء والمشين من القول .
مشكلتنا في العراق هو جمع النقائض في عقولنا ، وفي ذات الحين الذي فيه الدعوة الى الدين و الصلاة والصوم واقامة المجالس الحسينية في ذات الوقت نقتل لأتفه الاسباب وتسبي العوائل ، نقتل لأنه أشعل سيجارة من رأس شيشته أو أخذ فنجان القهوة باليد اليسرى ‘ او تزوجت بنت عمه من شخص أخر أو ربط حيوانه في مربط اخيه ((وهذه لها قصة)) أو تتقاتل عشيرتين أو أبناء عمومه والضحايا أكثر من حرب البسوس على فتحة الماء ( الرشن )!!.
هذه الشخصيات ذاتها التي تقلدت زمام الحكم ، وعلى هذا الاساس كان بنيان العراق على اساس المشاكل وفصول عشائرية ( وقضية وزير الصحة شاهد حاضر ) وتأخر بالأعمار ، وتراجع بما كان من المفروض أن يتقدم ، ولا يوجد في الافق ما يدل على الفرج إلا ما رحم ربي وإلا المسميات والاتجاهات الحزبية والفئوية ما هي إلا اسماء توارثها الاخوة على حساب دماء زكية لم يتم الوفاء لها بحفظ أهاليهم و أولادهم فهل يعتبرون ونعتبر أم السقوط مستمر الى ما لانهاية .كل الشواهد لما ذكرت موجودة ومحفوظة لدى العراق بسطحه وسردابه
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى
- هل ماتت العروبه لديهم !!!