كان الشيخ نصر الدين المعروف عند العامة بجحا رجلا ً فاضلا ً وفيه عقل، وكان يحلو له دائماً أن يخلط بين المزاح والجد ويصارح محدثه برأيه فيه في فكاهة مستلهمة، وذات يوم التقى بالطاغية تيمورلنك فقال له:
يا نصر الدين إني شديد الإعجاب بأسماء الخلفاء السابقين التي تختتم دائماً أسماؤهم باسم الله .. كالواثق بالله والمظفر بالله والمستنصر بالله وأريد أن تختار لي اسماً من هذا النوع .. فالتفت إليه جحا وعلى شفتيه ابتسامة ساخرة وقال: اختار لك نعوذ بالله! فضحك الطاغية ولم يستطع الكلام.
وعن المناصب الشرفية والإرضائية التي خرجت بها علينا حكومة الشراكة الوطنية من نواب ثلاثة لرئاسة الجمهورية والوزراء وقرابة الخمسين وزارة كأضخم وزارة مترهلة تشهدها دولة على وجه المعمورة، وما يتطلب ذلك من استنزاف لخزينة الدولة من مصاريف في البنايات والمستشارين والموظفين والحمايات وما يستتبعه من زيادة الروتين وتفشي الفساد المالي والإداري، وفي المقابل ما يعانيه المواطن العراقي الصابر من شظف العيش وهواجس الأمن وتعثر الخدمات، كل ذلك يتطلب منا تسمية الوزارات والمناصب الشرفية والإرضائية التي يبتغي متقمصوها منافع شخصية وحزبية مقيتة، تسميتها بـ ( نعوذ بالله )! لأنه ثمة مطابقة ومكاشفة بين من قيلت التسمية بشأنه قديما وحديثا!...