- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
صحيفة الشرق الأوسط ..تشبه البعثيين بقتلة الإمام الحسين(ع)
لأول مرة وفي سابقة فريدة، شبهت صحيفة الشرق الأوسط السعودية الصادرة في لندن والمعروفة بانحيازها لطائفة عراقية على حساب طوائف وقوميات وأعراق عراقية أخرى، شبهت البعثيين بـقتلة الإمام الحسين(ع)، وجاء في مقال لأحد كتابها\"مشاري الذايدي\" في نسخة الثلاثاء، 19-1-2010 إن حال البعثيين اليوم شبيه بأحوال قتلة الإمام الحسين(ع)، إبان ثورة المختار التي حدثت سنة 66 للهجرة، حيث اقتص المختار من قتلة الحسين بن علي بن أبي طالب(ع)، وبرغم أن الذايدي حاول أن يعطي طابعا مغايرا لمقارنته هذه، إلا أنه أكد من حيث لا يشعر أن التاريخ يعيد نفسه، وأن البعثيين بالفعل حفدة الشمر وعمر بن سعد وحرملة والآخرين من معسكر يزيد الذين ارتكبوا أبشع جريمة في التاريخ البشري.
الذايدي قال أيضا في مقاله إن هيئة المساءلة والعدالة التي اجتثت ما يزيد على الـ500 بعثي كانت بمثابة محكمة المختار الثقفي، التي نصبها لمحاكمة قتلة الإمام الحسين(ع)، ومع أنه- الذايدي- انحاز أيضا لمعسكر البعث ويزيد متقمصا رداء الموضوعية الذي بان قصيرا عليه، مدعيا أن العنف لا يورث إلا العنف، إلا أنه وضع نفسه وصحيفة الشرق الأوسط في مكان خاطئ، فلا أدري هل سيحتج الذايدي ورئيسه طارق الحميد على الله جل شأنه يوم القيامة حين يأمر الباري الجبار، بكب الشمر ويزيد، وصدام، وربما الملك عبد الله والملك فهد في قعر جهنم، فيقول مثلا موجها كلامه لفاطر السماوات والأرض جل شأنه\"عليك ياربي أن تكون موضوعيا وأن لا تلجأ إلى العنف في محاسبة عبادك وكن رومانسيا\" أم سيردد قول الشاعر\" فاستعمل الرفق في تأنيبه بدلا من لومه، فهو مضنى القلب موجعه\".
أي منطق وأي حكمة، بل قل أي نفاق هذا الذي تطالعنا به صحيفة الشرق الأوسط كل يوم؟.
فبالأمس القريب استخدم رئيس \"تخريرها\" طارق الحميد، مصطلح\"اجتثاث\" حين كتب مقالا عن القاعدة وعناصرها عقب محاولتها اغتيال أحد المسؤولين المهمين في السعودية، وبالضبط تماما، دعا طارق الحميد إلى اجتثاث عناصر القاعدة دون رحمة فهم برأيه لا يستحقون الحياة، وهو نفسه وليس سواه احتج مرات عده في عموده على استخدام كلمة اجتثاث حين التعاطي مع البعث الذي ملأ أرض الرافدين مقابر جماعية.
اللافت في طارق الحميد أنه حين يكتب عن الشأن العراقي، فكأنما يغترف من بحيرة \"المسك\" في جدة، فلا تنبعث من كتاباته إلا رائحة نتنة مريضة، وكلما يطل برأسه في الشأن العراقي متدخلا دون وجه حق كحال السياسة السعودية وسياسة بعض البلدان العربية لا ينقل الحميد إلا المغالطات والدجل، ويتحدث بطريقة تشي إنه حكيم زمانه، ولا أحد يعرف الشأن العراقي أكثر منه. لكنه ودون أن يشعر يلبس عباءة الفكر التكفيري مرة، وعباءة البعث مرةأخرى، وعباءة معاوية ثالثة، حتى بتنا لا ندري هل هو طارق الحميد أم هو شكل هلامي يختزن كل سوءات التاريخ العربي، تزيده نتانة رائحة الدماء التي سفكتها الحكومة السعودية في أكثر من بلاد، وفي مقدمتها العراق.
أقرأ ايضاً
- فلسفة الموت عند الإمام الحسين (عليه السلام)
- كيف ستتأثر منطقة الشرق الاوسط بعد الانتخابات الرئاسية في ايران؟
- الشرق الأوسط الجديد