- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
انتظار الفرج... أملنا في القضاء على الإرهاب نهائيا
لا تنتهي مشاكل العالم المعقدة ولا يعم العدل والسلام العالمي في هذه المعمورة إلا بظهور الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف، فعن أبي حمزة قال: قلت لأبي عبد الله الصادق(عليه السلام): (أتبقى الأرض بغير إمام؟ فقال: لو بقيت الأرض بغير إمام لساخت) أي انخسفت بأهلها، وذلك أن الله سبحانه خلق الإنسان مختارا مكلفا ولازم التكليف وجود الحجة وهى لا تتم بالقرآن فقط لأنه حمال ذو وجوه وإنما كان تماميتها بالعترة كما جاء في قول الرسول صلى الله عليه وآله، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، والحجة تمت بهما معا فإذا ارتفعت الحجة ارتفع التكليف وإذا ارتفع التكليف أراد انقراض الخلق فساخت الأرض بأهلها.
لذا يعد انتظار الفرج عبادة حاله حال بقية العبادات عند الإمامية الذين يعتقدون بأصولية الإمامة وهي امتداد للرسالة المحمدية وتوضيح لكتاب الله تعالى، وأقصد بانتظار الفرج معناه الإيجابي وليس السلبي، حيث أن المؤمن ينبغي أن يهيئ نفسه من ناحية الالتزام بالواجبات واجتناب المحرمات ليكون من الممهدين لظهوره لا أن يكون سببا لظهور الفساد والظلم تمهيدا للظهور، إذ يعتقد البعض لولا وجود الفساد لما يظهر الإمام، وهذه المغالطة واضحة البطلان إذ لا يطاع الله بانتظار الفرج من حيث يعصى بارتكاب المآثم، والأخبار الواردة بشأن ظهوره ليملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، ناظرة إلى أنها ملئت ظلما وجورا من المخالفين والكفار أولا، والعمل الواجب ينبغي أن تكون مقدماته لا يشوبها مخالفة كما في الحج ينبغي أن تكون مقدماته كالاستطاعة والزاد والراحلة من حلال ثانيا، والمنتظر للإمام ينبغي أن يسير على نهجه ولو بمقدار ليحظى بالالتحاق بركبه المبارك حيث أن شبيه الشيء منجذب إليه ثالثا.
وظهور المنقذ والمنجي في حقيقة الأمر إثبات للعدالة الإلهية في الكون إذ إن المظالم والفساد والجور الذي تتعرض لها شرائح كثيرة من البشر لابد لها من قصاص ولابد لها من اجتثاث، حيث أن الأصل في الكون والوجود هو العدالة وأما الظلم والجور فإنها طوارئ جاءت نتيجة هوى النفس والشيطان فهي أعدام لا وجود لها في أصل الخلقة، وكما قيل في الفلسفة إن العدل أمر وجودي والظلم أمر عدمي.
وفي زمن الغيبة الكبرى ينبغي محاربة الظلم والفساد والإرهاب بلا هوادة وهذا لا ينافي انتظار الفرج الذي يأتي عجل الله تعالى فرجه ليقضي على الإرهاب بصورة نهائية ومن دون رجعة، إذ أنه خير محض ولا يبدر منه سوى الخير والرحمة على المؤمنين الأخيار والغلظة على المنافقين الأشرار، وتكون ثورته خالصة لوجه الله لا يبغي سوى تحقيق العدالة في الكون بعيدا على أساليب المكر والخداع واللف والدوران والمصالح المشتركة التي طالما نشاهدنا في سياسيي عالمنا اليوم. ولا يعقل أن ترتكب الدوائر الإستكبارية وأذنابهم من الوهابية والمنظمات الإرهابية كل تلك المظالم بحق أتباع أهل البيت عليهم السلام وبحق الأحرار في العالم من دون رادع ينتظرهم ومن دون عقاب ينزل بساحتهم في الدنيا على يد الحجة المنتظر قبل الآخرة وعلى يد جبار السماوات والأرض، وكلنا شوق ولهفة وشغف بالنظر إلى طلعته البهية والعيش في دولته الكريمة التي يسود فيها الخير والبركة ويعم فيها السلام والعدالة والرخاء وحسن أولئك رفيقا.
أقرأ ايضاً
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- الآثار المترتبة على العنف الاسري
- الضرائب على العقارات ستزيد الركود وتبق الخلل في الاقتصاد