في منتصف الليل وبهلول يغط بنوم عميق على سطح الدار وفجأة تهب عاصفة ترابية تنغص على بهلول نومه فينهض مسرعا لكي ينزل الى داخل الدار ولسوء حظه انقطع التيار الكهربائي ومع حرارة الجو الخانق اصابه الارق فبقي مستيقظا حتى اذان الفجر فخرج من داره الساعة الخامسة صباحا وهو يسير باتجاه ضريح الحسين عليه السلام من السعدية لفت انتباهه سواد متجمع امام باب احد الدور فاقترب من السواد فاذا هو مجموعة نساء يقارب عددهم على المئة امراة فتعجب من هذا المنظر فقال لهن وهل تستوجب المظاهرة ان تخرجن فجرا فقالت له احداهن نحن لسن في مظاهرة قال ام كلكن اصابكن الارق وعدم النوم بسبب حرارة الجو وانقطاع التيار الكهربائي فقلن كلا ولكننا ننتظر بدأ الدوام لنحصل على مساعدة من هذه المؤسسة فقال بهلول وما هذه المؤسسة قلن انها مؤسسة خيرية لمساعدة الايتام .
انذهل بهلول من هذا الامر ومع بداية الدوام الرسمي ذهب الى بناية المحافظة ليشتكي ويستفسر عن هذا الامر فوجد مجموعة من المقاولين يقدمون طلبات للحصول على مناقصة بناء مدارس فقدم معهم طلبه باقل عرض ورست عليه المناقصة ومنح مبلغا كعربون لبداية العمل .
اخذ هذا المبلغ وجاء الى صاحب الدار المقابل للمؤسسة الخيرية وطلب منه ان يستاجر الدار ليوم واحد فوافق على ذلك وطلب من احد الاشخاص ان يقدم بلاغ للمحافظ يتهم بهلول بالاحتيال وانه ليس بمقاول وان يدلهم على مكانه في البيت الذي استاجره ليوم واحد لالقاء القبض عليه .
وبالفعل ذهب هذا الشخص الى المحافظ وبلغهم بما قال له بهلول فجاءت قوة عسكرية واعضاء مجلس المحافظة والمديرية والامن ولجنة النزاهة واهم شيء لجنة النزاهة يتقدمهم المحافظ ومن الجانب الاخر جمهرة من الناس اخذهم الفضول ليروا كيف سيلقى القبض على بهلول ويحاسب كما يحاسب وزير التجارة ، وعند وصولهم الى المكان الذي فيه بهلول فوجدوا بهلول واقفا في باب الدار وقد علق لافتة كبيرة على الدار كتب عليها مكتب السيد المحافظ الخيري لمساعدة الايتام والارامل وقد تجمعن النساء وايتامهن امام الدار للحصول على المساعدة فبدأ المحافظ يجول النظر بين بهلول واللافتة والنساء وجمهرة الناس وبقي مستغربا من هذا المنظر ، رفع بهلول كيس في يده وقال للمحافظ هذه اموالك ولك الخيار بين ان اوزعها على هؤلاء النساء او اتركهن يذهبن الى تلك المؤسسة واشار الى المؤسسة الخيرية اعلاه ليحصلن على المساعدات وهن كما تعلم نساء اهل الولاية ، وان خفت من المحاسبة على صرف المال فاجعل حالها حال غيرها من الاموال التي ذهبت الى مجهولية المالك في مقاولات لا تعرف اقيامها وانجازها ، والله عز وجل يقول من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فان جعلته قرضا حسنا استطيع ان اضمن لك الاجر الاخروي ان كنت تسعى لنيل رضا الله عز وجل في الاخرة .
أقرأ ايضاً
- الآثار المترتبة على العنف الاسري
- فازت إسرائيل بقتل حسن نصر الله وأنتصرت الطائفية عند العرب
- التعويض عن التوقيف.. خطوة نحو تطور التشريع الإجرائي