- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الشاب المعاصر والمشكلة الاجتماعية - قراءة جديدة في فكر الإمام الشهيد محمد باقر الصدر
الغوص في اعماق افكار الشهيد محمد باقر الصدر (رض) ليس بالأمر السهل فهذا البحر اللجي يحتاج الى وسائل الدفاع ومهارة السباحة لكي تغوص وتصل الى شاطئ الامان وانت تنهل من اعماقه المرجان واللآلئ فافكار الشهيد السعيد محمد باقر الصدر تقدم لكل ما تريد حلا. عنوان مقالنا اشتققناه من عنوان كتاب سيدنا الشهيد (الانسان المعاصر والمشكلة الاجتماعية ) ولكن سنبحث الجانب الشبابي ومشاكله المعاصرة ونستخلص حلولها من افكاره واقواله ولقاءاته مع مريديه ومع عامة الناس .
الشهيد محمد باقر الصدر مشروع متكامل ومدرسة شمولية متحركة تتحرك في كل الاجواء والابعاد والزمان والمكان (كان امة في رجل ) مثلما كان جده الخليل (ع)، قال تعالى ( إن إبراهيم كان امــــــة )
لقد خاطب الشهيد (رض) في مشاريعه المؤسساتية بشكل مباشر الشريحة الشابة وخاصة طلبة المدارس والكليات والحوزات العلمية وكانت الاستجابة رائعة فاقت التصور واصبح سماحته قبلة هذه الشريحة ومبدعيها الامر الذي يعزز من الاعتقاد بان الشهيد (رض) قد خطط ليكون المشروع والعمل المؤسساتي متكاملا في حركة الاسلام ونبه بشكل مبكر الى مشاكل الشباب وهمومهم المستقبلي في كتابه فلسفتنا وكذلك المدرسة الاسلامية ووضع حلولا وبدهيات لهذه المشاكل في ثنايا افكاره وسطور كتاباته وهمسات لقاءاته مع الشباب من الجامعيين والحوزويين . لقد استثمر الشهيد الصدر الظروف السائدة انذاك استثمارا ذكيا ومبدعا لوضع اللبنة الاستراتيجية للمشاريع المؤسساتية واشرف بشكل مباشر على تنفيذها وترويجها.
نظرة سريعة في متطلبات الشباب
تعتبر مرحلة الشباب من أهم المراحل التي يمر فيها الفرد، حيث تبدأ شخصيته بالتبلور. وتنضج معالم هذه الشخصية من خلال ما يكتسبه الفرد من مهارات ومعارف، ومن خلال النضوج الجسماني والعقلي، والعلاقات الاجتماعية التي يستطيع الفرد صياغتها في دائرة اختياره الحر. وإذا كان معنى الشباب مقدمة الشيء، فإن مرحلة الشباب تتلخص في أنها مرحلة التطلع إلى المستقبل بطموحات عريضة وكبيرة . الشباب قطاع اجتماعي عريض، لا يمكن التعامل معه باعتباره وحدة واحدة متساوية، فانه يتباين من فئات في المواقف والتعليم والثقافة وكذلك موقع العمل والسكن والانتماء الى هذه الشريحة من المجتمع أو تلك.
يمكن تقسيم الشباب اعتماداً على ثلاثة أسس وهم:
1ـ فئة الشباب المتعلم والمثقف ذو الخبرة، وهذه الفئة تصنف على أنها فئة قيادية.
2ـ فئة الشباب الواعي وهي تلك الفئة التي تلم بقدر من الثقافة والتعليم وامتلاك بعض الخبرات، لكنها من ناحية النشاط والفعل المباشر تبدو خاملة أو أن نشاطها لا يتوازى مع إمكانياتها، وجزء من هذه الفئة فاعل ونشط ويمكن أن يتقاطع مع الفئة الأولى.
3ـ فئة الشباب التابع وهي فئة واسعة وعريضة، ولكنها تتصف بتدني الوعي والتعليم ولا تملك أية مبادرة، هؤلاء يشاركون في النشاط، ولكنهم لا يبادرون إلى فعله بل ينتظرون من يقودهم ويوجههم إليه.
محطات قلقة ومزالق خطيرة وتحديات مصيرية
العمل مع الشباب في هذا العصر ومع الفئات المذكورة اعلاه يجب ان يكون على أساس تخصصي، ويعتبر واحداً من الاتجاهات الرئيسية التي بدأت تشق طريقها في غالبية البلدان والمجتمعات، والتي تستهدف صقل الشخصية الشبابية، وإكسابها المهارات، والخبرات العلمية والعملية، وتأهيلها التأهيل المطلوب لضمان تكيفها السليم مع المستجدات، وتدريب القادة الشباب في مختلف الميادين المجتمعية.
دراسة مشاكلهم وهمومهم وفق اسس مؤسساتية متينة معتبرة دوليا ووضع الحلول الناجعة لها يقوم مصداقية هذا النوع من العمل .
فالشاب المعاصر يعاني من مشاكل كبيرة يصعب عليه وحده انتخاب احسن السبل لحلها وإنهاء معاناته... فوضع العالم اليوم ليس وضعه بالامس فالتحديات العصرية من سرعة التطور الحاصل في كل جنبات الحياة يعقّد على الشاب تحديد الاهداف للانطلاق ...فتارة يقع تحت تاثير الضغوطات العصرية فينجر دون وعي وادراك وراء افكار وتوجهات قد تكون خارج الاطر المسموحة لمجتمعات ملتزمة وتارة اخرى يتخذ الانعزال وعدم المعاشرة مع الاخرين خوفا من الانجرار وبهدف الحفاظ على بعض التقاليد والاسس الدينية، وبين التوجهين مساحة كمساحة الكون فنحن في عصر الانترنيت والفضاءيات والاتجاهات الاباحية ولا يمكن ان نغلق على شبابنا شاشات العرض المنتشرة في الساحات والشوارع ونطلب منه الحفاظ على كل المقدسات دون ان نحدد افاق التعامل مع العولمة الحاصلة.
الانهيار الأخلاقي والتلوث الروحي من نتائج ضعف الانتماء الديني لدى الشباب
فضعف الانتماء الديني والوطني من اخطر مشاكل الشباب في الوقت الحاضر والغريب أن بعض شبابنا ومن عوائل ملتزمة يصطفون بطوابير طويلة امام السفارات الاوربية والامريكية للحصول على اللجوء! والاغرب من هذا ذلك الانهيار الاخلاقى الذي يحيط بالشباب ! والتلوُّث الروحى المترتِّب على الغزو الثقافى الغربي المستمر. لقد أصبح الشباب المسلم فى عصرنا هذا يجثو على ركبتيه فى صبابة ولوعة أمام صـورة للفنانة مادونا، او للمثل كريستيان فولر، فتجده مُلمَّا بكل ماهو متعلِّق بهذه الفنانة أو ذلك الممثل أما اذا جئنا به وأجلسناه في مجلس الدينوالعقيدة وسألناه متى ولد الحبيب المصطفى (ص) ؟ يرد عليك دون خجل:لا أدرى.أليس هذا هو حال السواد الأعظم من شبابنا المسلم؟ انا لست متشددا واحترم الآخرين ولكنني أرفض أساليبه الخبيثة فى سلب فكر شبابنا المسلم من كينونيته الإسلامية بكل قيمه وإرثه الحضارى الإنسانى وإلباسه فكر الاستغراب فى المجتمع الغربي فالشهيد الصدر نبه بخطورة ضعف الانتماء قبل اكثر من سبعين سنة ووضع لحله اسسا واهداف لتقويته ومسكه على الارض وافاق السماء في الوطن الواحد .
الشهيد الصدر قدم منهجا متكاملا على أساس التواصل مع خط الأنبياء
( ـ قال الصدر، وقد تالقت عيناه، وسرى في اساريره وهج شاعري وهو يتحدث عن هدفية زيارته لسيد الشهداء (ع) وبما له من تاثير نفسي وعاطفي وسلوكي للشاب لبناء بنيته البدنية ويقول :حينما نسلم على الحسين بهذه الكلمات نشعر اننا نعيش في اجواء رسالات الانبياء، واننا متواصلون معهم ومندمجون في حركتهم الواحدة الممتدة في خطها المستقيم الواحد الطويل.)
العبارات المسترسلة من سيدنا ورقة عمل واضحة وهي تحدد البداية والنهاية من اسباب خلق الانسان عندما يضع الحسين حلقة الوصل بين السماء والارض عبر اجواء وافكار ودعوات الانبياء (ع) ويؤكد سماحته على التواصل والاندماج مع حركة الانبياء الممتدة نحو السماء بخط مستقيم واحد لا ثاني له .
فالشهيد الصدر وضع النقاط على الحروف وبين بان الانتماء لحركة الانبياء وفق اسس عصرية جديدة سيقضي على اللاانتماء الذي يعانيه الشاب المعاصر ويفتح له افاقا وانقلابا في الفخر والاعتزاز بهذا الانتماء ويعمل لاقناع الاخرين لهذا الانتماء فاكثر شبابنا الذين هاجروا في الثمانينيات وتفاعلوا مع افكار الشهيد الصدر وحركة الانبياء تحولوا الى مدافعين عن الانتماء ولا يزال الانتماء الديني والاسلامي والوطني قويا عندهم حتى النخاع وهو ما ينعكس في نشاطاتهم وتحركاتهم في بلاد المهجر.
وسائل الاتصال الحديثة فتحت الأبواب أمام كل الممنوعات الى قلب الأسرة
الهجمات الشرسة الموجهة من قبل اعداء البشرية ضد شبابنا عبر الانترنيت والفضائيات الحرة والمشفرة وكذلك دور الاحزاب والحركات السياسية والاجتماعية الاباحية العاملة في مناطق نفوذنا ومساحة عملنا والموجهة بشكل هادف ومخطط لانحطاط شبابنا كلها اجراس انذار ترن في اسماعنا واعماقنا واذا لم نتعامل معها بكل شفافية ووضوح وعقلانية فستدخل في كل بيت وتحرق الاخضر واليابس فبسبب التطورات العلمية والتقنية الهائلة خاصة في العقدين اأخيرين، ودخول العالم في مرحلة العولمة، كمنظومة ثقافية سياسية اقتصادية اجتماعية تعكس تحالف القوى الرأسمالية العالمية العملاقة، تفاقمت أزمات الشباب أكثر فأكثر في البلدان الفقيرة. حيث بات الشباب يعاني من أزمة مزدوجة متولدة عن الأزمات المتوارثة، والمركبة القائمة أصلا وأخرى ناتجة عن التأثيرات القادمة عبر الإنترنت والفضائيات، والتي تعكس ثقافة ومفاهيم مجتمعات أخرى غريبة، وتتحدث عن رفاهية خيالية نسبة لشباب البلدان الفقيرة، مما يهدد الشباب في هذه البلدان بأزمات جديدة جراء هذا المد العولمي.
المنهج الاسلامي فريد ومتكامل في إطار خصوصية مستقلة ومتميزة
الشهيد محمد باقر الصدر كان واضحا في تعامله مع هذه الافكاروالاتجاهات الدخيلة على الامة عندما تطرق في اكثر من مرة وفي اكثر من كتاب وحديث نبهنا كذلك بهذه في كتابه المدرسة الاسلامية
( يقول الشهيد الصدر :\"الإسلام ... لا يقر الإندماج في اطارات رأسمالية واشتراكية وماركسية)
وهذا برهان قاطع على ان الاطباع والفطرة عند عامة الناس والعقلنة والعلمية عند العلماء من الشباب لا تقر الاندماج ولا التزاوج مع هذه الافكار والتوجهات التي هي ميكافيلية اباحية لاتحترم الاخلاق الفاضلة ولا تقر الصدق والتضحية لذا يرفضها عامة الناس فطريا وسلوكيا والعلماء اصوليا وعلميا . ومن الجدير بالذكر هنا ان رفض الاندماج والتزاوج مع هذه الافكار وحده لا يكفي ان لم يكن البديل الاسلامي قد حلّ بمساحة واقعية عند عامة الناس وان اكبر المسئولية تقع على عاتق العاملين سواء في المؤسسات الحكومية او المؤسسات الدينية لايجاد احسن البدائل الفكرية السهلة التي يتفاعل معها الشاب دون حرج ومقاومة وان ظهور اجتهادات فقهية اسلامية متطابقة مع متطلبات الشاب العصري تعطي المرونة الكاملة لتفعيل البديل الاسلامي في واقع الشباب .
(فالشهيد الصدر رض يؤكد: ان الاسلام لا يقف موقفا حديا من مسالة الاختلاط – بين الجنسين-، ولكنه ياخذ بنظر الاعتبار عدم الاختلاط ما امكن. )
ويرى أن الاسلام لا يغلق الابواب على معتنقيه لمعرفة اصول الاديان والافكار الاخرى وحتى الملحدة منها بل يحرم التقليد في اصول الدين ويوجب معرفة الخالق والمخلوق وكذلك الرسول والمرسل والرسالة بطريقة علمية ادراكية لذا فان الانسان الواعي حاضر في كل مكان وان استلزم ذلك الاختلاط والتدارس والتعليم في الكليات والمؤسسات العلمية والخدمية فجامعات العراق الان مكتظة بالطلاب من الجنسين حتى الحوزات العلمية والكليات الدينية بدات تستقطب الشباب من الجنسين وان الاختلاط قائم لا محالة لذا كان الشهيد الصدر (رض) قد اجاز هذا الاختلاط واجاز كل عمل ووممارسة لا تشوبه غايات سيئة.
(ـ يقول ره :\"المذهب (هو)...الذي تتجسد فيه الطريقة الإسلامية في تنظيم الحياة\" \"ان المذهب...عبارة عن الطريقة الذي يفضل المجتمع اتباعها في حياته...وحل مشاكله العملية\")
شخصية الأب المهزومة روحيا لا تستطيع منح الأبناء الإرادة الواعية
ان منهج التربية الصحيحة للشاب في البيت والمدرسة والشارع كفيل بظهور مجتمع شبابي مسئول امام الوطن والتاريخ وان المنهجية والعلمية في التربية ضمان لمستقبل وافر مستدام وان المناهج التربوية الموجودة حاليا غير قادرة على الوقوف والمقاومة امام الصور والمناهج المستوردة عبر الفضائيات التي دخلت الى غرف نوم الاباء قبل الابناء. كيف للاب ان يربي ابناءه وهو مهزوم سلفا وكيف للمعلم ان يربي تلميذه وهو يعمل الموبقات وينشر الاقراص الملوثة بالانحراف باسم التقدم والديمقراطية بين طلابه وكيف ننشئ مجتمعا ملتزما وخانات الخمور وصالات الديسكو مقرة بالقانون باسم العراق الجديد والعولمة .
لذا فان رسم سياسة تربوية وستراتيجية تعليمية لبناء الشاب تربويا ومنهجيا في البيت والمدرسة والشارع يحتاج الى سياسة وطنية للتربية والتعليم تتبناها الحكومة بكاملها وهذا لا يتم الا بسن قانون علمي وسلوكي خاص قادر على ايجاد التغير من جهة و بناء انسان واثق من دينه ومحب مخلص لوطنه من جهة اخرى.
فالشهيد الصدر(ره) يؤكد على ان ( التوجيهات الاسلامية هي قوانين علمية تؤتي ثمارها متى توافرت الشروط التي تقتضيها هذه القوانين )
صحيح ان هناك تقدما واضحا في اسلوب التربية الحديثة من حيث الاداء والمستلزمات في وسط الشباب بالمعنى النسبي، فما زالت هناك نقاشات ووجهات نظر مختلفة مثارة حول السبل المفضلة للتربية، والتكيف السليم للشباب بما يضمن انخراطه في المجتمع، حيث لم تتوقف النقاشات بين علماء الاجتماع والتربية والناشطين في حقل الشباب والمنظمات الشبابية، حول أنجع وأفضل السبل لتنشئة الشباب وتربيته تربية متوازنة تضمن تكيفه الإيجابي مع ما يحصل من تطورات، وتحافظ عليه من الاحتلال الفكري والسلوكي لافكار دخيلة وتحميه من التقوقع والانكفاء أو الانسحاب.
الغايات السليمة تفتقر الى وسائل سليمة وهادفة
تتعدد المدارس التي أدلت بدلوها في هذا المجال. فمدرسة التربية الدينية والاخلاقية تركز على متبنيات منهجية اسلامية منبثقة من القران الكريم وسنة المصطفى وفق اسس فقهية عصرية سهلة القبول والاقناع من قبل الشباب، ومدرسة التربية الصحية والنفسية تركز على أهمية الرعاية النفسية والصحية للشباب، التي من خلالها يمكن حفظ توازن الشخصية، وعدم إصابتها بتشوهات خلال المرحلة الانتقالية من الطفولة إلى الشباب باعتبارها مرحلة حرجة. ومدرسة التربية الرياضية التي ترى في التنشئة الرياضية للشباب أساساً سليماً للشخصية الشبابية المتفاعلة إيجابيا مع محيطها. فيما المدرسة العقلانية التي تركز على التعليم المعزز بمنهج ديمقراطي، تغذي الروح وتنمي المدارك العقلية شريطة أن تكون العملية التعليمية قائمة على أساس احترام العقل والقناعات وليست عملية تلقينية ميكانيكية. أما المدرسة السياسية فهي ترى أن التربية السياسية للشباب وزرع القيم والمثل الصحيحة، وصقل الشخصية بالممارسة واكتساب الخبرة وبناء الشخصية القيادية مدخلا منهجيا لبناء شخصية متوازنة وفاعلة، قادرة على تحمل الأعباء ومواجهة الصعاب بما يحقق الآمال العريضة والكبيرة على الشباب.
ان تفعيل هذه المدارس المهمة المتفاوتة تعتمد كما ( يقول سيدنا الجليل عندما ساله احدهم عن اوراق اليانصيب، ان كانت لها غايات سامية، فلم تحرمها؟! فقال (ره ): ان الغايات السامية تلزمها وسائل سامية.)
ان الغايات السامية في اصل المدارس التربوية وايجاد المناهج الصحيحة تلزمها وسائل سامية في المنهج والسلوك والاهداف والا تحولت الى شر مطلق .
المزاوجة بين الجهد المادي والطاقة الروحية للشباب يوازي حاجتنا الى التنمية
ان القضاء على البطالة المتفشية في الواقع الشبابي يحتاج الى جهد كبير واستراتيجية واضحة وسياسة وطنية مدروسة وان تفعيل القطاع الخاص في العراق خير سبيل لتقليل البطالة وان الحكومة بدوائرها غير قادرة على استقطاب وجذب جميع الشباب في الوظائف الحكومية وان تفعيل هذا القطاع مرهون بتفعيل الاستثمار وان تفعيل الاستثمار يعني تفعيل الحركة العمرانية والانشائية في العراق وان وسائل نجاح هذه الحركة هم الشباب لان حركة البناء والتنمية في العراق الجديد تعتمد في أساسها على الجهد البشري للشباب والذي يملك عوامل التضحية والايثار والاخلاص والتي اضعفها النظام البائد بشغل هذه الشريحة بالحروب والفساد ، ان المزاوجة والاندماج بين الجهد البشري المادي وطاقات الأفراد الروحية، وشحذ قواهم الكامنة، أمر لا يقل في أهميته عن توفير احتياجات التنمية المادية. لأن توفير إمكانات التنمية المادية بمعزل عن هذه الاعتبارات الاجتماعية والروحية والنفسية والعقلية لا ينجم عنه سوى المزيد من التخلف. وعلى هذا يؤكد سيدنا الجليل ره ان تتحدد سياسة البنك اللاربوي في الاسلام في اطار ثلاثة اسس هي:
1ـ ان لا يخالف احكام الشريعة،
2ـ ان يكون قادرا على الحركة وتحقيق النجاح والربح كباقي المؤسسات،
3ـ ان تمكنه صيغته الاسلامية من النجاح بوصفه بنكا،
4ـ وان يمارس دوره المطلوب في الحياة الاقتصادية.
هذا بيان جلي وعظيم يعطي للشاب فرصة الاندماج في التنمية الاقتصادية في بناء وطنه ونفسه في آن واحد وان يعطيه الاستقلالية في العطاء والتفاعل التنموي ويجعله شابا اقتصاديا له دور مؤثر في التنمية والبناء لان اكثر شبابنا اليوم ذو نزعة استهلاكية يسيل لعابها لكل منتج أجنبي وتزهد كل الزهد فى كل منتج محلي أو إسلامي. فالزهد في مفهومنا بالاقتصاد الاسلامي يعني الرافض لكل باطل أو معوق يمنع من تحقيق أهداف الأمة. ليرتفع بأمتنا الى مستوى العمل الجاد والإنتاج بما يحقق الاكتفاء الذاتي لها ويبعث في شبابها وأبنائها روح العزة والكرامة والثقة العالية بالنفس.
* وزير الشباب والرياضه
أقرأ ايضاً
- الة الرئاسة سعة الصدر
- التكتيكات الإيرانيّة تُربِك منظومة الدفاعات الصهيو-أميركيّة
- مراقبة المكالمات في الأجهزة النقالة بين حماية الأمن الشخصي والضرورة الإجرائية - الجزء الأول