- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
أسامة بن لادن يتقيأ من جديد !
مرة أخرى .. يظهر تسجيل صوتي لاسامة بن لادن مملوء بالحقد والكراهية وممزوج بالإرهاب والعنف ومُعلب بماركة الفشل والهزيمة والوهم والانحطاط في الفكر والسياسة والقيم الإنسانية بتمام معنى الكلمة ...
مرة أخرى ...يُطلق بن لادن سراح عفونته الفكرية ونزعاته المريضة التي يُجسدها في خطاب عقيم متهرئ عفا عليه الزمن وتجاوزه ولم يعد يعبأ به ويهتم لأمره الا من ضل عن سبيل الحقيقية وخدعته اوهامه وخيالاته ...
مرة أخرى ...يٌلقي هذا النزق بكلمات تكلست معانيها وتجمدت قيمها ويبست مصاديقها وأنطفأت فضاءاتها بعد أن تعرت افعاله وانكشف أمره وانفضحت حقيقته على وقع الآف الضحايا والابرياء الذين يسقطون جراء قيئه وخطاباته التحريضية ...
مرة اخرى...يتحرش هذا الارهابي بامتياز بالشعب العراقي ويحرض للقتال وزرع الارهاب والعنف بين شعبه الذي عانى الويلات منذ عشرات السنين .. وها هو الان يُصرح، وفقا لتسجيل صوتي منسوب إليه بث السبت 14-3-2009، بكل قرف وحماقة بـ\" أن مَن يريدون مساعدة غزة يتعين أن يدعموا العراقيين الذين يقاتلون القوات التي تقودها الولايات المتحدة وحكومة بغداد \"بكل ما يحتاجونه لتحرير البلاد\"، ثم أضاف بكل جنون بأن \" الأردن ستكون الدولة التالية التي يتم تحريرها\" مما يتيح الوصول إلى الضفة الغربية.
الواضح في الأمر والذي لايقبل الجدال والنقاش أن في دعوة أسامة بن لادن لفئرانه، الحاملة لجراثيم الدم، للقتل والارهاب وربطه قضية فلسطين وتحريرها \" المزعوم \" بالعراق، في هذه الدعوة الشيء الكثير من الاشارات التي أظن أن اهمها :
الأولى :استجداء بن لادن للدعم بشتى أشكاله لفئرانه التي تقاتل في العراق والتي يبدو أنها فقدت كل موجبات وشرائط الدعم الواقعية الخارجية والسايكولوجية الداخلية، وذلك بعد الانتكاسات والهزائم المتكررة التي تعرض لها رجاله \"أشباه الرجال\" على يد رجال العراق المتمثلين بالصحوات وقوات الأمن.
الثاني: سعيه لتبرير موقفه وحربه في العراق بعد ان فقدت مبرراتها وأسبابها خصوصا بعد خطط الانسحاب الامريكي من العراق، لهذا يربط العراق بفلسطين على اعتبار ان فلسطين مازالت حاضرة في ذهن الكثير من المقاتلين وهدف العديد منهم. ولذلك يحاول دعم حربه في العراق بقضية فلسطين بطريقة مضحكة ومكشوفة وتبعث على الاستهزاء بعقل مافتئ يتحدث بهكذا منطق وعلى عقول اخرى تصدق مثل هذا الطرح.
أما النقطة الثالثة فهي غياب الزمن والواقع عن ذهنية بن لادن ، حيث نراه يقول بأن \"الأردن سيكون هي الدولة التالية التي يتم تحريرها مما يتيح الوصول إلى الضفة الغربية \" ... وهذا يدل على أنه، وعلى الرغم من خسارته للحرب في العراق وهزيمته المنكرة فيها، يتحدث وكأنما تحرير العراق قد حدث بالفعل وتم أباده شعبه على يد أتباع بن لادن ، وهو شرط تحرير العراق! لكي ينتقل بعدها الى الاردن ليحررها وينتقل لفلسطين ويحررها ليعلن بعد ذلك تأسيس دولة بن لادن الارهابية الكبرى !
لا اعتقد أن يمكن العثور في الخطاب السياسي ، قديمه وحديثه ومعاصره ، على نصوص وعبارات مليئة بالأستخفاف والزيف والتضليل بعقل القارئ كهذا الخطاب البائس الذي مازال، على الرغم من كل هزائمه، يتحدث عن نصر مزعوم وخطط وهمية وبرامج خيالية لتحرير فلسطين التي يبدو أنها لن تتحرر فعلاً مادام هنالك عقلية تتقبل مثل هكذا خطاب .
مهند حبيب السماوي