- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
العراق: ثلاثة مخارج لازمة رئاسة البرلمان
كلما أسمع خبراً يتعلق بالبرلمان العراقي وما يحدث فيه من تصرفات غير حكيمة من قبل بعض من أعضائه في قضايا مصيرية تتعلق بمستقبل شعب وبناء وطن مزقته الحروب وقطعت اوصاله ويحاول ان يتعافى الان، اصاب بالغثيان والقرف الفكري من هذه السلوكيات التي تدفعني الى التساؤل مراراً وتكراراَ عن موعد وصول أصحاب هذه التصرفات اللامسؤولة الى سن البلوغ السياسي وتخطيهم حالة المراهقة الفكرية.
واخر هذه المهازل التي يُبدع فيها بعض من اعضاء مجلس النواب العراقي، قضية انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب بعد استقالة رئيس مجلس النواب السابق الدكتور محمود المشهداني الذي ارتكب أخطاء وهفوات كارثية متكررة وصلت ذروتها في جلسة الاربعاء التي شتم فيها قوى سياسية كبرى ساهمت في صناعة العراق الجديد وشكلت عموده الفقري.ما الذي يمكن ان اقوله عما يجري؟ لعبة انسحابات متكررة من البرلمان لكسر عنق النصاب القانوني للتصويت..فوضى معيبة في مجلس النواب..مهاترات اعلامية هنا وهناك..تصريحات نارية عنيفة من طرف سياسي ورد أعنف من طرف أخر..اتهامات بمؤامرات وعقد صفقات علنية وسرية،كل هذا وميزانية 2009 للعراق بعدها لم يصوت عليها..كل هذا ومازال الكثير من شعبنا يئن تحت وطأة الفقر وضعف الخدمات.
الغريب ان مشكلة انتخاب رئيس جديد للبرلمان العراقي ليست مشكلة، بل بمعنى ادق ليست مشكلة حقيقية، بل هي وهمية، ووهمية بامتياز.
اعتقد ان امامنا ثلاثة مخارج من هذه الازمة، بعيداً عن كل السفاسف الاعلامية والمهاترات السياسية.
ـ المخرج الاول، خيار التوافق.
يمكن ان نضع هذا المخرج تحت الشكل المنطقي التالي الذي يتألف من مقدمة كبرى ومقدمة صغرى ونتيجة.
مقدمة كبرى: رئيس البرلمان من حصة جبهة التوافق العراقية وفقا للتوازنات السياسية التي اعتمدتها هذه الحكومة في هذه المرحلة.
مقدمة صغرى: جبهة التوافق قدمت مرشح لهذا المنصب.
النتيجة: اذن يلزم على البرلمان العراقي القبول به وانتخابه رئيساً له.
ـ المخرج الثاني، الحوار الداخلي.
اجراء حوار ولقاء داخلي بين جبهة التوافق العراقية وجبهة حوار خلف العليان من اجل الاتفاق على مرشح موحد لا غبار عليه. مع التذكير ان جبهة العليان لا تملك قيمة عددية برلمانية معتد بها سواء في البرلمان او حتى في داخل التوافق ولا يوافق على مرشحها الاكراد والمجلس الاعلى.
ـ المخرج الثالث، الترشيح المفتوح.
فتح الباب على مصراعيه لأي شخص، يزعم ان هذا المنصب من حصته، للترشيح واجراء تصويت سري لانتخاب الرئيس الجديد للبرلمان.
هذه المخارج الثلاثة، هي الحلول الوحيدة المتبقية القادرة على انهاء هذا التعطيل غير المقبول لبرلمان يُنتظر منه القيام بدور رقابي وتشريعي في مرحلة تاريخية حاسمة من حياة العراق.