- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
رؤية في النتائج الاولية للانتخابات المحلية ...كربلاء انموذجا
من المقرر ان يتنافس أربع قوائم ومرشح مستقل على مقاعد مجلس محافظة كربلاء البالغة سبعة وعشرين مقعدا ،بعد اعلان المفوضية المستقلة نتائج الانتخابات الاولية لاربع عشرة محافظة عراقية عصر الخميس المصادف الخامس من شهر شباط الجاري..حيث تقدم المرشح المستقل يوسف الحبوبي بنسبة 13.3% من مجموع الأصوات التي بلغت ستين بالمئة من عدد اصوات الناخبين الذين كان يحق لهم التصويت في كربلاء والبالغة 540 ألف ناخب وناخبة..وحلت قائمة أمل الرافدين بالمركز الثاني بنسبة 8.8% وقائمة ائتلاف دولة القانون بالمركز الثالث محققة 8.5%...وجاءت في المركز الرابع بنسبة 6.8% قائمة تيار الأحرار فيما جاءت قائمة شهيد المحراب بالمركز الخامس بنسبة 6.4%.
من الامور المستقاة بعد ترشيح سبعة وسبعين قائمة في كربلاء وفوز القوائم المذكورة سلفا على قوائم اخرى
ــ التي كانت لاتخلو من مرشحين اكفاء لتسلم مناصب مسؤولة في المحافظةـــ ان عملية الاقتراع التي وصفها مراقبون دوليون بالنموذجية من النواحي الامنية والانتخابية،افرزت لاعبين سياسيين محترفين استطاعوا من الاعتماد على عدة محاور للوصول الى النتائج المذكورة ونذكر منها أولا الاعتماد خلال دعاياتهم الانتخابية على ثقلها الموجود في عدة مناطق بالمحافظة والتي ادت بالتالي اكتساح نسب عالية فيها وبدون منافس مما يثبت بجلاء دراسة هذا الموضوع بعناية فائقة من قبلهم او الاعتماد على اناس لهم باع طويل في ذلك المضمار مما سحب البساط من عدد كبير من المرشحين الذين كان لهم ثقلهم في الشارع الكربلائي والذين شتتوا (من خلال ترشيحهم في قوائم مختلفة) الاصوات ،وهذا مافطن اليه منافسوهم الذين انصهروا في قائمة واحدة او قائمتين..
الامر الاخر الذي ادى ـ باعتقادي ـ الى فوز تلك القوائم على منافيسيها الدعاية الانتخابية الفقيرة التي اقتصرت على توزيع الكارتات وتعليق اليافطات التي اسفرت في احيان كثيرة عن نتائج عكسية نتيجة وضعها بصورة عشوائية في شوارع المدينة وازقتها وحتى فروعها الصغيرة...
عدم تثقيف الناخب بشكل صحيح حيث ادى اختياره اللامحسوب الى احتراق الغالبية العظمى من الاصوات نتيجة اختيارهم لشخص السيد يوسف الحبوبي الذي رغم حصوله على اعلى نسبة من الاصوات الا انه سيشغل مقعدا وحدا نظرا لخوضه المنافسة الانتخابية منفردا وبدون قائمة ..
غالبية الناخبين اعتمدوا في ترشيح من يمثلونهم على الكلام المنقول فيما بينهم والذي اوصل الكثير منهم الى ان يحتار في امره حتى قبل ذهابه الى مركز الاقتراع في اختيار من يمثله او يمثلونه في المجلس القادم..بل وصل الامر الى ادهى من ذلك حيث اختار بعض الناخبين اسماء لايعرفونها اصلا وهذا ما يعزى الى عدم مبالاة الناخب بالعملية الانتخابية برمتها رغم اشتراكها فيها مخالفا بذلك ما شددت عليه المرجعية الدينية الرشيدة التي حثت من خلال بياناتها على وجوب ان يسأل الناخب عن الذي يمثله قبل الانتخاب ..
الامر الاخر هو عزوف غالبية الاهالي عن الذهاب الى مكاتب المفوضية التي اعلنتها قبل اشهر من تاريخ الاقتراع لتحديث سجلاتهم الانتخابية ما ادى الى عدم تمكن الكثير منهم في الادلاء بصوته نتيجة عدم وجود اسمائهم في مراكز الاقتراع والذي عده البعض خرقا انتخابيا حمل به المفوضية مسؤوليته الكاملة رغم شك المراقبين في ذلك ...
لذلك لو اخذت تلك الاعتبارات بالحسبان لكان من الممكن ان تتبدل الخارطة السياسية المحلية ،ولكن وبعد اعلان النتائج المذكورة يتوقع ان يبقى المشهد السياسي المحلي كما هو باعتبار ان الجهات التي كانت تتصدر مواقع المسؤولية في كربلاء ورغم تغيير وجوهها حصلت على ثلثي مقاعد مجلس المحافظة بالاضافة الى ذلك اعلان القوائم الفائزة عن استعدادها للتحالف مع القوائم الاخرى الامر الذي لايخلو ـ عند توزيع المناصب الادارية التي تحتاج الى تغيير ـ من المحسوبية والمنسوبية والتي آلت نتائجها الى الواقع الخدمي المزري الذي يشاهد اليوم في المحافظة رغم اهميتها على المستوى العالمي بحساب بسيط ان اعداد الوافدين الى كربلاء تصل خلال السنة الواحدة الى عشرات الملايين ،وان حصلت في المستقبل القريب بعض التغييرات في بعض النواحي الخدمية فاعتقد انها لاتخرج من كونها دعاية انتخابية للمجلس النيابي القادم ...
أقرأ ايضاً
- مؤتمرات القمم العربية .. الجدوى والنتائج
- المجلس.. بين رؤية وحقيقة في إبعاد المستقبل
- رؤية المقاومة وهستيريا اعدائها !!