انها ليلة ليست مثل كل الليالي، انها ليلة اعلان الفاجعة والحزن والالم، ليلة يؤدي ملايين الزائرين من مختلف انحاء العالم طقوسها في كربلاء المقدسة حيث وقعت الفاجعة وسالت اطهر الدماء من ازكى الشهداء، وسبيت اشرف النساء وسيق الاطفال الذين كأنهم لؤلؤ مكنون تحت حراب انجس خلق الله، ليعلن موسم العزاء الحسيني.
رصدت وكالة نون الخبرية ضمن مشاهداتها في اكثر من مكان بتلك الليلة "اجتماع الملايين القادمون من مختلف المحافظات العراقية، ومن دول عدة في اوروبا وآسيا وافريقيا وتجمعوا ليشاركوا في اعلان الحداد على سيد الشهداء ابي عبد الله الحسين (عليه السلام)، الملايين اطلقت حناجرها نداءات الغوث والصرخة والالم لعظيم المصاب ليعلنوا للعالم ان الحسين قتل اليوم، كما قتل في العام (61) هجرية مظلوما، حدث اصبح عالميا ترتج لها اركان الارض وتقام فيه الشعائر في جميع بقاع الارض".
ونقل مراسل وكالة نون الخبرية ان الملايين الذين غصت بهم العتبتين المقدستين وما بينهما والطرقات والشوارع والازقة والساحات و "الدرابين" والبنايات، بينهم الشيوخ والكهول والشباب والاطفال والنساء والرجال الذين ارتدوا السواد واطلقوا العنان للدموع والآهات في اجواء حزن لا تضاهيها اجواء، جاؤوا ليجددوا عهد الوفاء والولاء مع سيد الشهداء (عليه السلام) ويرددوا نداء "هيهات منا الذلة" بحناجر تستذكر الفاجعة والمعركة والسبي والظلم والعدوان الذي وقع على الحسين واولاده واصحابه ونسائه ومن كان في رحله، امتلئت باحة الصحن الحسيني الشريف بالاجساد حتى لم يبقى شبرا واحدا تستطيع ان تضع قدميك عليه، وفي نفس الوقت في القبة الشريفة صعد الحاج فاضل عوز المكلف من قبل العتبة الحسينية المقدسة باستبدال الراية الحمراء بالسوداء لتعلن الى العالم اجمع بداية شهر محرم الحرام شهر الموت والحزن والظلم، وشهر الحق والبطولة والشجاعة والثبات على المبتدئ شهر الحسين الشهيد".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير/عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- لبنان :مساعدات السيد السيستاني تدق أبواب دير الأحمر”، وهذه هي المناطق المشمولة
- مصرف حكومي في كربلاء يختلس مبالغ الأقساط المدفوعة من قبل عددٍ من المُقترضين
- العبادي: بلدنا يدفع ثمناً باهظاً كونه ساحة لصراعات النفوذ وتصفية الحسابات