كانت الحرف والصناعات اليدوية في كربلاء المقدسة بسيطة ومتواضعة، حيث بساطة الأدوات وقلة الأشخاص الذين يمارسونها، إلا أنها على درجة عالية من الاتقان، ثم تطوَّرت بصورة تدريجية؛ بسبب حاجات السكان، واحتياجات الوافدين للمدينة من بضائع ومنتجات. كما كان للصناعات اليدوية الحرفية مثل صناعة الحصران والغزل والنسيج دورٌ في تطور الاقتصاد.
في العهد العثماني ازدادت الحرف والصناعات اليدوية، وظهرت بمرور الزمن حرف دقيقة، مثل حياكة السجاد، والنقش على الكاشي وتطعيم الخشب بالنحاس، مما ساعد على تطور مدينة كربلاء بشكل ملحوظ من الناحية الاقتصادية والعمرانية.
في زيارته لكربلاء، عام 1853م؛ قال عالم الآثار الانكَليزي (لوفتس lofts): "إنَّ أسواق كربلاء ممتلئة بأنواع الحبوب، والسلع التي يحملها الزوار، وهي تشتهر بصناعة المصوغات المخرمة، والحفر المتقن على الأصداف المستخرجة من مغاصات البحرين في الخليج"
وكانت أكثر الحرف والصناعات التي تشتهر بها كربلاء في تلك المرحلة، والتي تتم بالطرق البسيطة؛ هي إنتاج اليشماغ المحاك في الجومة، وصناعة العباءات،
حيث تعد كربلاء واحدة من حواضن العراق التي اشتهرت بصناعة أفخر العباءات، بتعدد أنواعها وألوانها، والتي تُصنع من الأصواف المحلية.
وهكذا توسَّعت الحرف والصناعات اليدوية، وأصبح لها أسواق خاصة بها مثل سوق النجارين وسوق الصفارين، وأصبحت هذه الصناعات المصدر الرئيس للعديد من الأسر والعاملين فيها، بل ان العديد من العوائل الكبيرة في المدينة ارتبط اسمُها بهذه الحرف مثل عائلة النجار، وعائلة الصفار.
المصدر: مركز كربلاء للدراسات والبحوث، الحرف والصناعات اليدوية في كربلاء المقدسة وأبعادها التنموية، ص57 - 58
أقرأ ايضاً
- مصرف حكومي في كربلاء يختلس مبالغ الأقساط المدفوعة من قبل عددٍ من المُقترضين
- كربلاء: فرق طبية ترافق المشاركين في التعداد العام للسكان
- حظر التجوال في مدينة كربلاء المقدسة