ازفت ساعة الحزن والبكاء والمصائب، ودقت ساعة الاستعداد للمآسي، فهنا في كربلاء الشهادة وقف ملايين الزائرين داخل العتبتين المقدستين وعيونهم ترنوا الى الراية الحمراء وهي تغادر القبة، لترتفع بدلا عنها الراية السوداء، لانه موسم محرم الحرام، فهنا وقف الحسين (عليه السلام) بركبه مجبرا، وهنا ابلغ ابي الشهداء اخته العقيلة زينب (عليها السلام) بما سيجري عليه وعلى رجاله وعليها وعلى النساء، وهنا ستنحر الرؤوس وتفصل عن الاجساد، هنا في كربلاء الكرب والبلاء سيقتل اصحاب الحسين (عليه السلام)، وابنائه علي الاكبر وعلي الاصغر، والقاسم بن الحسن وابي الفضل العباس واخوته، هنا ستنحر رقبة الرضيع عبد الله من الوريد الى الوريد بدم بارد من قاتل مارد.
هنا وفي هذه الارض سيقف الغريب ابي الشهداء وحيدا ليصيح...هل من ناصر ينصرني؟، هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله؟، هل من موحد يخاف الله فينا؟، هل من مغيث يرجو الله في إغاثتنا؟، هنا في كربلاء المصائب وقفت زينب المرعوبة مما جرى على التل وهي تصيح بصوت يدمي القلوب، يا بن امي يا حسين، يا حبيبي يا حسين، ان كنت حيا فأدركنا فهذه الخيل قد هجمت علينا، وان كنت ميتنا فأمرنا وامرك الى الله، ومن هذا المكان سيق الامام السجاد وزينب (عليهما السلام) والعيال والنساء سبايا الى الكوفة ثم الشام.
واليوم يحضر ملايين المحبين والموالين الى كربلاء المقدسة للمشاركة في الاعلان الرسمي للحزن وبدء شهري الرزايا والحزن محرم الحرام وصفر وعيونهم تهل بحرارة الدمع على تلك المصيبة، ويشارك كل مسلم شيعي عبر وسائل الاعلام في متابعة هذه الشعيرة التي تنظمها العتبتين الحسينية والعباسية كل عام ويصرخون وهم بعيدين في ديار الغربة الما على مصيبة ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) واولاده واصحابه وعياله، وكعادتها تساهم وكالة نون الخبرية بالصورة والخبر لنقل الحدث الى العالم.
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
أقرأ ايضاً
- المتحدث العسكري بإسم السوداني: الحكومة تلاحق كل من يشترك في أنشطة تهدد أمن العراق
- المنحة المجانية للكليات الأهلية
- رئيس الوزراء يؤكد ضرورة الإسراع في إنجاز متطلبات إعادة هيكلة الجهاز الحكومي