كشفت منظمة الهجرة الدولية عن وجود أكثر من 58 ألف نازح عراقي يواجهون ظروفاً قاسية، مؤكدة تواجدهم في المحافظات المحررة، لافتة إلى أن هؤلاء يعانون من نقص في الخدمات ومخاوف أمنية. وذكرت المنظمة، ان “تقريراً حديثاً صدر عنها بشأن حركة النازحين الداخليين في العراق وظروف المعيشة السائدة في المخيمات، من حيث الخدمات والبنى التحتية والامن والضمان الاجتماعي”.

وأضاف التقرير، الذي ترجمته (المدى)، أن “تقييماً قد حصل لألفين و697 موقعاً للنازحين في تقرير مؤشر النزوح خلال الجولة الرابعة من تموز إلى أيلول من العام الحالي”.

وأشار، إلى “125 موقعاً تميّز بظروف معيشية صعبة”، لافتاً إلى أن “اغلبها متواجد في محافظات صلاح الدين والانبار ونينوى”.

وأكد التقرير، أن “مشكلة النزوح المزمن أصبحت الظاهرة التي تميز مرحلة ما بعد الحرب وذلك على الرغم من مرور خمس سنوات من الانتصار على تنظيم داعش الإرهابي”.

ولفت، إلى أن “ما يقارب من 1.17 مليون شخص في العراق ما يزالون يعيشون حالة نزوح بعد هروبهم من منازلهم ومناطق سكناهم الاصلية منذ أكثر من خمس سنوات مضت”.

وتحدث التقرير عن أنه “على وفق الظروف الحالية، توجد ضرورة ملحة لتبني حلول مستدامة لظاهرة النزوح في العراق”.

وتابع، ان “ذلك من خلال تحسين ظروف المعيشة التي ستمكن الأشخاص النازحين من ان يتخذوا خطوات طوعية تجاه العودة او الاستقرار في مواقع سكن جديدة”.

ويجد التقرير، أن “مؤشر النزوح هو وسيلة مصممة لتقييم ظروف النازحين المعيشية والاطلاع عليها ومتابعتها”.

وبيّن، أن “الجولة الرابعة والأخيرة سبقتها ثلاث جولات سابقة امتدت على مدى سنة واحدة من تشرين الأول 2021 الى أيلول 2022”.

وأوضح التقرير، ان “الجولة الأخيرة شملت تقييمات لألفين و697 موقعاً عبر 18 محافظة موزعة على 103 مناطق في العراق”.

وأورد أن “هناك 125 موقعاً كانت ظروف المعيشة فيها صعبة جداً، وهي تضم 58 ألف و608 نازحين، ويشكل هؤلاء نسبة 6% من مجموع النازحين الكلي في العراق”.

ويسترسل التقرير، أن “محافظات صلاح الدين والانبار ونينوى تضم العدد الأكبر من النازحين الذين يعيشون ظروفا صعبة جداً”.

وأشار، إلى أن “صلاح الدين تحوي 20 ألف و484 نازحاً من هؤلاء، في حين تضم محافظة الانبار 16 ألف و962 نازحاً، اما محافظة نينوى فأنها تضم 10 آلاف و512 نازحاً، والجميع يعيشون ظروفاً صعبة”.

وأفاد التقرير، بـأن “585 موقعاً يضم 265 ألف و584 نازحاً، يعيشون ظروفا متوسطة الصعوبة ويشكل هؤلاء نسبة 27% من مجموع النازحين الكلي”.

وأضاف، ان “النازحين الاخرين المتواجدين في ألف و987 موقعاً ويبلغ تعدادهم 660 ألف و312 نازحاً، فهم يعيشون ظروفا معيشية قليلة الصعوبة، وتشكل نسبتهم 67% من مجموع النازحين الكلي”.

وشدد التقرير، على أن “المؤشر الذي اعتمدته المنظمة في التمييز بين ظروف المعيشة المتباينة بين هذه المواقع المختلفة هو ما يتعلق بخمسة جوانب رئيسة”.

ويسترسل، أن “هذه الجوانب هي: أولا الضمان الاجتماعي التي تشتمل على عدم العدالة بالحق بالتشغيل وعدم العدالة بالحصول على خدمات والتقييدات التي تؤثر على الحياة اليومية للنازح”.

ونبه التقرير، إلى أن “الجانب الثاني يتعلق بظروف المعيشة في المخيمات”، وفيما أكد أن “هناك عوائل نازحة بدون مصدر دخل وتعتمد على المساعدات فقط”، لفت إلى “عوائل نازحة لا تملك مبلغا كافيا لشراء طعام، في حين هناك نازحون فقدوا أعمالهم”.

وذكر، ان “المؤشر الثالث المعتمد هو السكن والمكان الذي تعيش فيه العوائل النازحة”، وتحدث عن “عوائل تعيش في بيوت منفصلة ومناطق نائية، في حين هناك عوائل تعيش في ملاجئ خطرة وعوائل تعيش في مناطق غير آمنة، بينما هناك عوائل انتقلت الى سكن أرخص”.

وأوضح التقرير، ان “المؤشر الرابع هو ما يتعلق بالبنى التحتية والخدمات، ويشتمل هذا الجانب على سهولة الوصول للرعاية الصحية ووفرة المياه للنازحين، وكذلك توفر الطاقة الكهربائية وإمكانية الوصول للخدمات القانونية ومدى إمكانية العوائل النازحة على تسجيل أطفالهم بالمدارس الابتدائية”.

وبين، أن “المؤشر الخامس هو ما يتعلق بالسلامة والجانب الأمني”، متابعاً أن “هناك مخاوف بين العوائل النازحة فيما يتعلق بالهجمات والاعتداءات الانتقامية، والمخاوف بين العوائل النازحة إزاء هجمات تنظيم داعش”. نبه، إلى “مخاوف أخرى بين العوائل النازحة تتعلق بحوادث عنف من او ما بين جهات امنية ومجاميع مسلحة. وكذلك مخاوف بين عوائل نازحة من احتمالية وجود عبوات او ألغام ومواد متفجرة”.

وأفاد التقرير، بأن “محافظة صلاح الدين سجلت خلال الفترة ما بين تشرين الأول 2021 وأيلول 2022 أكبر نسبة تناقص بأعداد الحالات المعيشية الصعبة من العوائل النازحة ثم تلتها كركوك والنجف”.

ومضى التقرير، على أن “المؤشر الرئيس لهذا الانخفاض في صلاح الدين كان قد ظهر في مدينة سامراء وتكريت وطوز خرماتو وبلد، ويعود ذلك لتحسن الظروف المعيشية في تلك المناطق”.

عن: الموقع الرسمي لمنظمة الهجرة الدولية