تسعى العتبة الحسينية المقدسة الى ادخال التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في كل مفاصل عملها لتختزل الجهد والوقت والانفاق، فعمدت الى استخدام منظومة تعقب ومراقبة (GPS) حديثة ومتطورة تقدم ثلاثون خدمة دفعة واحدة، مكنت قسم الآليات في العتبة المقدسة من مراقبة (800) سيارة دفعة واحدة في كل بقعة في العراق وهي المرحلة الاولى وستليها مرحلة ثانية تراقب بها اكثر من ضعف هذا العدد، وقلصت نفقات صرف الوقود واصلاح السيارات او الحاق الضرر بها، كما يمكنها تحديد اسباب الحوادث المرورية وحرارة المحرك او اي عطل يحصل للسيارة، هذه المنظومة لو استخدمتها اي مؤسسة لوفرت مبالغ كبيرة جدا تصرف على امور مختلفة دون مبرر.
وقال رئيس قسم الآليات في العتبة الحسينية المقدسة عادل الموسوي لوكالة نون الخبرية ان " الحاجة دعت الى تفعيل (GPS) للسيطرة على آليات العتبة الحسينية منذ عام 2010 ولكن للاوضاع الامنية حينها وصعوبة السيطرة على المعلومات التي ممكن الاستفادة منها من نظام (GPS) دعتنا الى عدم تفعيل هذا النظام والتريث في استخدامه لحين العام 2018 حيث تمت تجربة هذا النظام في القسم وعلى نطاق ضيق وباسلوب بسيط وبجهود ذاتية عبر استخدام الموارد المتوفرة في العتبة الحسينية المقدسة وبدون شراء اي مادة من الاسواق المحلية او من الخارج او التعاقد مع اي شركة للتنصيب ونجحت التجربة في قسم الاليات فقط، وتمكنوا من تطوير العمل وتعاقدوا مع شركات مختصة بتجهيز هذه الخدمة حتى تمكنوا من تنصيب نظام خاص بالعتبة الحسينية المقدسة والاعتماد على خطوط خاصة من شركات الاتصالات واستطاعوا تنصيب اجهزة التعقب داخل الاليات وسيطروا على حركة الاليات بكل تفاصيلها".
وبين الموسوي ان " هذا النظام فيه فوائد جمة لكن ما ينفعنا الآن هو السيطرة على حركة الاليات من حيث ساعة حركتها ومسارها ووقتها وسرعة السيارة، وهناك امور اخرى ستفعل عندما يصبح النظام شامل لكل فعاليات العتبة الحسينية المقدسة، ووصل عدد السيارات المراقبة بهذا النظام الى (800) عجلة تحمل جهاز التعقب ومسيطر عليها في كل بقعة من العراق"، لافتا الى ان " البداية كانت بسيطة ودخلنا في المرحلة الثانية والثالثة من الخدمات ومقبلين على تدشين المرحلة الرابعة، كون هذا النظام فيه تقنيات كبيرة ومرتبط بشركات اتصالات ومنظومة عملاقة ويجب تأمين الامر من الناحية الامنية باحكام كامل، وبعد تطبيق النظام اصبحنا مسيطرين بالكامل على السيارات وحركتها في كل المحافظات وحتى لو تعطلت السيارة فنعرف على الفور اين توقفت ويتم معالجة عطلها بسرعة، وفيه جدوى اقتصادية من اكثر من جانب، من حيث مراقبة مسار السيارة وسرعتها ومنع السائق من تجاوز السرعة المحددة التي وضعتها مديرية المرور العامة فاكثر سرعة في الطرق السريعة لا تتعدى (120) كيلومترا في الساعة وغيرها تصل الى (60) كيلومتر في الساعة وفي حال حدوث حادث فنتمكن من تحديد اسباب الحادث بتقنية الكترونية من خلال هذه المنظومة اذا كان السائق يسير بسرعة فائقة او الطريق الذي سلكه او السير بالاتجاه المعاكس او حالة عبور على الممر المعاكس او التوقف بمكان ممنوع، وهي خدمة تحدد مسؤولية السائق عن ارتكاب المخالفات والحوادث من عدمها اي تكون رقيب عليه وتحميه بوقت واحد، ونتائج استخدام هذه المنظومة مفيدة جدا وسيطرنا على امور تخص السائقين والعجلات كانت سابقا خارج السيطرة، ومنها السير بسرعة الذي يسبب استهلاك اكبر بكمية الوقود واستهلاك للمحرك والزيوت وناقل السرعة واندثار بعمر العجلة".
من جانبه اكد مسؤول شعبة السيطرة ونظم المعلومات في قسم الآليات التابع للعتبة الحسينية المقدسة المهندس مصطفى الخفاجي لوكالة نون الخبرية ان " نظام التعقب المستخدم لدينا هو نظام عالمي ومستخدم في اكثر من دولة وفيه تغطية واسعة ومميزات كثيرة ومصنع في شركة كورتوب الكندية العريقة بهذا المجال وتعاقدنا مع مجموعة شركات من بغداد وقسم العمل الى اربعة اجزاء وتمت تجربة ربط جهاز واحد على احدى العجلات وكانت النتائج مذهلة واستخدام المنظومة سهل جدا، فقمنا بربط اول دفعة من اجهزة التعقب وكان عددها (250) على عجلات قسمي الآليات والسياحة الدينية لان لديهم اكثر عدد من العجلات وربطت الوجبة الثانية من الاجهزة بكمية (250) جهاز، ووصل عدد العجلات التي ربطت عليها تلك الاجهزة الى (800 ــ 900) عجلة وهي مرحلة اولى تتضمن ربط الف جهاز وبعدها تبدء المرحلة الثانية التي يربط بها الف جهاز اخر ليصبح العدد الفي جهاز ويغطي كل عجلات العتبة الحسينية المقدسة".
واوضح الخفاجي ان " العجلات تربط عليها الاجهزة ولدينا في مقر عملنا منظومة مكونة من مجموعة رسيفرات خاصة بالعتبة الحسينية مستقلة بذاتها لا ترتبط بأي شركة يمكن ان تدير عملنا وكل مراحل العمل من الربط والادامة والصيانة محصورة بين ايدينا، وهذه هي الشروط التي وضعت بالعقد وطورت ملاكاتنا العمل فاحكم الامر على سريتها بالكامل ولا يمكن اختراقها، علما ان اساس عمل المنطومة كان المفروض ان تعمل عبر شبكة الانترنت لترتبط بالشركة الام خارج العراق، لكننا جعلناه منطومة داخلية غير مرتبطة بأي شركة وتعمل بخدمات شركات الاتصال المحلية، وتصل عدد انواع الخدمة فيها الى ثلاثين نوع من الخدمات، مثل مسار العجلة وسرعتها وامكنة توقف العجلة وعدد ساعات عمل المحرك وحرارة المحرك وامور اخرى كثيرة لم تفعل لدينا لاننا لسنا بحاجة لها وممكن تفعيلها مستقبلا، ويمكن ربط اي جزء كهربائي بالعجلة بهذه المنظومة وممكن لها تشخيص الاعطال التي تصيب العجلات وكل خدمة مقابلها مبالغ تدفع، والمنظومة تعمل لدينا منذ اربع سنوات وطاقتها الاستعابية مفتوحة ولا حدود لها، وفيها خدمة خزن المعلومات والارشفة ولدينا الان معلومات مخزونة منذ اربع سنوات وافتتح العمل باربع اشخاص واصبحنا الان ثماني مهندسين للصيانة والنظام والمراقبة وفنيين نصب وصيانة اصبحت لهم خبرات تراكمية مكنتها من ربط اي جهاز ".
اما مسؤول وحدة الصيانة والسلامة المهنية في القسم المهندس محمد الهاشمي فاشار لوكالة نون الخبرية بان " وحدة الصيانة اوجدت منذ بداية العمل لغرض صيانة اجهزة التعقب التي تحتاج الى صيانة دورية في حال توقفها او العبث بها ومعها السلامة المهنية، حيث نقوم ببرمجة اجهزة التعقب وربطها على العجلات، ويقوم المهندسين لدينا بواسطة برنامج خاص ببرمجة الاجهزة بطريقة خاصة تعمل على المنظومة وتتم عمليات النصب وهي عملية دقيقة لان العجلات الحديثة تدار بواسطة ما يسمى بـ (العقل) او اجهزة البصمة وهي عملية معقدة لان الربط الخطأ يسبب عطل بالعقل الذي تكون كلفته بحدود (500) دولار، لكن الخبرات التراكمية لملاكاتنا جعلها تربط في الظفيرة والمكان الصحيح دون احداث اي عطل للعجلة وعلى غرار ما تنجزه الشركات العالمية ودائما تكون الصيانة موقعية في مكان تواجد السيارة الا في حالة الحاجة الى اعادة البرمجة فيجلب الجهاز الى ورشتنا لاعادة البرمجة او التأكد من عمليات الارسال او الهوائي او الشريحة ليتم اصلاحه، واجهزة التعقب التي ربطت على العجلات كلها من مناشيء عالمية وخاضعة الى فحص التقييس والسيطرة النوعية وحاصلة على شهادة الجودة المعتمدة دوليا وفيها شهادة منشأ ومدة ضمان".
قاسم الحلفي ــ كربلاءالمقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- الشيخ يوسف دعموش لبعثة العتبة الحسينية بلبنان: استمروا بدعمنا ولابد لخط السيد السيستاني ان يستمر لتقوية خط اهل البيت (فيديو)
- صراع دولي وشبهات فساد.. هل تفشل الاتفاقية العراقية الصينية؟
- المالكي يدفع باتجاه انتخابات مبكرة في العراق