كشفت العتبة الحسينية المقدسة، السبت، ان حجم الانفاق على العلاج المجاني الذي قدمته للمرضى العراقيين وصل الى نحو (57) مليار دينار نصفه على علاج النساء، مشيرة الى ان مشاريعها اصبحت تمنع خروج العملة الصعبة من العراق وتعالج المواطن داخل بلده.
وقال رئيس هيئة الصحة والتعليم الطبي الدكتور ستار الساعدي، خلال حفل افتتاح مؤسسة الشيخ الوائلي في كربلاء المقدسة، وحضرته وكالة نون الخبرية، انه "بحثنا في كل دول العالم فوجدنا ان الانظمة في اميركا ودول اوروبية عملت على برامج تمكين المرأة، والعتبة الحسينية تقدم اليوم ملاكات نسوية طبية وتمريضية متكاملة حاضرة بينكم في ادارة عراقية متخصصة يصاحبها ملاك طبي وتمريضي اجنبي يقدم ثلاث انواع من الخدمات تعوض بعض الاختصاصات غير الموجودة في العراق وتدرب الملاكات العراقية وتقدم خدماتها الى المريضة العراقية، وهو تجسيد حقيقي لقيمة المرأة لدى المرجعية الدينية العليا والعتبة الحسينية المقدسة وهو تمكين للمرأة ومنحها لحقوقها والمحافظة على خصوصيتها في الاسلام الذي تحقق على يد العتبة الحسينية، ولايضاح بعض الارقام المهمة من الانفاق والدعم الذي تقدمه العتبة الحسينية نذكر بعض الامثلة ومنها حيث وصلت الخدمات المدفوعة الكلفة التي تحملتها العتبة المقدسة تلقاها المواطن بشكل مجاني وصل بحدود (56) مليار و(600) مليون دينار وهو رقم كبير جدا، ومنها ان عدد المستفيدات من الاناث من خدمات هذه المؤسسات هو سبعة ملايين و(600) الف انثى، واجريت حوالي (13) الف ولادة طبيعية وقيصرية، واجريت (60) الف عملية جراحية متنوعة للاناث، و(14) الف عملية علاج كيمياوي واشعاعي، و(551) الف عملية عيون جراحية، ودربنا في مجال الصم والخدمات الخاصة (123) عنصر نسوي، وتعمل لدينا في مراكز التوحد (736) امرأة، والكلفة التي تحملتها العتبة المقدسة للخدمات المقدمة للاناث هي ( 28) مليار دينار عراقي اي نصف ما انفقت مجانا بالكامل".
واضاف، ان "القطاع الصحي في العراق عانى كثيرا في كل الحكومات السابقة، حيث كان القطاع الصحي لا يأتي بالاولوية ياهتمامات تلك الحكومات وتتصدر الدفاع والداخلية وغيرها، وحصة الفرد العراقي في مجال القطاع الصحي في الموازنات السنوية تصل الى (100) دولار او اكثر قليلا للفرد الواحد، بينما نجدها في دول اخرى تصل حصة الفرد الواحد الى (3000) دولار والفرق واسع وكبير بين الرقمين، والكل يعلم ان الخدمة الصحية هي خدمة مكلفة، ومن باب اولى ان تقوم العتبة الحسينية المقدسة بانجاز مشاريع عملاقة في المجال الصحي اكثر من غيرها لكونها تنهل من معين المرجعية الدينية العليا والرسالة السماوية التي جاء بها النبي الاكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)".
واوضح الساعدي، ان "الامر المهم الذي نريد ايضاحه يتعلق بانفاق مليارات الدولارات على العلاج خارج العراق لاشخاص عراقيين لجأوا الى مستشفيات في بلدان عدة مثل لبنان وايران والهند وتركيا وغيرها، ونضرب مثالا واحدا على ذلك بتقرير رسمي اعلنته وزارة الصحة اللبنانية اكد ان (500) الف مريض عراقي تلقوا العلاج في عام 2017 في المستشفيات اللنبانية ومعدل صرف المريض الواحد هو (5000) دولار اي ان العراقيين في هذا العام وفي مستشفيات لبنان فقط انفقوا مليارين و(500) مليون دولار على العلاج، اذن نحن في العتبة المقدسة نحقق التزامنا بالقرآن الكريم والنبي الكريم والانسانية والحضارية في تلقي العلاج في بلده بدل السفر والانفاق الكبير ومنهم من يلجأ الى بيع داره التي يسكنها اذا اضطر للعلاج".
واكمل بقوله "ومجمل هذه الاسباب جعلت العتبة الحسينية المقدسة تضع القطاع الصحي في اولوياتها، ومن ورائها المرجعية الدينية العليا والامانة العامة للعتبة المقدسة، ولم تذهب العتبة المقدسة الى منافسة القطاع الخاص في انشاء مشاريع صحية ربحية لان القطاع الخاص ينظر فيه الى مردودات الاموال بعد فترة زمنية محددة وفي القطاع الحكومي فإن مدخلاته هي مخرجات على المواطن ، أما في مشاريع العتبة الحسينية المقجدسة فتقدم خدمات نوعية متخصصة ومنها، ان اغلب المستشفيات الخاصة لا يوجد فيها اجهزة العناية المركزة التي تعد الاسرة الاكثر كلفة في المستشفيات وخصصت هيئة الصحة والتعليم الطبي التي تدير هذه المستشفيات (20 %) من الاسرة للعناية المركزة لان العتبة المقدسة لا تبحث عن الربح في مشاريعها، ومثلما اشار وزير الصحة ان كلفة الخدمة الصحية وخاصة في مجال زراعة نخاع العظم او بعض العمليات المعقدة تعد كبيرة جدا ولا تستطيع تحمل كاهلها حتى دول قائمة بذاتها، بينما قدمنا نحن الخدمات بثلاث انواع من الاجور منها بسعر الكلفة والاخر بسعر مخفض جدا وغيرها مجاني بالكامل مثل علاج الاطفال المصابين باورام السرطان لمن هم في سن (12) عاما فما دون، ولا توجد اي ارباح في مؤسساتنا الصحية بل دعم متواصل لتقديم افضل الخدمات الصحية لبلدنا ومواطنينا، واصبحنا نمنع اخراج العملة الصعبة من العراق ونخلص المواطنين من عناء السفر والنفاق المكلف".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
أقرأ ايضاً
- الشيخ يوسف دعموش لبعثة العتبة الحسينية بلبنان: استمروا بدعمنا ولابد لخط السيد السيستاني ان يستمر لتقوية خط اهل البيت (فيديو)
- صراع دولي وشبهات فساد.. هل تفشل الاتفاقية العراقية الصينية؟
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "