دعا رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، اليوم الثلاثاء، القوى السياسية إلى الكف عن التخوين فيما بينها.
وقال الكاظمي خلال حضوره احتفالية تأسيس منظمة بدر: "أقف بينكم اليوم في هذه المناسبة مستحضراً كل القيم التي حفل بها تأريخ الحركة النضالية والجهادية في العراق، وأستذكر بكثير من الاعتزاز تضحيات المجاهدين في منظمة بدر، وفي هذا الشهر، شهر رمضان المبارك أزعم أن القيم الروحية الأصيلة والمبادئ الوطنية هي التي رفضت الظلم والاستبداد، وهي التي حددت مسارات مقارعة نظام القهر والتعدي والوقوف بوجه انحرافاته".
وأضاف، أن "العراقي رافض للظلم بطبيعته، وهذا الرفض التأريخي أطّر سلوكه وحدّد الكثير من سماته وخصوصياته. العراقي تتدفق في شرايينه كل ينابيع التأريخ الإنساني وعلى أرض العراق العظيمة سطرت منذ فجر البشرية القيم الإنسانية والعلوم والقوانين، وهنا على هذه الأرض ولد معنى الدولة".
وتابع، "نعترف أننا نعيش اليوم أزمة سياسية ونجتهد في إيجاد الحلول وأحياناً نجتهد في ابتكار العوائق والانسدادات، وعلينا أن نعترف كذلك أن شعبنا قلق من نتائج الانسداد السياسي بما يعرقل مسار حياته، فالشعب أوفى بعهده تجاه الدولة".
واوضح الكاظمي، "شعبنا آمنَ بأن الأمل تصنعه الديمقراطية الحقيقية والتداول السلمي للسلطة، وحب الوطن والدفاع عن الدولة ومقدراتها والولاء لهذه الأرض أولاً وثانياً وثالثاً".
واشار الى ان "هناك أزمة سياسية في شكلها العام وخلاف دستوري وتضارب في تعريف إدارة الدولة، لكن أناشدكم بالله "ما هو جوهر الأزمة الحقيقي؟ "ما هي أزمتنا؟"، أقول إننا نواجه "أزمة ثقة" وليست أزمة دستورية وسياسية وحسب".
وبين، "من الطبيعي جداً أن نكون وسط أزمة الثقة عندما نقرر عدم مواجهتها بوضوح وصراحة، نعم إنها "أزمة ثقة" قبل أن نمضي إلى أي خيار سياسي آخر لمعالجة الانسداد الحاصل، اليوم علينا أن نفكر باستعادة الثقة، أن نبادر لكي نخلق أجواء استعادة الثقة".
وتابع رئيس مجلس الوزراء، "خرجت اليوم عن السياق المعتاد للكلمات البروتوكولية لأنني أمام تأريخ يقول إن العديد من الإخوة الحاضرين من أصحاب المبادرة في مقارعة النظام القمعي الاستبدادي ومحاربة الإرهاب، كانت وما زالت تجمع بينهم أواصر الثقة المتبادلة ومهما اختلفوا فإنهم يستعيدون هذه الروح، وهي الطريق السليم لفتح الانغلاق السياسي".
واكد، "يجب على كل قوانا السياسية الوطنية أن تقطع بدورها الخطوات اللازمة لترميم الثقة فيما بينها، والخطوة الأولى هي الكف عن الاتهام والتخوين والطعن بالانتماء بالدين والمذهب والوطنية، يكفي طعناً وتشويها وتحريفاً واستغلالاً واستخداماً غير منصف للمنابر".
ولفت الكاظمي الى ان "شعبنا قلق، شعبنا لا يريد العودة إلى الوراء بصرف النظر عن المزايدات السياسية هنا أو هناك، الشعب يعتقد أنه خطا خطوة إلى الأمام ويريد التقدم لا التراجع إلى الوراء، ولن يعود إلى الشرك الديكتاتوري والفوضى والصراعات العبثية".
واكمل، "أستذكر الكثير من الوجوه الأصيلة التي جمعتني معها مناسبات مختلفة سواء في مرحلة المعارضة ومقارعة الديكتاتورية أو ما بعدها، وأستحضر بالكثير من الاعتزاز تضحيات الشهداء الكريمة على هذا الطريق، وأستحضر التضحيات التي قدمها شعبنا في مواجهة أعتى هجمة إرهابية منذ عام 2003 ووصلت ذروتها في فترة تنظيم داعش الإرهابي، كما أستذكر شهداء العراق الذين ضحوا على طريق الحق ولحفظ الحياة الكريمة، شهداء التفجيرات الإرهابية وشهداء القتل والاغتيال وشهداء قواتنا الأمنية والعسكرية بمختلف صنوفها. كل هذه التضحيات الكبيرة قدمت فداءً للعراق ومستقبله، وكل قطرة دم سالت على أرض الوطن لها صوت وروح ومعنى وموقف".
وختم رئيس مجلس الوزراء، "كل ألمٍ ووجعٍ مرّ به عراقي من أقصى البصرة إلى أقصى دهوك، يستحق أن نقف مراراً وتكراراً للقول إن العراق هو نتاج ثقة عمرها سبعة آلاف سنة، وإن أي معادلة سياسية واجتماعية أو أمنية، لا يمكن لها أن تقوم في هذا البلد إلا على قاعدة الثقة المتبادلة، الثقة بوطننا وبتأريخنا وبمستقبلنا".
أقرأ ايضاً
- ممثل السيد السسيتاني خلال استقباله ممثل الامم المتحدة يدعو للاسراع بوقف اطلاق النار في غزة
- ممثل عنها التقى الشيخ عبد المهدي الكربلائي.. الأمم المتحدة تثمن جهود العتبات المقدسة بدعم الشعب اللبناني
- الكاظمي يفتح النار على "المهرجين" و"المرتزقة" بعد اتهامات تخص "سرقة القرن"