يجري البنك المركزي العراقي، منذ يوم أمس الثلاثاء، عمليات إخلاء خزنات مالية كبيرة عثر عليها تحت أنقاض بناية تابعة له في محافظة نينوى، كانت قد تهدمت بفعل العمليات العسكرية التي شهدتها المحافظة عقب اجتياح تنظيم "داعش" الإرهابي لها صيف العام 2014، فيما شكلت الوزارة فرقاً خاصة للتنقيب تحت الأنقاض والبحث عن أموال أخرى.
وفي العام 2017 تعرضت البناية لقصف جوي من قبل الطيران العراقي، إذ كان يتحصن داخلها عناصر التنظيم المتطرف، فيما لم يكشف البنك عن حجم الأموال التي نهبها التنظيم، أو التي ضاعت تحت الأنقاض، لكن مسؤولا محليا في الموصل رجح في حديث مع "العربي الجديد"، أن تكون أكثر من 4 مليارات دينار عراقي مع احتمال وجود مقتنيات أخرى معدنية وعملات أجنبية.
ووفقاً لبيان أصدره البنك المركزي العراقي، فإنه "تم العثور على مبالغ مالية كبيرة تحت أنقاض مبنى فرع البنك في الموصل، وهي تعود لخزائننا، وقد تضررت بفعل المياه الجوفية التي تسربت إلى البناية جراء تعرضها لضربة جوية خلال العمليات العسكرية التي جرت لاستعادة المدينة من سيطرة تنظيم داعش عام 2017".
وأضاف أن "فريقاً تم تشكيله برئاسة مدير الأمن الوطني في المحافظة، وعضوية عدد من الجهات الأمنية الأخرى، فضلاً عن مدير عام فرع البنك المركزي العراقي في الموصل، وتم اللقاء بهم في موقع مبنى البنك المركزي، إذ فتحت خزائن البنك ووُجِد عدد من أكياس الأوراق النقدية الغارقة في المياه الجوفية التي تسربت إلى البناية نتيجة الضربة الجوية للمبنى خلال عمليات تطهير المحافظة"، مشيراً إلى أن "اللجنة قامت باستخراج موجودات الخزينة، ليتم إيداعها في البنك، حتى انتهاء إجراءات الجرد".
وبشأن إعادة إعمار مبنى فرع البنك المركزي في الموصل، أكد البيان أنه "تم الانتهاء من المرحلة الأولى والمتمثلة في إزالة الجزء المتضرر من البناية ورفع الأنقاض"، مبيناً: "وخلال العمل بالمرحلة الأولى، تمت مفاتحة قيادة عمليات نينوى لتكليف قوة متخصصة لفحص المبنى بما فيه خزائن البنك المطمورة تحت الأنقاض، للتأكد من خلوها من أية تهديدات أمنية".
من جهته، قال مسؤول حكومي رفيع، إن "البنك المركزي شكل فريقاً خاصاً للبحث عن أموال قد تكون تحت أنقاض البناية، وإن الفريق يعمل تحت رقابة لجان خاصة تتابع الملف"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "البناية موضوعة تحت الرقابة المشددة، حيث تجري عمليات رفع الأنقاض والبحث".
وأشار إلى أنه "لا توجد إحصائية معروفة بحجم الأموال التي ضاعت تحت الأنقاض، منذ سيطرة التنظيم على بناية البنك المركزي حتى اليوم".
وسبق أن تم العثور على أموال كبيرة وسبائك ذهبية، تحت أنقاض بنايات كان يسيطر عليها "داعش" في محافظة نينوى.
وكانت السلطات العراقية قد صادرت، في إبريل/نيسان الماضي، مبلغ 1.6 مليون دولار أميركي وسبائك من الذهب، كان قد سيطر عليها التنظيم الإرهابي في الموصل، ضبطت مخبأة تحت أنقاض منازل مهدمة في المدينة.
أقرأ ايضاً
- هل تطيح "أزمة الدولار" بمحافظ البنك المركزي؟
- القائم بالاعمال السفارة العراقية في سوريا: جوازات مرور وسمات دخول واقامات قدمها العراق الى مواطنيه وضيوفه
- هل تحدث فرقاً؟.. جولة تراخيص جديدة للغاز العراقي