تستعد القاهرة للمساهمة في سد عجز الكهرباء في بلاد الرافدين، إذ تعتزم مد بغداد عن طريق الأردن بنحو 700 ميغاواط في غضون 24 شهراً من الآن، بعد إعادة هيكلة خطوط الربط الكهربائي (المصري- الأردني)، مما يقلل من الفجوة التي تعانيها شوارع العاصمة العراقية بعدما وصل العجز إلى نحو 7 آلاف ميغاواط، خصوصاً عقب توقف المد الإيراني من الغاز، إذ تحتاج إلى نحو 28 ألف ميغاواط لإنارة منازل ما يقرب من 40 مليون مواطن.
وكشف وزير الكهرباء المصري محمد شاكر عن أن "الوزارة تنسق حالياً مع الحكومة الأردنية بعد إجراء الدراسات اللازمة لزيادة سعة خطوط الربط بين الجانبين لتزيد على 500 ميغاواط وتصل إلى نحو ألفي ميغاواط قبل مد بغداد بالكهرباء". وأضاف لـ"اندبندنت عربية" أن "كلفة الربط الكهربائي الثلاثي بين مصر والعراق والأردن تتخطى حاجز الـ35 مليار جنيه (حوالى 2.2 مليار دولار أميركي)"، موضحاً أن "مد بغداد بالكهرباء المصرية جاء بعد اتفاق وُقّع أثناء زيارة رئيس الحكومة العراقية إلى القاهرة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي"، لافتاً إلى "أن الربط سيكون على خط نقل كهرباء بجهد 500 كيلوفولت".
نقل الكهرباء المصرية إلى بغداد في نهاية 2024
وتابع شاكر أن "عمليات نقل الكهرباء إلى العراق ستبدأ مع نهاية عام 2024 على مراحل عدة بشكل تدريجي"، موضحاً أن "المرحلة الأولى سيُنقل نحو 150 ميغاواط بعد زيادة السعة الكهربائية في الخطوط الأردنية"، والمرحلة الثانية تبدأ مع تدشين خط آخر لنقل الكهرباء من عمان إلى بغداد بطول 300 كيلومتر ومقرر الانتهاء منه مع نهاية العام الحالي على أن يحوّل نحو 700 ميغاواط بشكل مبدئي في العام الأول من التشغيل، قد ترتفع إلى 1000 ميغاواط في العامين التاليين"، لافتاً إلى أن "فائض الكهرباء المولدة في مصر تخطى الـ35 ألف ميغاواط".
نقل الكهرباء المصرية عبر عمان لتصل إلى العراق كان أحد الملفات التي نوقشت إلى جانب ملفات سياسية وأمنية واقتصادية على هامش قمة ثلاثية عُقدت في بغداد بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.
وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية في مصر بسام راضي إن "القمة تناولت سبل تعزيز التعاون الثلاثي المشترك في مختلف المجالات بين الدول الثلاث، في إطار العلاقات التاريخية والأخوية التي تجمعها كما تناول الزعماء الثلاثة سبل تعزيز مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، بهدف تأسيس مرحلة جديدة من التكامل الاستراتيجي بينها، قائمة على الأهداف التنموية المشتركة، لا سيما في ضوء الروابط التاريخية والشعبية المتينة بينها"، وفقاً لبيان رسمي.
القاهرة ترتبط كهربائياً بـ4 دول
ترتبط القاهرة كهربائياً بـ4 دول، أقدمها الأردن عندما وقّعت اتفاقاً عام 1999 لنقل الكهرباء بنحو 400 ميغاواط، كما تُمِد مصر الأراضي الفلسطينية بنحو 30 في المئة من حاجاتها من الكهرباء بطاقة 30 ميغاواط، بينما تزوّد ليبيا بنحو 40 ميغاواط بعد توقيع خط ربط كهربائي بين القاهرة وطرابلس عام 2006 وتعتزم مصر إتمام الربط الكهربائي مع السودان بنحو 70 ميغاواط إلى جانب استعدادات للربط الكهربائي بين القاهرة ودول الخليج عبر السعودية والأردن والعراق.
الحكومة العراقية توقع اتفاقاً مع "سيمنز" بـ16 مليار دولار
وأبرمت الحكومة العراقية عام 2019 عقداً بقيمة أكثر من 14 مليار يورو (16 مليار دولار) مع شركة "سيمنز" الألمانية لتطوير قطاع الطاقة الكهربائية في البلاد لإضافة نحو 11 ألف ميغاواط. ووفقاً لتقارير صحافية عراقية، يبلغ العجز بين القدرات والاستهلاك في البلاد ما يقارب 7 آلاف ميغاواط من الكهرباء حالياً، وسط مساع من الحكومة العراقية لتنفيذ ربط كهربائي مع مصر والأردن من جانب، ودول الخليج العربي عبر دولة الكويت من جانب آخر، إضافة لمشروعات جارٍ تنفيذها في العراق لحل الأزمة المزمنة التي تتفاقم في أشهر يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) وأغسطس (آب)، حيث تزيد درجة الحرارة في بعض الأحيان على 50 درجة مئوية.
وفي ديسمبر الماضي، خفضت إيران كميات الغاز المصدَّرة للعراق بنسبة 40 في المئة بسبب عدم تسديد بغداد للديون المستحقة مما أسهم في تفاقم الأزمة وفقدت معه بغداد نحو 6 آلاف ميغاواط بسبب توقف نحو ست محطات كهربائية عن العمل، ما أدى إلى تراجع إنتاج الطاقة إلى مستويات غير معهودة وللمرة الأولى منذ أعوام.
أقرأ ايضاً
- 400 مليون دولار خسائر الثروة السمكية في العراق
- هل تطيح "أزمة الدولار" بمحافظ البنك المركزي؟
- ما أسباب ارتفاع صادرات الصين للعراق.. وكيف تسببت بصعود الدولار؟