شهدت عدة مدن عراقية خلال الأيام الماضية، احتجاجات ضد انقطاع الكهرباء، لا سيما في محافظة البصرة الغنية بالنفط، والتي شهدت أيضا سابقا عدة تظاهرات متعلقة بالطاقة.
شعلة الغضب هذه انطلقت بعد أن تفاقمت أزمة الكهرباء، إثر إيقاف إيران إمدادها الحيوي من الكهرباء إلى العراق، وسط ارتفاع في درجات الحرارة مع دخول فصل الصيف الحارق.
وبلغ الإمداد من أربعة خطوط ربط كهربائية عبر الحدود بين البلدين الصفر أمس الثلاثاء، بحسب ما نقلت وكالة "أسوشييتد برس" عن بيانات وزارة الكهرباء.
أتت الخطوة الإيرانية هذه في محاولة للضغط على الحكومة العراقية من أجل تسديد مبالغ مترتبة سابقا عليها لطهران المتأزمة ماليا مقابل الكهرباء.
فيما أوضح مسؤول في وزارة الكهرباء العراقية أن الخفض الإجمالي بدأ هذا الأسبوع.
وفي السياق، قال يسار المالكي، محلل شؤون الخليج في طميدل إيست إيكونوميك سيرفي، إن "العراق يعتمد بشكل كبير على واردات الطاقة الإيرانية، خاصة في ذروة أشهر الصيف".
وتابع: "تتراوح واردات الغاز من إيران بين 1.5 و1.8 مليار قدم مكعبة في اليوم.، لكننا نرى الآن أن توليد الطاقة في الجنوب تراجع إلى ما دون 1 غيغاوات، ما يعني أن هذه الخطوط ليست فقط مغلقة إنما حتى تدفق الغاز انخفض".
يذكر أنه غالبًا ما تلبي واردات الغاز والكهرباء الإيرانية ما يصل إلى ثلث احتياجات الطاقة في العراق.
وتدخل إيران الغاز إلى جارها من خلال خطي أنابيب يستخدمان لتوليد الطاقة في محطات الكهرباء في البصرة والسماوة والناصرية وديالى.
يشار إلى أن هذه التخفيضات تحرم العراقيين من الكهرباء لتشغيل المستشفيات والشركات والمنازل مع ارتفاع درجات الحرارة.
فيما يخشى كثيرون أن يؤدي هذا الوضع إلى تكرار الاحتجاجات العنيفة التي اجتاحت البصرة عام 2018. وتزامنت في حينه مع انقطاع التيار الكهربائي الإيراني أيضًا بسبب مسألة عدم السداد.
فالعراق مدين لإيران بقيمة 4 مليارات دولار لواردات الطاقة، إلا أن الأزمة الاقتصادية في البلاد تسببت في تأخير جزئي للدفع، كما أن الخوف من العقوبات الأميركية أدى إلى تباطؤ التحويلات.
متابعات
أقرأ ايضاً
- الكهرباء: ندعم القطاعين الزراعي والصناعي نسبة 60%
- توقف أكثر من ربع إنتاج النفط الأميركي في خليج المكسيك
- العمال في العراق.. "تهميش" مستمر ودعوات لـ"المصادقة" على قانون التقاعد والضمان