فيما يمكن اعتباره من أقوى ردود الفعل الرسمية العراقية على قطع الأشجار وحرق الغابات في المناطق الواقعة ضمن نطاق عمليات الجيش التركي في كردستان العراق، عبر شركات ومصانع تركية مختصة، وإرسال أخشابها وحطبها لتركيا، نشر الرئيس برهم صالح تغريدة لاذعة.
للحصول على الأخبار العاجلة تابعونا على تليغرام
وغرد الرئيس صالح عبر حسابه في تويتر، قائلا: "التجاوز على السيادة والعنف ونزوح المدنيين من منازلهم.. فقطع أشجار الغابات في هرور وباتيفا وغيرها من المناطق الحدودية في إقليم كردستان، ممارسات غير إنسانية وجريمة بيئية لا يجب غض النظر عنها".
وتابع: "واجبنا التنسيق العملي بين سلطات الحكومة الاتحادية والإقليم، لإيقاف التجاوزات ومحاسبة المذنبين".
التجاوز على السيادة والعنف ونزوح المدنيين من منازلهم، فقطع أشجار الغابات في هرور وباتيفا وغيرها من المناطق الحدودية في اقليم كردستان،ممارسات غير إنسانية وجريمة بيئية لا يجب غض النظر عنها. واجبنا التنسيق العملي بين سلطات الحكومة الاتحادية والاقليم لإيقاف التجاوزات ومحاسبة المذنبين pic.twitter.com/3T1n1R8WIs
— Barham Salih (@BarhamSalih) June 3, 2021
طيلة أيام كان هذا الموضوع حديث الساعة في إقليم كردستان والعراق، حيث أعلنت سابقا حكومة إقليم كردستان العراق، أنها قد طالبت الجانب التركي، بوقف عمليات بتر الأشجار الواسعة في المناطق الحدودية داخل إقليم كردستان، كونها عمليات "مدانة وغير مقبولة".
كما طالب بيان مشترك، صادر عن وزارة الزراعة الاتحادية ووزارة الزراعة في إقليم كردستان، بإنهاء عملية قطع الأشجار في المناطق الحدودية، واصفا إياها بـ"التصرفات العدائية ضد الطبيعة والبيئة العراقية وبيئة إقليم كردستان، بل عملا عدائيا ضد الإنسانية وكل العالم، لأن البيئة ليس لها حدود".
وطالب البيان الحكومة التركية بـ"اتخاذ الإجراءات السريعة المناسبة لوقف هذه الأعمال"، مناشدا الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بـ"التعاون في إيجاد الحلول لهذه الأعمال غير المسؤولة واللاإنسانية ضد البيئة، ومحاولة إنهائها بصورة تامة".
وكانت كتل نيابية في برلمان إقليم كردستان العراق، قد حذرت من تبعات هذه الممارسات على البيئة والغطاء النباتي، في تلك المناطق التي تتميز بطبيعتها الخلابة وغاباتها الكثيفة، مطالبين بموقف حازم ضدها.
وبحسب الجهات الإدارية المحلية في المناطق المستهدفة، كمنطقة كاني ماسي، فإن آلاف الدونمات من الغابات والمراعي والبساتين والأراضي الزراعية، قد تعرضت للدمار والحرق وقطع أشجارها، على يد القوات التركية.
ويناشد الأهالي في تلك المناطق المشمولة بالعمليات التركية، كقضاء زاخو في محافظة دهوك وغيره، كلا من حكومة الإقليم في أربيل، والحكومة الاتحادية في بغداد، بـ"التدخل العاجل والفوري لوضع حد لتدمير غابات كردستان وأحراشها الممنهج".
يذكر أن هذه الموجة من حرق الغابات وقطع الأشجار وشحنها لتركيا، تندرج في إطار عمليتي "مخلب البرق" و"الصاعقة" التركيتين، اللتين بدأتا في 23 نيسان المنصرم، بذريعة ملاحقة مسلحي حزب العمال الكردستاني، في مناطق متينا وزاب وآفاشين وخواكورك وغيرها، في حدود محافظة دهوك بإقليم كردستان، المتاخمة للحدود العراقية التركية.
ويرى مدافعون عن البيئة في إقليم كردستان، في هذه الممارسات التركية "جريمة بيئية دولية"، فالغابات والأغطية النباتية والشجرية، هي بمثابة الرئة التي يتنفس منها العالم، وأي استهداف لها في أي بقعة على سطح كوكبنا، كما تفعل أنقرة في المناطق الكردية، في العراق وسوريا وفي تركيا، هو إضرار بالتوازن البيئي حول العالم، وإخلال فادح بالنظام الطبيعي".
الأمن النيابية العراقية: تركيا تسرق أشجارنا وتبيعنا فحمها
ودعت لجنة الأمن والدفاع النيابية في العراق، في وقت سابق من اليوم الجمعة، إلى تحرك عاجل لإيقاف التجاوزات التركية في شمال العراق.
وقال عضو اللجنة كاطع الركابي، ان "القوات التركية المنتشرة في بعض مناطق شمال العراق لم تكتف بالقصف من خلال الطائرات والمدفعية للقرى والمناطق الجبلية بل امتدت الى تجريف الغابات وقطع اشجارها ونقلها الى عمق اراضيها من اجل بيعها لمصانع وتحويلها الى فحم يعاد تصديره للعراق".
واضاف ان "كل هذه التجاوزات التي تحصل وحكومة بغداد صامتة ولم تحرك ساكنا"، مؤكدا بان "حجم التجاوزات والانتهاكات التركية كبيرة جدا للسيادة الوطنية خاصة بعد زيارة وزير دفاعها وقياداته لببعض نقاط الجيش التركي المنتشرة في شمال العراق".
واشار الركابي الى ان "ما تقوم به القوات التركية يضر بالمصالح المشتركة بين انقرة وبغداد وبعيد جدا عن حسن الجوار".
أقرأ ايضاً
- غائب منذ (10) أشهر.. البرلمان يفشل في حسم منصب "الرئيس"
- اصيب بتفجير ارهابي في ديالى... فقد عينه وقطعوا ساقه واليدين وجاء زحفا لسيده الحسين
- يقطعون (600) كيلومترا على العربات: معاقون يصرون على السير الى كربلاء الشهادة في زيارة الاربعينية