وسجل عدد الإصابات ارتفاعا بنسبة 41 بالمئة في أوربا خلال أسبوع، مما ينذر باستنفاد الطاقة الاستيعابية للمستشفيات.
ودفع هذا الاحتمال الحكومات إلى تضييق حرية تنقل مواطنيها مجددا، وإغلاق قطاعات كاملة من الاقتصاد لا سيما الثقافة والتجارة.
وفي مواجهة هذه القيود، جرت تظاهرات مساء السبت لليلة الثانية على التوالي في عدة مدن إسبانية تلتها مواجهات مع الشرطة وأعمال تخريب ونهب.
وسجلت الاضطرابات الأكبر في مدريد حيث ردد العديد من المتظاهرين كلمة "حرية!" وأضرموا النار بحاويات النفايات ونصبوا حواجز في وسط العاصمة بحسب الصور التي نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي إيطاليا، فرضت الحكومة في الأيام الأخيرة تدابير وصفتها وسائل الإعلام بأنها "شبه إغلاق" تضمنت حظر تجول في عدة مناطق كبيرة وإغلاق الحانات والمطاعم في الساعة 18,00 وكذلك إغلاق الصالات الرياضية والسينما والحفلات الموسيقية.
وقال وزير الصحة الإيطالي روبرتو سبيرانزا المؤيد لإغلاق تام إن "المنحنى الوبائي لا يزال مرتفعا جدا" مضيفا "إما ننزله، وإما نكون في ورطة".
وجرت مواجهات في العاصمة الإيطالية روما مساء السبت بين قوات الأمن ومئات المتظاهرين الرافضين للإجراءات الجديدة بعد حوادث مماثلة قبل ذلك بيوم في فلورنسا وعدة مدن كبرى أخرى في الأيام الماضية.
وأعرب أصحاب المتاجر الصغيرة في فرنسا عن غضبهم من فرض إغلاق لمدة شهر، بدءا من الجمعة وحتى الأول من ديسمبر، ونددوا بما اعتبروه "منافسة غير نزيهة" من قبل المحلات الأكبر التي يسمح لها بالبقاء مفتوحة، أو منصات الشراء على الإنترنت مثل أمازون.
وأعلن وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لو مير الأحد إن رئيس الوزراء قد يقرر إغلاق المحلات الكبرى "التي لا تعتبر منتجاتها أساسية".
وفي بريطانيا، الدولة الأكثر تضررا بالوباء في أوروبا، والتي سجلت 46 ألفا و555 وفاة، أعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون عن إعادة إغلاق انكلترا اعتبارا من الخميس حتى الثاني من ديسمبر، للحد من الانتشار الواسع لفيروس كورونا المستجد، في حين سبق أن اعلنت ويلز الاغلاق فيما تعتمد ايرلندا الشمالية إغلاقا جزئيا.
وبحسب الوزير البريطاني مايكل غوف الأحد فإن الاغلاق يمكن أن يمدد إلى ما بعد هذا الموعد، ما يثير قلق الأوساط الاقتصادية.
وقالت هيلين ديكنسون المديرة العامة لاتحاد التجار البريطانيين "بريتيش ريتيل كونسورسيوم" إن هذا الإغلاق يشكل كابوسا قبل عيد الميلاد".
وفي النمسا أعلن المستشار المحافظ سيباستيان كورتز عن "إغلاق جديد اعتبارا من الثلاثاء ولغاية نوفمبر".
وتسجل هذه الدولة التي يبلغ عدد سكانها 8,8 ملايين نسمة، أكثر من 5 آلاف إصابة يومية مقابل ألف في أكتوبر، و1109 وفيات منذ بداية تفشي الوباء.
وفي بلجيكا، دعا وزير الصحة الفدرالي فرانك فاندنبروك السكان الى عدم التسوق هذا الأحد عشية تشديد الاغلاق لمدة ستة أسابيع فيما شوهدت صفوف انتظار طويلة السبت في بعض المتاجر والأحياء التجارية، وقال الوزير "هذه الصفوف خطيرة وهذا تماما ما لا نريد رؤيته".
وفي المانيا التي شددت أيضا التدابير لإبطاء انتشار الفيروس، فان عالم الثقافة سيغلق أبوابه لعدة أسابيع.
وقال العديد من الفنانين والمغنين في رسالة مفتوحة "في الأشهر الماضية، تكون لدينا انطباع بأن قيمتنا أقل من السيارات أو الطائرات او لاعبي كرة القدم".
وقررت اليونان فرض إغلاق جزئي لمدة شهر في أثينا والمدن الكبرى في البلاد اعتبارا من الثلاثاء. وأوضح رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس أن ذلك يهدف، كما هو الحال في أي مكان آخر، إلى "محاولة إنقاذ عطلة عيد الميلاد".
وتشكل الدول الأوروبية ثالث منطقة أكثر تضررا بالوباء مع 10,46 ملايين حالة خلف أميركا اللاتينية والكاريبي (11,3 مليون حالة) وآسيا (10,57).
وسجلت الولايات المتحدة حوالى 77 ألف إصابة جديدة في الساعات الـ 24 الماضية غداة حصيلة قياسية على المستوى الوطني بلغت 94 ألف إصابة بحسب تعداد جامعة جونز هوبكنز. وهي الدولة الأكثر تضررا في العالم في عدد الوفيات وكذلك عدد الإصابات مع 230 ألفا و556 وفاة و9,127,109 إصابة