يعمل بصمت تام دون ان يثير انتباه احد، مرتدياً علم العراق على كتفه، يحمل كيساً بلاستيكياً بيد ويلتقط المخلفات بيده الاخرى، راقبته لاكثر من ساعة، يعمل بدون كلل او ملل، يتفقد كل جزء من اجزاء ساحة التربية، محل تجمع المتظاهرين في كربلاء.
يقول "اسلام فاضل" وهو طالب في الصف الخامس العلمي، ان عملنا هو تنظيف الساحة من المخلفات والنفايات وجئت لهذا المكان متطوعاً حباً بالعراق.
ويضيف اسلام لوكالة نون الخبرية، نحن مجموعة نقوم بعملية التنظيف للساحة لاظهار جمالية المكان امام الناس، وبدأنا بالعمل منذ بداية التظاهرات في 25 تشرين الاول، ويشير ان عملنا مستمر منذ الساعة السابعة صباحاً وحتى ساعات متأخرة من الليل تتخللها فترات استراحة نتناوب عليها، ويؤكد انهم "مستمرين لحين تنظيف العراق من الفاسدين".
ويقول "اسلام" ان ما اقوم به في الساحة نوع من انواع التظاهر، نحن خرجنا لتنظيف العراق، وصلنا الى مرحلة من الظلم، ولن نرجع الى ان نقوم بتنظيف اخر فاسد بالعراق، فبسلميتنا وبصبرنا نقوم بتنظيفهم وازالتهم،
وقفتنا هنا ارعبتهم وهزت عروشهم، ويوم بعد يوم اعدادنا تزيد، لان وقفتنا هنا سلمية وليست للتخريب او اشعال الفتن وهي من اجل العراق.
تغيير قانون الانتخابات
وقفتنا اليوم لمساندة الضعفاء والفقراء واصلاح البلاد، فمرجعية السيد السيستاني، اوصت بأن يكون الحكم في العراق مدنياً، ومن هنا نحن نطالب بفصل الدين عن السياسة، وذلك حقناً للدماء، نطالب بحظر الاحزاب الحاكمة من المشاركة في العملية السياسية والانتخابات المقبلة، ونطالب بانتخابات جديدة وتحت اشراف اممي بعد تغيير قانون الانتخابات، هكذا اوجزت "ايلاف" مطالبها باختصار، بعد ان وقفت في ساحة التربية حاملة يافطة صغيرة اكدت فيها على سلمية التظاهر وانها "لن ترجع لدوامها" لحين تحقيق المطالب.
"ايلاف" وهي طالبة في كلية الهندسة بجامعة كربلاء، طالبت بدعم القطاعات الصناعية والزراعية والانشائية لاستيعاب الشباب العراقي.
وتؤكد، انها وزملائها "معتصمين في الساحة لغاية تحقيق مطالب الشعب العراقي".
المجرب لا يجرب
نحن هنا في خدمة المتظاهرين والمعتصمين السلميين، ونقدم الاسعافات الاولية للمصابين الذين يحتاجون الى الاسعاف، هكذا بدأ " سجاد طارق جعفر" حديثه لوكالة نون الخبرية.
ويضيف سجاد وهو طالب في المرحلة الاعدادية، تطوعت في جمعية الهلال الاحمر منذ ان بدأت التظاهرات، مبيناً، ان هناك بعض المعتصمين يتعرضون لحالات تعب وارهاق نتيجة وجودهم المستمر في الساحة وكذلك اسعاف الذين يتعرضون لحالات الاختناق بسبب قنابل الغاز او الاطلاقات النارية.
ويؤكد "سجاد" انهم مستمرون بعملهم في الساحة لحين تحقيق المطالب وهي "ازالة الطبقة السياسية الحاكمة التي انهشت جسد الوطن العراقي منذ 16 عام"، على حد قوله.
ويستشهد سجاد بقول المرجعية الدينية العليا، ان "المجرب لا يجرب"، ومن هنا يطالب "سجاد" بتعديل قانون الانتخابات، واجراء انتخابات جديدة وتحت اشراف الامم المتحدة والقضاء، وعدم السماح للفاسدين بالترشح للانتخابات.
كرار الاسدي - كربلاء
تصوير: خضير فضاله - علي فتح الله
أقرأ ايضاً
- صراع دولي وشبهات فساد.. هل تفشل الاتفاقية العراقية الصينية؟
- "بحر النجف" يحتضر.. قلة الأمطار وغياب الآبار التدفقية يحاصرانه (صور)
- انتخاب المشهداني "أحرجه".. هل ينفذ السوداني التعديل الوزاري؟