تمكّن قضاة محكمة تحقيق نينوى المختصة بقضايا الإرهاب وبالتعاون مع مديرية مكافحة الإجرام من استعادة كتاب أثري مقدس تعود ملكيته لمتحف كنيسة مارتوما للسريان الكاثوليك والتي تقع في مدينة الموصل من يد إحدى عصابات "داعش" في كمين معد مسبقا أحبط صفقة بيعه مقابل 300 ألف دولار لأحد التجار في كردستان.
وقال القاضي رائد حمد مصلح رئيس محكمة تحقيق نينوى المختصة بقضايا الإرهاب لوكالة نون الخبرية إن "معلومات وردت في مطلع الشهر الماضي عن طريق احد مصادر مديرية مكافحة إجرام نينوى عن قيام مجموعة من المتهمين بعرض كتاب اثري يعود لأحد الكنائس في مدينة الموصل، وقد كانت عصابات داعش قد استولت عليها إبان سيطرتها على المدينة".
وأضاف مصلح في حديث إلى "القضاء" إن "محكمة تحقيق الموصل ولدى عرض الموضوع أمامها اتخذت قرارا بإيداع القضية لدى احد قضاتها وهو السيد القاضي كرم كوركيس يوسف لإكمال التحقيق فيها وتحت إشرافه".
وتابع مصلح أن "الحادثة كيّفت قانونا وفق أحكام المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب رقم13 لسنة 2005، وعلى الفور تم تشكيل فريق عمل من ضباط مديرية مكافحة إجرام نينوى لتولي التحقيق وتم منحهم قرارا قضائيا من قبل القاضي المختص".
من جانبه أكد القاضي كرم كوركيس الذي نظر القضية ان "خطة أعدّت بالتعاون بين القضاء والجهات الأمنية للإيقاع بالمتهمين، إذ تم زرع احد منتسبي الأمن كمتفاوض مع المتهمين بغية إيقاعهم والقبض عليهم بالجرم المشهود".
وأفاد كوركيس بأن "المنتسب تولى استدراج المتهمين البالغ عددهم ثلاثة أشخاص إلى كمين مدبر بالتعاون بين المحكمة ومديرية إجرام نينوى زرع من خلاله احد العناصر الأمنية وتم اختياره من سكان كردستان وهو احد منتسبي مديرية الإجرام لغرض التعامل معهم وشراء الكتاب الذي كان معروضا بقيمة 300 ألف دولار أميركي، وكون احد التجار من كردستان تم إرسال صور للكتاب يظهر فيها احد المتهمين حاملاً الكتاب الأثري".
يواصل كوركيس حديثه "تم تحديد موعد للقاء في منطقة معارض السيارات في مدينة الموصل ولدى قدوم المتهمين مع الكتاب ولقائهم بمصدرنا وبعد عمليات تفاوض مساومة على السعر استقروا على مبلغ 60 ألف دولار، ثم تم إلقاء القبض عليهم بواسطة الكمين المحكم وتم ضبط الكتاب".
وتحدث عن "تدوين أقوال المتهمين، إذ اعترفوا صراحة بأنهم قد قاموا بالاتفاق مع مصدرنا على بيع كتاب اثري يعود لأحد الكنائس وقد حصلوا عليه من قبل احد الأشخاص كان منتميا للمجاميع الإرهابية وبدوره قد حصل عليه من احد مقرات الحسبة التابع لتنظيم داعش الإرهابي".
ويؤكد القاضي ان "الكتاب كان قد فقد أثناء سيطرة عصابات داعش على مدينة الموصل خلال أحداث 2014"، لافتا إلى أن "الكتاب عرض مؤخرا على احد رجال الدين المسيحيين والمسوؤل عن الكنيسة للتأكد من ماهيته وتاريخه واصليه وعائديته، وتم تسليمه إلى ممثل عن الكنيسة المذكورة بغية الحفاظ عليه كونه ارثا حضاريا ذا قيمة تاريخية ولأجل صيانته من الإضرار التي لحقت به رغم انه احد المبرزات الجرمية، وبغية طمأنة جميع أبناء الشعب العراقي بان القضاء يعمل على صيانة حقوق جميع أطياف الشعب وإعادتها إلى أصحابها ومحاربة الجريمة والضرب بيد من حديد على مصادر الإرهاب وتمويله وان التحقيق قد وصل إلى مرحلة متقدمة بغية إحالة المتهمين إلى المحاكم المختصة".
من جانبه القس مجيد حازم عطا الله أمين سر مطرانية السريان الكاثوليك ممثل مطران الكنيسة أيد أن "المخطوطة التي تسلمناها من محكمة التحقيق المختصة بقضايا الإرهاب في تلكيف تعود إلى متحف كنيسة مارتوما للسريان الكاثوليك التابعة لأبرشيتنا (ابرشية الموصل وكركوك وكردستان للسريان الكاثوليك) الكائنة في منطقة الجولاق وهي ضمن الإرث الحضاري والتاريخي الذي تركه لنا آباؤنا وأجدادنا إذا تعود إلى القرن الثالث والرابع عشر".
وعن تاريخ كنيسة مار توما يذكر أنها "تعود إلى طائفة السريان الكاثوليك كورست سنة 1863 تقع في منطقة الجولاق وتعتبر من أهم الكنائس القديمة في الموصل وتشتهر بـمتحفها المتميز والرائع بما يحمل من التراث والإرث الحضاري في الموصل".
ويأسف المطران لحال الكنيسة بعدما لحقها من خراب على يد الإرهاب، لافتا انه "تم زيارة كنيستنا بعد التحرير فإذا هي عبارة عن مكان للأنقاض وهناك آثار قصف على الكنيسة، لكن ليست مهدمة كليا بالإضافة إلى سرقة جميع محتوياتها وبضمنها المتحف بالكامل".
نينوى/ إيناس جبار
أقرأ ايضاً
- نحو 35 ألف لبنانياً يصلون إلى العراق منذ اندلاع الحرب في بلادهم
- هوكستين: لن أتحدث علنا عن نتيجة المفاوضات وسأتوجه إلى إسرائيل لمحاولة الوصول إلى خاتمة
- أنقرة تنفي نقل المكتب السياسي لحماس إلى تركيا