اياد علاوي في مقابلة خاصة: تشكيل الحكومة العراقية سيتأخر طالما تم اللجوء لمسألة الكتل الأكبر والأصغر
أكد اياد علاوي زعيم قائمة العراقية الفائزة بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات العراقية الأخيرة ان تشكيل الحكومة العراقية سيتأخر طالما تم لجوء الأطراف الأخرى الى مسألة الكتل الأكبر والأصغر .
وشدد علاوي في مقابلة مع صحيفة \" جلف نيوز \" الاماراتية الناطقة بالانجليزية تنشرها بعددها الصادر غدا على عدم وجود بند في الدستور العراقي يشير إلى ان الكتلة المشكلة داخل البرلمان وبعد الانتخابات سوف تعتبر الأكبر وتعامل وفقا لحجمها .
وأكد أهمية العمل على تشكيل حكومة تتخذ القرارات استنادا الى الشراكة والثقة والبرنامج المشترك الأساسي ..مشيرا الى ان هذه الحكومة يجب أن تكون أكثر من مجرد حكومة شراكة وطنية لأن الشعب العراقي بحاجة ماسة إلى قرارات وحلول واضحة حول كل المستويات الامنية والاقتصادية وعلى مستوى الخدمات والسياسة الخارجية.
وفيما يلي نص المقابلة مع زعيم قائمة العراقية اياد علاوي ..
س / ماذا حدث اثناء اللقاءات الانتخابية البرلمانية الأخيرة .
ج / لم نكلف بتشكيل الحكومة لأنه لم يكن هناك من الناحية الفنية رئيس ..
رئيس البرلمان سيتم اختياره ومن ثم ستتم تسمية الرئيس الجديد وبعد ذلك سيطلب الرئيس الجديد من المرشح تشكيل الحكومة الجديدة .. يتم اجراء هذا عادة من خلال اتفاق بين مختلف الكتل السياسية وهو اتفاق حول المسؤوليات والمناصب الرئيسية.
س / هل سيأخد تشكيل حكومة وقتا أطول .
ج / سيعتمد هذا على الكتل السياسية الأخرى .. لا شك ان تشكيل الحكومة سيتأخر إذا لجأت هذه المجموعات إلى مسألة الكتل الأكبر والأصغر .. نحن في تحالف العراقية نصر على حقنا وامتيازنا الدستوري .. ليس هناك بند في الدستور يشير إلى ان الكتلة المشكلة داخل البرلمان وبعد الانتخابات سوف تعتبر الأكبر وتعامل وفقا لحجمها .. أشير إلى هذه الحقيقة من قبل لجنة الانتخابات المستقلة عندما أكدت على أن كل التحالفات سوف تسجل قبل الانتخابات .. كما أن وقت التسجيل انتهى .. لدينا أيضا تسجيل فيديو يظهر فيه رئيس لجنة كتابة الدستور وهو يؤكد على ويوضح أن القائمة التي تفوز ستقوم بتشكيل الحكومة ..هذا هو حقنا الدستوري والكتل الأخرى يجب أن تقتنع بأن الديمقراطية لا يمكن شرحها بأشكال مختلفة وأنه لا يتم تأويلها كيفما اتفق ..وسيكون أقدم عضو في البرلمان هو رئيس البرلمان الجديد لكنه لن يتخذ قرار بشأن أية مسألة ..وستعتمد سرعة تشكيل الحكومة إلى حد ما على التفاهم الذي تم التوصل إليه بين مختلف الكتل .. الجزء الآخر هو فعالية النفوذ الأجنبي في عملية تشكيل حكومة جديدة .. هذا عنصر في غاية الأهمية ونحن تماما نقف مع ارادة العراقيين وقرارهم الذي يستند إلى الدستور .. علينا جميعا ان نعمل معا لتشكيل حكومة تتخذ القرارات استنادا الى الشراكة والثقة والبرنامج المشترك الأساسي .. هذه الحكومة يجب أن تكون أكثر من مجرد حكومة شراكة وطنية لأن الشعب العراقي بحاجة ماسة إلى قرارات وحلول واضحة حول كل المستويات الامنية والاقتصادية وعلى مستوى الخدمات والسياسة الخارجية.
س / كيف ستتمكنون من انجاز برامجكم ورؤاكم وطموحاتكم من أجل العراق من خلال حكومة شراكة وطنية .
ج / سننجز كل ذلك لأن العراقيين اختارونا بسبب برنامجنا الوطني .. هناك كتل سياسية غيرت شعاراتها الى شعارات أكثر وطنية قريبة جدا من خطوطنا نحن .. الاختلاف الوحيد يكمن في أن برنامجنا الوطني أكثر تفصيلا ..وبالتالي سيكون هناك تفاصيل يجب الاتفاق عليها بيننا وبين الكتل الأخرى .. لكن المشكلة تكمن في الأشخاص الذين سيكونون الرئيس المقبل ورئيس الوزراء أو رئيس البرلمان في حين أن الاتفاق المبدأي حول قضايا البلد المهمة يجب أن تكون له الأولوية الآن .. ويجب أن تكون للمسائل المتعلقة بالحصص الطائفية والائتلاف الوطني واصلاح العملية السياسية وغيرها من المسائل على رأس سلم أولويات أي شخص معني .. لكن هذا لا يحدث الآن باعتبار أن المنصب السياسي لرئيس الوزراء هو محور التنافس في حين أنني أعتقد أن المسألة يمكن حلها بسهولة وفقا للدستور العراقي .. عندما فاز اخواننا من الائتلاف الوطني في انتخابات 2005 / 2006 لم نعمد إلى تشكيل كتلة أخرى بل على العكس قدمنا لهم التهاني .. ولم أشأ حينها أن أشارك في الحكومة لأن الاخوة في حزب الدعوة أطلقوا اسم /دولة القانون/ على قائمتهم وتغير الائتلاف العراقي إلى الائتلاف الوطني العراقي ولذا من الأمور الأساسية والجوهرية إجراء حوار ونقاش حول برنامج وطني بعد ذلك يمكن توزيع الأدوار .. أعتقد أيضا أنه يجب إرساء حجر الزاوية الآن بحيث لا تكون هناك فرصة للحصص السياسية وبحيث يمكننا وضع أساسات الانتخابات المقبلة .. يجب علينا أن نعتبر حقبة المحاصصة السياسية شيئا من الماضي لن يظهر مرة أخرى .. اليوم علينا أن نعمق جذور الديمقراطية واحترام نتائج الانتخابات وتشكيل حكومة وطنية تنقل العراق إلى مستوى آخر أفضل من هذا.
س / لماذا يتم استهداف أعضاء ائتلافكم .. هل تلقي اللوم على أية جهة معينة .
ج/ أنا توقعت ذلك منذ البداية كما أتوقع حدوث المزيد من استهداف أعضاء تحالفنا ..ثمة صراع حقيقي بين الاصوليين وقوى التحديث في كل أنحاء الشرق الأوسط .. ويضاف إلى ذلك أن العراق أصبح ساحة لمختلف القوى المتصارعة وذلك بسبب أهمية العراق الاستراتيجية.
س / ذكرتم عبر وسائل الاعلام أن الحرب على الطائفية ستكون صعبة وقاسية .. كما ذكرتم أن هناك أشخاص من طرفكم في السجون .. من هم هؤلاء الأشخاص وعلى أي أساس تم اعتقالهم .
ج / برهاني على ذلك يكمن في الاغتيالات والمحاولات الدائمة لاغتيال أعضاء وناشطين من ائتلافنا وكذلك في الأشخاص الذين استشهدوا بسبب دعمهم لقائمة العراقية وأقول نعم هناك أشخاص من قائمتنا تم اعتقالهم.
س / هل تعتقد أن العراق يمر في نفس مرحلة انعدام الشفافية التي كانت جلية في العراق قبل العام 2003 ..أعني السجون السرية والاعتقالات اللاقانونية والممارسات الأخرى التي تثير أسئلة كثيرة تتعلق بجدية التحول إلى بلد ملتزم بالقانون ومؤسس على الشفافية والديمقراطية.
ج / الصحف الأمريكية كشفت النقاب عن وجود سجون سرية في العراق والحكومة وعدت بإجراء تحقيق في المسألة .. لكن الحكومة لم تجر التحقيق .. المسألة برمتها تمثل مشكلة ضخمة أدت أيضا إلى فقدان العراقيين للثقة بالحكومة الحالية .. فالناس لا يأتمنون هذه الحكومة على مسألة الأمن وقد سقط 7000 عراقي بين شهيد وجريح منذ بداية العام الجاري 2010 ..هذا رقم مروع بكل المقاييس.
س / هل أنتم واثقون من دعم قائمتكم لك .. هل ستبقى قائمتكم /العراقية/ سليمة وإلى متى.
ج / العراقية هي الأداة من أجل مشروع وطني .. قائمة العراقية هي التي تبنت المشروع الوطني الذي يهدف إلى حماية العراق من المحاصصة الطائفية والسياسية وهي تلتزم بـ وتدافع عن مبادىء المصالحة الوطنية من خلال التفاصيل الدقيقة التي ستؤدي إلى بناء العراق ومؤسساته المختلفة باسلوب مهني ويتصف بالقدرة وهي المؤسسات التي ستدور كلها حول نظام قضائي مستقل وحول سيادة العراق المطلقة.
س / برأيك إلى أي حد تتدخل إيران في المسائل المتعلقة بالمرشحين لمنصب رئيس الوزراء العراقي .
ج / التدخل في الشأن الداخلي العراقي واضح ونحن نرى أنه يجب أن يتوقف على الفور .. لا أؤمن بأن العراقيين لديهم نوايا عدوانية تجاه أحد وهم لا يسمحون لأحد باستخدام أرضهم كقاعدة ضد أي بلد حول العالم .. وعلى نحو مماثل يرفض العراقيون أي تدخل في شؤونهم الداخلية .. ويضاف إلى ذلك أنه لولا الوضع الدقيق والهش الذي نشهده في العراق اليوم لما حدثت أية تدخلات من القوى الأجنبية المختلفة.
أقرأ ايضاً
- للمرة الثالثة.. المقاومة العراقية تستهدف الجولان
- نافذة بيع العملة ستغلق نهاية العام.. السوداني: لدينا نية لتأسيس مصرف جديد يعتمد أحدث التقنيات
- "متاهة تهريب النفط" من كردستان تستمر.. ومطالبات برلمانية باتخاذ "قرار جريء"