- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
فاطمة الزهراء في عيون السيدة عائشة
حجم النص
بقلم: عبدالرّحمن اللّامي سجّل لنا التاريخ عشرات الأقوال لزوجة الرّسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) السيدة عائشة، تُفصح فيها عن نظرتها للصدّيقة الطاهرة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السّلام)، وتبيّن لنا سموّ مقامها في السموات، وعلوّ شأنها في الأرضين، على الرغم من تقارب العمر وسوء العلاقة بينهما، وما عُرف عن السيدة عائشة في أمر غيرتها الشديدة، التي صرّحتْ عنها في أكثر من موقف. فتارة تقول: «ما رأيت أحداً أشبهُ سمْتاً ودلّاً وهدْياً برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في قيامها وقعودها من فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)» () ومرّة أخرى تقول: «كنّا نخيطُ، ونغزلُ، وننظم الإبرة بالّليل في ضوء وجْه فاطمة (عليها السلام)»(). وسجّلت لنا كتب الصحاح مئات المرويّات عن السيدة عائشة في حقّ الصدّيقة الطاهرة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السّلام)، فهي تروي فتقول: قال النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم): "ينادي منادٍ يومَ القيامة: غُضّوا أبصارَكُمْ حتّى تمرُّ فاطمُ بنتُ محمدٍ النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم)"() وفي رواية أخرى تقول لفاطمة (عليها السلام): ألا أُبشّركِ؟ إنّي سمعتُ رسول الله (صلى الله عليه و آله) يقول: "سيداتُ نساءِ أهلِ الجنّةِ أربعٌ: مريمُ بنتُ عمران، وفاطمةُ بنتُ محمدٍ، وخديجةُ بنتُ خويلد، وآسيةُ بنتُ مزاحم امرأةُ فرعون"(). ونحن على يقين أنّ السيدة عائشة قد أحجمتْ عن الكثير من الروايات، للدوافع التي سبقَ ذكرها، وللظروف السياسيّة القاسية التي مرّت على الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السّلام) وزوجها أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليهم السّلام) وأهل البيت عموماً؛ قد أجبرتها ـ السيدة عائشة ـ وغيرها من الصحابة على طمسِ ذكرِ مئات المواقف للرّسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وآلاف المرويّات التي صدرتْ عنه في بيان فضل أهل البيت الأطهار (عليهم السّلام) عموماً والسيدة الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السّلام) خصوصاً. ولكنّ ذلك يدلّنا بوضوح الى عُظْمِ وجاهةِ الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السّلام)، ومدى مكانتها لدى بارئها (تبارك وتعالى)، وهي أمّ أبيها خاتم الرسل والأنبياء (عليهم السّلام)، وهي زوج عليّ سيد الأوصياء، وهي للطاهرين من الأئمّة وعاء. ونحن إذ نعيش يوم وفاتها في الثالث من هذا الشهر ـ شهر جمادى الآخرة ـ وهي الرواية الثالثة لوفاتها (عليها السّلام)، وكذلك يوم ميلادها في العشرين منه، فكم نحن حريّون أن نستذكرها، ونتأمّل في أفعالها التي هي دروس عظيمة في الإباء والشهامة، وأن نتصفّح ما أبقى لنا التاريخ من النزر اليسير من أقوالها وخطبها، ولقد ظلمها المدوّنون للتاريخ أيّ مظلمة، فإنّهم يسايرون حكّامهم فيما يكتبون. ولقد سُئل الحسن البصري إمام الأشعرية، وقيل محمد ابن إدريس إمام الشافعية عن رأيه في أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليهم السّلام) فقال قولته المشهورة: «عجبتُ لرجلٍ كَتَمَ أولياؤُهُ فضاءلَهُ خوفاً، وأخفاها أعداؤُهُ حَسَداً وحِقْداً، وَظَهَرَ ما بينَ ذلك ما مَلَأَ الخافقيْن»
أقرأ ايضاً
- النفط.. مخالب في نوفمبر وعيون على الرئيس القادم لأمريكا
- ماذا تريد السيدة النائبة ؟!
- كربلاء بعيونه هو.. كربلاء كما لم أعرفها من قبل