حجم النص
بقلم:فضل الشريفي أرى ان المثل الدارج (شر البلية ما يضحك) هو أدق وصف ينطبق على الحالة التي يعيشها مجتمعنا للأسف إذ يتعلق مجتمعنا بالسياسي تعلق مشجعي ريال مدريد وبرشلونة بهذين الفريقين. اننا ندرك جيدا ان التشجيع الرياضي هو تشجيع لا يخضع لمبررات العقل فأنت تشجع فريق لا تربطك به اي روابط هذه الحالة وجدتها تنطبق على الجمهور السياسي، إذ يستميت للدفاع عن سياسي لا يعرف الكثير عن نشاطه وسلوكه بل انه لا يدرك حجم المعاناة التي تسبب بها ذلك السياسي ومع ذلك يمجده وينزه ساحته من الخطأ. وسبب ذلك هو ان الوعي السياسي يكاد يكون غائب عن الحياة السياسية، ومن المعلوم بان اي دولة لا يمكن ان تقوم دون وجود وعي جماهيري بطبيعة المناخ السياسي للدولة وعلاقاتها الداخلية والخارجية، لذلك كان حصيلة الانتخابات في العراق هو وصول جماعة فاسدة الى سدة الحكم باستثناء القلة القليلة، والتي ليس لها دور فاعل، وبالتالي اصبح السياسي معول هدم للعملية السياسية، إذ يبث سموم الطائفية والعنصرية والمصلحية والمناطقية الى الجمهور عبر وسائل الإعلام، والجمهور ينتفخ وينفجر مع كل تصريح طائفي، وهذا كله خلق منظومة كاملة من الفوضى اشترك فيها السياسي والناخب والمواطن ووسائل الإعلام، وكان لهذه المنظومة الفوضوية تبعات سياسية واقتصادية واجتماعية ونفسية، ولا يمكن هدم هذه المنظومة إلا من خلال محاكمة السياسي الفاسد وكشف ملفات الفساد التي بحوزته، او على أقل التقادير عزله عن منصبه، كما يتعين على السياسي المصلح ان يأخذ دوره وإلا فأن السكوت له ثمن باهض، وكذلك على المواطن ان يأخذ دوره وان يعمل على خلق وعي سياسي يستطيع من خلاله فهم طبيعة اللعبة السياسية، وبالتالي التصويت للنزيه ومتابعة نشاطه الميداني بعد ذلك، وتفعيل دور المظاهرات السلمية ان دعت الحاجة الى ذلك، ولابد من التذكير بأن تأييد السياسي المفسد الذي تسربل بجلباب الدين او الطائفة اوالوطنية اوالهوية القومية لا يجلب منفعة مشتركة بين السياسي ومن أيده كما يعتقد المؤيد، بل ان ذلك الفاسد لا عهد له والشواهد كثيرة ومعلومة فحري بالمواطن البحث عن المصلحة العامة لان الفائدة ستعم، ويستوجب تكاتف وسائل الإعلام النزيهة والأقلام الحرة بغية خلق رأي عام واضح لا تشوبه شائبة، وعلى وسائل الإعلام توضيح اهمية الوعي السياسي للمجتمع لكي لا يستغفل السياسي الجمهور. ان فهم ما يجري في الساحة السياسية ليس بالهين، فالسياسة فيها متغيرات وأحداث طارئة يصعب فهمها لاسيما مع وجود دول خارجية لها اجندات ومصالح داخل البلد، ولكن ذلك لا يمنع المواطن من القراءة والتحليل والمتابعة فالحق احيانا يختبئ خلف ضباب التشويش المفتعل من قبل البعض ولكن شمس العلم والمعرفة تظهر كلما خُفي. ان منظومة الفوضى هذه هي جزء من مشروع الفوضى الخلاقة الذي اوجدته الولايات المتحدة لتفتيت الشرق الأوسط البعض اشترك بوعي والبعض الآخر اشترك دون ان يدرك حجم الضرر الناجم من هذه الفوضى.
أقرأ ايضاً
- التكتيكات الإيرانيّة تُربِك منظومة الدفاعات الصهيو-أميركيّة
- نحن أو الفوضى !!
- ديمقراطية أحزاب السلطة.. نحن أو الفوضى !