- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
رياضة المحافظات ....تودعُ الحياة !!!
حجم النص
بقلم / مسلم ألركابي ربما لا ناتي بجديد حينما نقول ان رياضة المحافظات قد ماتت سريرياً منذ زمن ليس بالقصير ,فقد شيّعَ أصحاب القرار الاولمبي في عراقنا الجديد رياضة المحافظات على نعش تخلفهم وعشوايئتهم وتخبطهم وفشلهم وفسادهم الذي يتحدث عنه الجميع في الوقت الذي يمارس سياسة(التغليس) والتي باتت تمثل علامة فارقة من علامات البيت الاولمبي العراقي ,فما الذي قدمه الصحاب القرار الاولمبي العراقي لرياضة المحافظات ,كل شيء يدعو للإحباط فالاتحادات الفرعية بكل عددها وعديدها باتت تمثل مجرد أرقام انتحابية فقط ,فالاتحادات المركزية لا تعرف الاتحادات الفرعية إلا وقت الانتخابات حيث نشاهد قادة الاتحادات المركزية وابطال البطاقات الاولمبية المجانية ورواد السفر والترفيه يتشدقون بأنهم يملكون رصيداً انتخابيا كبيرا ممثلا بالاتحادات الفرعية وهذه هي الطامة الكبرى ,هكذا يفكر أصحاب القرار الاولمبي العراقي ,فمنذ عام ونصف ومخصصات ومنح الاتحادات الفرعية متوقفة واليوم نحن ندرك ونتفهم سياسة التقشف التي تتبعها الدولة ,لكننا نتساءل عن منح ومخصصات الاتحادات الفرعية لعام 2014 حيث تم صرف مخصصات بعض الاتحادات الفرعية للأشهر الستة الأولى من عام 2014 بينما قادة البيت الاولمبي في عراقنا الجديد يجبون ارض الله شرقا وغربا طلبا للراحة والاستجمام والمشاركة في بطولات اقل ما يقال عنها انها مشاركات خجولة مشاركة من اجل المشاركة فقط ,فلغة الأرقام حين نتحدث بها يكون الحديث صادم بمعنى الكلمة فمخصصات المدرب العامل لدى الاتحادات الفرعية في المحافظات هي (150) ألف دينار فقط! ومخصصات عضو الاتحاد الفرعي هي (100) الف دينار ,والأدهى من كل ذلك إن هذه المخصصات لا تصرف الا على شكل دفعات أحيانا كل ثلاثة أشهر وأحيانا أخرى كل ستة أشهر ,أما منح الاتحادات الفرعية فهي (1000000) مليون دينار فقط سنوياً!!! وهذه المليون لاتصل للاتحاد الفرعي إلا في الأشهر الأخيرة من السنة وفي الفترة الأخيرة اي منذ عام ونصف قطعت هذه المليون لأسباب لا يعلمها إلا الراسخون والمتعمقون في خفايا ودهاليز ودرابين وغرف وشقق ومكاتب البيت الاولمبي العراقي!!!أما موضوعة الممثليات في المحافظات فقد تحولت هذه الممثليات الى مكاتب خاوية لا روح فيها ولا حياة فقد حجبت تخصيصات الممثليات وخفضت الى حد كبير وباتت الممثليات غير قادرة على تقديم أي شيء للرياضة في محافظاتها ,هذا هو الواقع الرياضي الحقيقي في المحافظات ,ولو تحدثنا عن الأندية المحافظاتية فحالها لا يسر عدو ولا صديق فقد باتت الأندية في المحافظات تعيش تحت رحمة مجالس المحافظات والتي تتعامل مع الرياضة على أنها (بطر وترف وربما حرام) فكم من نادي محافظاتي قد أغلق بابه لانعدام الدعم المادي له ,فكيف اذن يتسنى لنا أن نقول إن هناك رياضة في المحافظات ,فالمشهد الرياضي اليوم يشوبه الكثير من الإرباك والعشوائية والتخبط فاليوم نشاهد صراع ونزاع وعراك على المناصب والكراسي فبعد أن اهتزت مواقع بعض رؤساء الأندية في المحافظات جراء تلويح وزارة الشباب بموضوعة الدورتين وعدم السماح لرئيس النادي الذي أمضى سنتين أو أكثر في منصبه حيث اثأر هذا الإجراء حفيظة رؤساء الأندية ووصل الأمر بالبعض للأسف إلى إتباع كل الأساليب من اجل البقاء او الحصول على موطئ قدم في المشهد الرياضي ,فقد علت لغة التهديد والوعيد واستشرت ظاهرة الاتفاقات والتعهدات والجلسات والصفقات والمؤامرات ,فقد تحزم الجميع للانتخابات القادمة للاتحادات الرياضية بعد أن نجحوا في إقرار الانتخابات وفق قانون 16 لسنة 1986 بعد ان تم تجاهل فقرات من القانون وفق ما تشتهي نفوسهم ونرجسيتهم هكذا يفعل الطارئون دوما فهم ينشطون في الظلام وما أكثرهم في وسطنا الرياضي وبالفعل حيث شاهدنا البعض يتقاتل ويتصارع ويتنازع ويتعارك خلال بعض انتخابات الاتحادات الفرعية من اجل الحصول على رئاسة هذا الاتحاد الفرعي أو ذاك وحينما تسأله عن معرفته ومعلوماته عن اللعبة او الفعالية التي تمثل هذا الاتحاد يقول لك بكل صلافة ونرجسية ليس المهم أن اعرف بل المهم أن أكون رئيس اتحاد لأنني املك القدرة على التطوير (سبحان الله عما يصفون) كل هذا يجري وقادة البيت الاولمبي (في شغل فاكهون) ,فالمكتب التنفيذي للجنة الاولمبية الوطنية العراقية اليوم يقف عاجزا أمام هذا التدهور الخطير والذي يصيب الرياضة العراقية بمقتل ,لا نعرف ما الذي يفعله اليوم قادة البيت الاولمبي العراقي فقد تجاوزتنا دول الجوار بمراحل وأخذنا نتغنى بانجازات الماضي الجميل وبأننا كنا وكنا وكنا أما ما نحن اليوم فلا شيء للآسف ,فالجميع منشغل بالسفر والإيفاد والامتيازات والتنظير والتفلسف ,فنحن غير قادرين على وضع لوائح انتخابية تضمن حقوق الكفاءات وأصحاب الشأن الرياضي من مدربين وحكام ورواد ولاعبين دوليين فكيف يمكننا أن نقود مشهداً رياضيا معافى ؟؟؟ لا نعرف هل كان علينا أن نسكت ونستسلم ؟؟؟ هل كان علينا أن نسلم زمام المبادرة لأيادي عاجزة عن أن تحرك ساكناً ؟؟؟ أننا اليوم نقولها بكل صدق وأمانة وبشكل واضح وجلي تداركوا رياضة المحافظات فإنها تودع الحياة ,وكان الله والعراق من وراء القصد [email protected]
أقرأ ايضاً
- هل ماتت العروبه لديهم !!!
- مجالس المحافظات .. محنه الذات وعقدة اللامركزية
- مجالس المحافظات بين الإيجابيات والسلبيات