حجم النص
تناولت وسائل الاعلام المحلية والدولية موضوع حزمة الاصلاحات التي اطلقها رئيس الوزراء العراقي من خلال مقالات وتحليلات حول تنفيذ الاصلاحات وتداعياتها. وفي مقال للكاتب الصحفي علي الطالقاني تحت عنوان " الاصلاحات في العراق.. التداعيات وخيارات النجاح" قال فيه ان في العراق من السهل إطلاق التعليمات، لكن من الصعب القدرة على تطبيقها وجعلها تسير بالاتجاه الصحيح. خصوصا عندما تتعلق هذه التعليمات بإصلاح نظام سياسي فاسد تنطوي عليه مفارقات كثيرة. واضاف الكاتب ان الفساد نخر كل شيء حتى عظم السلطة نفسها التي لم تفكر يوما بأن هدرها لمليارات الدولارات بأن ذلك سيطيح بها لاحقا حتى تربع العراق على مراكز متقدمة في مؤشر الشفافية العالمي واصبح لا ينافسه أحد بذلك واحتل المرتبة الرابعة في الفساد بين 174 دولة. وهو الأمر الذي أعده الكاتب بأنه أثار حفيظة الشارع العراقي الذي انتفض مؤخرا وخرج للشوارع ليقارع الفساد مدعوما من قبل المرجعية الدينية التي نصحت رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ان يكون جريئا من خلال التصدي للفساد الذي يعصف بالبلاد، حيث لاقت حزمة الاصلاحات التي اطلقها قبولا واسعا بين مختلف الجهات السياسية والشعبية، لكن آلية تنفيذ هذه الاصلاحات وطرق تنفيذها غامضة لدى الشارع العراقي، مما فتح الباب أمام التكهنات التي تُجمع على ان حزمة الاصلاحات قد تواجه مصاعب تؤدي الى خلافات وانقسامات حول تطبيقها وبنود الاتفاق عليها وتنفيذها. حسب قوله وكشف الكاتب عن التحديات التي تواجه التدابير الاصلاحية المتخذة من قبل حكومة العبادي والتي اعدها الكاتب بمثابة حد فاصل للبلاد مع المحاصصة والفساد، كما تعد خطوة تهدد منزلة "الحرس القديم" وعن تداعيات المشروع الاصلاحي قال الطالقاني، بطبيعة الحال ان أي حركة اصلاحية تتعرض لهجمات تعرضها للخطر خصوصا عندما تكون في مهدها وطور نشأتها، ومن المتوقع أن تتعرض المؤسسات التي تتصدى لمكافحة الفساد لضغوط من قبل الفاسدين من أجل عرقلة نشاطاتها والضغوط عليها من قبل شخصيات نافذة في الحكومة. وحول خيارات الاصلاح في حال واجهة الحكومة العراقية أية صعوبات في تنفيذ حزمة الاصلاحات، هناك خطوات ذكرها الكاتب يمكن ان تنقذ العملية السياسية وتصلحها من بينها: اقناع الأحزاب الكبيرة بمشروع الاصلاح وانعكاساته الايجابية مستقبلا واجراء تقييم لأداء عمل المؤسسات الحكومية وتشخيص مكامن قوتها وضعفها، ودراسة ما تقدمه من خدمات و إنذار كل من يعارض هذه الاصلاحات كما بين الكاتب انه بات من الضروري العمل الى جانب المنظمات الدولية لأسباب عديدة منها ان هذا التواصل يضم العراق الى الاتفاقات الدولية التي تناقش قضايا الاصلاح السياسي والاقتصادي، وهو أمر مهم جداً لأمن العراق على المدى البعيد وأساسي للتغلب على التحديات الخارجية. وأضاف الكاتب ينبغي تشجيع منظمات المجتمع المدني NGO بأن تأخذ دورها الحقيقي الذي يقع على عاتقها مسؤولية ذلك والانفتاح على قوى المجتمع بمكوناته المتعددة، بحيث يعمل هذا الانفتاح على تشكيل وتبلور الثقافة والأنظمة الاجتماعية وتشجيع المؤسسات والأفراد من أجل تخفيف القيود على الاعلام والكشف عن ملفات الفساد وحمايتهم.
أقرأ ايضاً
- هيئتا النزاهة العراقية ومكافحة الفساد الأردنية تبحثان آليات تطبيق مذكرة التفاهم بينهما
- حنون: النزاهة والرقابة المالية والسلطات الثلاث يداً واحدة لمواجهة الفساد
- رئيسا الوزراء ومجلس القضاء يبحثان تكامل العمل المشترك في مجال مكافحة الفساد