- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الإمام السيستاني وسياسة التهذيب.
حجم النص
تبنى البلدان من خلال التوافق والتعايش السلمي بين أبناءها على مختلف انتماءاتهم، وتتطور أكثر كلما أحس الشعب وقادته بأن لهم سقف واحد يؤويهم، ولا يوجد غيره، مما يجعلهم يلتصقون به ويتمسكون، لأنه الملجأ الوحيد والملاذ الآمن. بلدنا العزيز ليس استثناءا من هذه القاعدة، وما حصده المجتمع العراقي بكل أطيافه من ضياع للحقوق واحتلال للأرض ونهب للأموال، هو نتاج لمسؤول فاسد، سلطه الناس على رقابهم عن طريق الانتخابات. للمرجعية دور رقابي للشعب والحكومة، وكانت فتاواها واضحة وجليه، وهي موضع تأييد وترحيب وقبول من قبل الشرفاء وهم أبناء الوطن والمرجعية، وعدم رضا ونفور من المسؤولين الفاسدين لعدم توافقها مع مصالحتهم. كل سياسي يقابل المراجع خرج وثغره باسم، وقلبه منشرح لما يسمعه ويلقاه، من الكلام والفعل معا. الإمام السيستاني له آراء واضحة وتاريخية، وله الفضل في التغيير السياسي الذي حصل بعد انتخابات 2014، بعدما عجز الناس في التغيير، لأنه حث على أستيزار الصالح، وترك الوجوه التي لم تجلب الخير لهذا البلد. تحريم دماء العراقيين بمختلف أطيافهم، والاعتناء بالأقليات بصورة خاصة لأنهم أصل العراق، وحفظ أموال الدولة وممتلكاتها أينما وجدت، وعدم التعدي على ممتلكات المناطق المحررة، وأحترام علم الدولة، كلها تعليمات وفتاوى صدرت من المرجعية. كما أنها حفظت الوحدة الوطنية والتعايش السلمي، ففي وقت يحشد أبناء الوطن لقتل بعضهم البعض،قال الإمام السيستاني "السنة هم إخواننا بل هم أنفسنا"، وكان ضربه كبيرة قسمت ظهر الطائفيين بكل أنواعهم. المرجعية الدينية شجعت وأستقبلت كل من وصل الى سدة الحكم عن طريق الانتخابات، وكانت لهم سندا وموجها، وعندما تغير مسار البعض منهم حذرتهم، وأعرضت عن استقبالهم، ووبختهم وحملتهم مسؤولية ما سيحصل من سوء لهذا البلد. كان هناك موقف حازم وتأريخي للإمام السيستاني، عندما قال:"يجب أن يكتب الدستور بأيدي عراقية منتخبة" فسحب البساط من تحت المحتلين، وأيضا كان هناك موقف حازم آخر من خلال فتوى الجهاد التاريخية التي لولاها لضاع العراق بشجره وبشره وحجره. الفتاوى الموجهة لأبناء الشعب والسياسيين، جاءت بأسلوب أبوي محاط بالتقدير والتبجيل، خالي من الاتهام موجها لا منتقدا، أسلوب معبد لطريق النجاح، وهاديا إلى الرشد، وراشدا إلى الهدى. أذن فهذه الرسائل هي نصائح مجانية تهدف الى تعليم الشعب وقادته وحكوماته، بأن سياسة التهذيب والاعتدال والوسطية والانسجام، وروح المواطنه والعدالة يجب تسود، حتى نشرع ببناء الوطن، فهل من مستمع لهذا الناصح يا سياسيي بلدنا؟