حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم المهنة العسكرية تختلف عن غيرها من المهن بزيها ورتبها بل لكل ظرف زي معين ولكل صنف زي معين، وهذا النظام يساعد على ضبط الوحدات العسكرية من حيث صنفها، والدفاع تختلف عن الداخلية ومن بين اهم الفروق لون رتبة الضابط. منذ ان اعلن عن تشكيل الحرس الوطني (سابقا ينعتوه بالوثني والان يطالبون بتشكيله) وتشكيل وحدات خاصة بالشرطة للحكومة الاتحادية وللمحافظات، لم يراع فيه الزي الموحد بل كل عسكري يلبس ما يشاء من غطاء الراس الى الحذاء،ولا تميز بين الدفاع والداخلية، ومما زاد في الثغرات الامنية هي خلط مهام الدفاع بالداخلية بل في بعض الاحيان يتملص احدهم عن المسؤولية ليرميها على الاخر. بالاضافة الى الدفاع والداخلية هنالك جهات عسكرية متعددة في العراق، منها حماية المسؤولين الذين يتم تنسيبهم من قبل المسؤول مباشرة ويرتدون زيا خاصا بهم ليميزهم عن غيرهم من الحمايات بل وحتى رتبهم قد يمنحها لهم المسؤول بعدما يخاطب الجهات المسؤولة بتقدير الرتب التي يراها يستحقها رجال حمايته، وهنالك الشركات الامنية الخاصة والتي لها زيها ورتبها بل علامتها التي توضع على سياراتهم الخاصة، ومثل هؤلاء لا اعلم كيف ينسق عملهم مع بقية اجهزة الدولة الامنية. مثل هذه الفوضوية في النظام الهيكلي والشكلي للقوات الامنية جعلها من السهولة ان تخترق وقد ذهب ضحية هذه الفوضى الاف العراقيين الابرياء نتيجة ارتداء زيهم من قبل الارهابيين او حتى نصب نقاط تفتيش وهمية لا يعلم عائديتها لمن وذلك لعدم وجود تنسيق اصلا بين اجهزة الدولة والخاصة وحمايات المسؤولين فيما بينهم. وكم من عملية خطف واختفاء مواطنين قامت بها جهات ترتدي الزي العسكري بحيث عندما نسال ذويهم عنهم يقولون جاءت مفرزة من الداخلية او الدفاع وقامت باعتقالهم، وبعد التحري يتضح انهم ارهابيين،اضافة الى ذلك هنالك من يتاجر بالزي العسكري وفي محلات التجار الخاصة وقد زاد رواجها بعد فتح باب التطوع للجهاد، فلا الدولة تستطيع ان تجهز العسكر زي موحد، ولا تستطيع ان تمنع من يتاجر بالزي العسكري، ولا تستطيع ضبط الاتصالات والتنسيق بين الوحدات العسكرية والامنية. واما غطاء الراس فان كل شيء جائز، بيرية، كاسكيتة، قبعة كابوي، عرقجين، كلاو، حدرية، كليته، وحتى يشماغ، والبعض يشد قطعة قماش على راسه، والبعض بدون غطاء راس ايضا ممكن (مفرع). واما رجال المخابرات فانهم معروفون من خلال حملهم اجهزة اللاسلكي بالرغم من انهم مدنيين، وفي بعض الاحيان استغرب عندما تتشدد سيطرات التفتيش في تفتيشها حسب معلومات جاءتهم من المخابرات تؤكد ان هنالك سيارة مفخخة في المنطقة، من اين لهم علموا بها ولم يعلموا بمكان تفخيخها ؟ لو قمنا باحصاء الاعمال الارهابية سنجد سببها لا يقل عن 75% نتيجة عدم التنظيم والتنسيق للوحدات العسكرية وقطاعات الشرطة. وشكل النطاق (الحزام) هو الاخر امر متروك للعسكري والبعض يضع القميص على النطاق
أقرأ ايضاً
- الأهمية العسكرية للبحر الاحمر.. قراءة في البعد الجيوستراتيجي
- هل تحقق إسرائيل والغرب نصر عسكري على غزة؟
- أنبوب الغاز والمعسكرين الشرقي والغربي