- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
زيارة القاهرة لبغداد.. ما وراءها؟
حجم النص
بقلم: حيدر السلامي استقبلت بغداد قبل أيام وزير الخارجية المصري سامح شكري ليُجري مباحثاته مع شخصيات عدة شملت رئيس الوزراء نوري المالكي. ترى هل لهذا الحدث من دلالات معينة؟ قد يبدو للوهلة الأولى أن هذه الزيارة اعتيادية ومتوقعة بعد فوز الرئيس عبد الفتاح السيسي في الانتخابات ونجاحه في تشكيل حكومة مصر، بعد انقطاع دام أكثر من سنة. وبالتأكيد إن مصر لها مصالح في العراق ربما تكون قد تضررت خلال هذه المدة. ومن هنا فالزيارة تأتي لتعيد العلاقات وتنشطها رعاية لتلك المصالح. على أن هذا وحده لا يكفي مسوغاً للزيارة في هذا الوقت الحرج، ويرجح أن وراءها أسباباً أخرى قد يكون في طليعتها عقد شراكة أمنية بين البلدين خاصة بعد ظهور خلايا داعش الإرهابية في سيناء. الأمر الذي يوحي بوجود ملفات أمنية يجب بتقدير مصر العمل بها نظراً لأن حركة داعش وسواها من الحركات السنية إنما تدار ابتداءً بدفة الإخوان المسلمين. ولا يبعد أيضاً أن تكون زيارة القاهرة لأختها بغداد في هذه الظروف محاولة لإعادة الهيبة والدور المصري في إدارة ملف الأزمات التي تعصف بالمنطقة العربية مقررة أن البداية من النقطة الأضعف والتي بات يمثلها العراق في الآونة الأخيرة. ومما يساعد مصر في مهمتها رغبة بغداد في استرجاع الدور المصري وبالتالي إجهاض أو لا أقل إضعاف النفوذ السعودي والمحاولات الأردنية والقطرية المتكررة لبلوغ هذا السد العالي. مع العلم أن هناك أخبار مسربة تحدثت عن تشكيل محور جديد ثلاثي يتمثل بمصر والسعودية والأردن لمواجهة ما بات يعرف بالتمدد الإيراني في المنطقة والذي شارف على اقتحام الحدود الأردنية والسعودية وكثيراً ما أعربت مصر قبل شريكتيها عن تخوفاتها منه. ومع التسليم بصحة هذه الأخبار يصبح من السهل تصديق رغبة السعودية بتحرك مخابراتي مصري أردني بين العراق وسوريا ولبنان، وإذا كان كذلك فالأرجح أن تكون زيارة مصر للعراق داخلة ضمن الخطة الاستراتيجية لهذا المحور.
أقرأ ايضاً
- الصيد الجائر للأسماك
- ضمانات عقد بيع المباني قيد الإنشاء
- إدمان المخدرات من أسباب التفريق القضائي للضرر