- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الحكومة القادمة..والتركة الثقيلة
حجم النص
بقلم:زيد شحاته يعتمد النظام الديمقراطي على اساس مبدأ التداول السلمي للسلطة, وحسب قواعد اللعبة الديمقراطية, وتفاصيلها والياتها المعروفة. أحيانا تتسلم حكومات, من حكومات سابقة, تختلف معها باتجاهاتها السياسية والأقتصادية, وأحيانا تكون امتدادا لنفس الحكومة السابقة, ربما لأنها من نفس الحزب, أو تحمل نفس التوجهات, والتغيير يتم في الوجوه فقط. بكل الأحوال, تستلم الحكومة الجديدة إرثا من سابقتها, يضم مشاكل ومشاريع, وبدايات مشاريع, و وقضايا كأنها القنابل الموقوتة, أو الفخاخ المعدة, أو ربما نجاحات متكاملة, أو تحتاج لجهد ومتابعة لتستكمل. في العراق, لم تتداول حكومات كثيرة في العهد الجديد, فحكومتا السيد علاوي والسيد الجعفري, لم تستمرا لزمن طويل, فلا تكاد تحتسب فترة حكومية, فيما تميزت حكومتا السيد المالكي, بأنهما حكومة أخذت فرصتها كاملة, بل ومضافة وبفترتي حكم. رغم أن السلطات في العراق ثلاثة وكلها مهمة, إلا أن الواقع العملي يقول أن رئاسة الحكومة أكثرها أهمية وفاعلية, و بحكم العرف السياسي بعد عام 2003, أصبحت من حصة الأغلبية الشيعية المشروطة بقبول بقية شركاء الوطن, لذا أصبح من الطبيعي أن تشغل قضية اختيار رئيس حكومة جديد, كل هذا التنافس والجدل والنقاش السياسي, رغم أن هذا عبر الحدود الزمنية أو القانونية المقبولة أحيانا؟!. هناك تصاعد كبير لرأي يكاد يكون رغبة شعبية, تؤيدها إرادة مرجعية لا يمكن تجاهلها بسهولة, يطالب بالتغير في شكل ومضمون الحكومة الجديدة, تعارضه طموحات شخصية وأرقام انتخابية, وإرادات إقليمية..وربما دولية أيضا. بغض النظر عمن سيكون رأس الحكومة القادمة, فانه سيستلم إرثا ثقيلا جدا من المشاكل, والقضايا الملغمة, وأمور واقع الحال التي فرضتها ظروف وجهات إقليمية ودولية, وشاركتها جهات محلية فيه, وفشل في التعامل مع الكثير من الملفات المهمة, مما سيجعل من مهمة حكومته, أشبه بالسير في حقل ألغام. الحكومة ستحتاج لأن تكون لديها رؤيا لحل كل تلك المشاكل المستحدثة منها والقديمة, وخصوصا ما يتعلق بالوضع في مناطق الموصل وتكريت, والملف الأمني عموما, والمشاكل المتعلقة بالعلاقة مع المحيط الإقليمي, والمشاكل الخاصة بالوضع الاقتصادي والخدمات, وغيرها الكثير من الملفات. لا اعتقد أن هناك شخصا او جهة تمتلك عصا سحرية لحل كل تلك المشاكل, والتعامل مع التركة الثقيلة التي ستتسلمها من الحكومة الحالية..لكن الثابت والأكيد أنها يجب أن تكون حكومة فوق اعتيادية, ويجب أن تنجح بكسب دعم قوي من مختلف الشركاء, لتنجح في انجاز شيء ما. هل هناك سياسي يمتلك القدرة لتشكيل مثل تلك الحكومة؟ وهل هناك أمل بتشكيل تلك الحكومة أصلا؟!.
أقرأ ايضاً
- نصيحتي الى الحكومة العراقية ومجلس النواب بشأن أنبوب النفط الى العقبة ثم مصر
- لماذا تصمت الحكومة أمام عقود أندية دوري "لاليغا" ؟
- الحكومة والامريكان وإدارة ملف الأموال العراقية