اثمرت جهود الوزارات والدوائر المعنية عن تصريف 50 بالمئة من المياه التي اغرقت مناطق ابو غريب التي حاول تنظيم «داعش» الارهابي ايصالها الى مدينة بغداد، لكن همة العراقيين احبطت هذه المحاولة الاجرامية. وبناء على توجيه رئيس الوزراء نوري المالكي، زودت امانة بغداد اهالي ابو غريب امس الاثنين بـ 42 حوضية لتوزيع الماء الصافي، وفي حين اكدت وزارة الهجرة والمهجرين تضرر 49 قرية وعشرة الاف منزل تعرضت للغرق، تسعى وزارة البلديات الى اعادة تشغيل مشروع ماء ابو غريب. زوال الخطر مدير المركز الوطني في وزارة الموارد المائية علي هاشم قال لمندوب «الصباح» احمد عبد ربه: ان «ملاكات الوزارة استطاعت مع الجهات المعنية الاخرى تصريف 50 بالمئة من المياه التي غمرت اجزاء كبيرة من قضاء ابو غريب نتيجة غلق سدة الفلوجة وتحويل مياه الفرات نحو المناطق الاخرى». واضاف هاشم ان «الوزارة عززت من تنصيب المضخات ومحطات الضخ العائمة في المناطق المغمورة بالمياه في القضاء وثبتت قسم كبير منها باتجاه المبازل نحو المصب العام، اضافة الى تسليك المبازل لضمان انسيابية جريان مياه الفيضانات فيها، اذ انخفضت النسبة بشكل كبير». أضرار كبيرة من جانبه، اكد الوكيل البلدي لامانة بغداد المهندس عبد الكريم المحمداوي لمندوب «الصباح» حيدر العذاري، انه «بناء على توجيهات رئيس الوزراء نوري المالكي وجه امين بغداد نعيم الكعبي الدوائر البلدية الاربع عشرة بنقل مياه الشرب من مركز بغداد الى حي النصر والسلام في ابو غريب لتأمين ايصال الماء الصافي الى ساكني القضاء». وبين ان «الملاكات زودت القضاء امس بـ 42 حوضية خاصة لتوزيع الماء الصالح للشرب بين المواطنين، بعد تعرض البنى التحتية من محطات وشبكات الماء الصافي الى عمليات تخريب ادت الى توقفها ما يهدد بكارثة صحية نتيجة استعمال اهالي المنطقة للمياه الملوثة». واشار الى ان عملية ايصال الماء الصالح للشرب التي تقع خارج حدود امانة بغداد تجري بالتنسيق مع قيادة عمليات بغداد والجهات المعنية الاخرى ودائرة الحراسات والامن التابعة للامانة. إحصائيات أولية وفي السياق نفسه، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الهجرة والمهجرين ستار نوروز خان لمندوبة»الصباح» اسراء السامرائي: ان «الاحصائيات الاولى تشير الى وجود 49 قرية مدمرة نزح منها اغلب سكانها بسبب الاغراق واكثر من عشرة الاف دار متضرر، الى جانب 49 مدرسة متضررة ومعطلة تماما عن الدراسة».وافاد خان بان الوزارة تعمل على اعادة الحياة الطبيعية لاهالي القضاء من خلال تقديم المساعدات وتوفير الحاجات الاساسية لهم بالتنسيق مع المنظمات الانسانية والوزارات ذات العلاقة وقائممقامية القضاء، اضافة الى عودة عدد من الاسر بعد قيام وزارة الموارد ووزارة البلديات والاشغال العامة والقوات الامنية بتسهيل ذلك من خلال الاسراع في انحسار مياه سدة الفلوجة في اماكن محددة واعادة الحياة في جزء من مناطق القضاء. تعويض المتضررين في تلك الاثناء، اكد رئيس مجلس محافظة بغداد الدكتور رياض العضاض ان المجلس شكل لجنة خاصة استنادا الى قانون ضحايا الارهاب رقم 20 لسنة 2009 لتعويض الاسر المتضررة جراء الفيضانات في قضاء ابوغريب نتيجة الاعمال الجبانة التي ارتكبها تنظيم داعش من خلال غلق سدة الفلوجة. واشار العضاض لمندوبة «الصباح» وفاء عامر، الى ان «سيتم رصد مبالغ طوارئ لمتضرري الفيضانات من خلال الموارد الذاتية للمحافظة نتيجة لتأخر اقرار الموازنة الاتحادية لاسيما انه تم الاعلان عن قضاء ابي غريب منطقة منكوبة». واضاف ان الفيضانات خلفت ستة مواطنين لقوا حتفهم نتيجة غرق الدور السكنية اضافة الى عشرات المصابين، مبينا ان المجلس والمحافظة بالتعاون مع وزارة الهجرة والهلال الاحمر بصدد وضع قاعدة بيانات باسماء المتضررين وتعويضهم بالسرعة الممكنة، من خلال تكفل اعضاء المجلس بمراجعة الدوائر الرسمية للاسراع في صرف التعويضات المالية دون مراجعة الضحايا او ذويهم لضمان تقليص الاجراءات الروتينية. مشروع ابو غريب اما عن دور وزارة البلديات، فقد اكد المستشار الاعلامي للوزارة جاسم محمد سالم لـمندوب «الصباح» علي موفق: ان الوزارة لجأت الى استعمال السيارات الحوضية لتوزيع الماء الصالح للشرب بين اهالي قضاء ابو غريب، تمهيدا لارسال فريق متخصص لتقييم الاضرار التي لحقت بمشروع ابو غريب الستراتيجي الذي تصل طاقته الى 10 الاف متر مكعب بالساعة التي تسعة الى تشغيله. سالم اشار الى ان «المشروع سبق ان سيطرت عليه عصابات تنظيم (داعش) الارهابية واوقفت العمل به ضمن سلسلة عملياتها ضد المواطنين العزل»، مبينا انه (المشروع) كان يغذي منطقة ابو غريب والقرى المجاورة له.