حجم النص
بقلم: مهدي نعمة الجنابي . أن التغيير الواقعي مفهوم تناولته الأديان في جوانب عديدة، وهو بمعناه العام إحلال شيء مكان شيء آخر بهدف الإصلاح وتحقيق تقدّم نحو الأحسن، هذا من حيث المعنى ومن جانب آخر إن ظاهرة التغيير تُعد حالة صحية وذات مردود إيجابي لجميع المستفيدين منها، وهناك جوانب تتعلق بها من حيث مقدار تقبل الأطر والأساليب المطروحة كأدوات في عملية التغيير ومقدار تقبل المعنيين به وحجم ومستوى الشمول للأمر المغيّر كل ذلك وغيرة من القضايا والمتعلقات التي تطرح على طاولة النقاش قبل الإقدام على أي تغيير. وهنا نحاول قياس مقدار إيمان الأفراد" ضمن المجتمع" بحالة أو فقرة التغيير، وما هي الوسائل التي يمكن استخدامها في ذلك، وهل نحن مؤمنين بالعملية ككل أم بشكل جزئي، وما هي نسبة الرغبة في الأمر، وكيف يمكن أحداث التغيير، وهل التغيير يأتي بشكل فجائي أم بالتدريج، وهل التغيير ظاهرة سهلة التطبيق ضمن آليات الديمقراطية المعاصرة ؟ إن الأسئلة المطروحة في الفقرة السابقة، هي بحد ذاتها بداية في أي عملية تغيير، سواء على المستوى الابتدائي أم المتقدّم، وبما إن المشهد العراقي في هذه الآونة محتدم بملصقات المرشحين من أجل خوض سباق الحصول على مقاعد (البرلمان).. علينا إذن أن نضع أولويات معينة في اختيار مَنْ سيمثلنا ضمن المرحلة القادِمة وسيحقق إيجابيات أكثر و يُعدّل من أخطاء السابقين ويتجاوز عن هفواتهم ؟ فهل سأنتخب نفس الوجوه ونفس الأخطاء ونفس التحزب ونفس الانحياز ؟ أم إنني سأغير الوجوه والأخطاء وأقضي على الحزبية والانحياز، هنا تكمن فكرة التغيير، والحياة تجارب، حتى نصل لتحقيق أعلى نسب النجاح، وكما في قول الإمام علي بن أبي طالب (ع): " في التجارُب علمٌ مُستأنف " إذن التجربة هي زيادة في العلم والمعرفة ومن خلالها نصل لتحقيق التغيير والإصلاح في حياة الشُعوب والمُجتمعات. فهل ستقوم أخي الناخب بالمشاركة في هذه العملية " العلمية " لانتخاب الشخص الذي تعتقد أصلح من غيرة، فالانتخاب ظاهرة طبيعية حتى على مستوى الكائنات الحيّة والطبيعة ككل.
أقرأ ايضاً
- دعوة للمراجعة والتغيير.. عن نظام القبول المركزي في الجامعات العراقية
- البيت الاولمبي العراقي بين التغيير والاصلاح
- ماذا بقي من التغيير؟