- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
نزهة القلم .. ضربة شاطر من قلم ماهر في إنجاز باهر
قال منقذ البشرية محمد (ص): \"حسين منِّي وأنا من حسين\".
وأنا أتجول في معرض الكتاب الدولي الرابع المقام في مدينة العلم النجف الأشرف للفترة 17-28 شباط فبراير 2011م هام قلبي شغفا إلى جناح من أجنحة المعرض وهو جناح دائرة المعارف الحسينية، وإذا بقلب هذا الجناح يستقبلني ببسمة الفطرة الإلهية التي فطر الناس عليها بلا تصنُّع ولا رياء إنها بسمة الإيمان الذي ينبض من قلب الموسوعة الحسينية، يا للقدر إنها عودة على بدء حيث أنني قضيت عمراً طويلا لم أكتب ولكن الحسين(ع) الذي منه رسول الله حسين الرسالة المدوية في سماء الدنيا هو الذي جعلني أحرر كتاب \"مدرسة الحياة\" وبإلحاح شديد من خطباء المنبر الحسيني.
ما أشبه اليوم بالبارحة وأنا ألتقي بعشاق الحسين(ع) يجددون الأمل والتفاؤل بالخير ويبعثون العزم والإصرار على اقتطاف ثمرات الثورة الحسينية، تلك الثورة التي تتأجج في كل مكان من أرض المعمورة.
الوقت يمر مرَّ السحاب والمجال ضيق جداً حيث طلب مني أخوة الإيمان في جناح الموسوعة الحسينية أن أبدي ملاحظاتي عن كتاب \"نزهة القلم: قراءة نقدية في الموسوعة الحسينية\" وما عساي أن أكتب في هذه العجالة.. العنوان وحده يسحر القلم ويمضيه يكتب دون ملل وسأم في موضوع أكبر وأسمى مما نتصور وأعم، لا أقول لكم أني قرأت الكتاب ولكنني تصفحته فكانت حروفه تنطق بالحكمة وأية حكمة تلك التي من سنخ الفطرة الطبيعية التي فطر الله الناس عليها لا تلك الملوثة التي غيَّرتها الآثام، بل الفطرة المنبعثة من نفحات أبي الأحرار الذي رسم لنا الحرية الحقيقية .. حريتك أن لا تخشى إلا الله .. فمحرر كتاب (نزهة القلم) نحرير حر لم يكن عبداً لأحد سوى الله وتلك الحرية الحقيقية التي لا غرو أن تعطي هذا العطاء الثري الذي ليس له جزاء إلا العطاء الإلهي فهو الذي يجزي ويثيب.
إخوتي في الإيمان إنني كرَّست موضوعات كتاب \"مدرسة الحياة\" لمخاطبة الشباب فكانت نزهة روحية وأنا أخاطب الشباب، وعندما تصفحت كتاب (نزهة القلم) وجدت تلك المتعة الروحية تنبعث من جنباته وهو يرسم المستقبل المشرق الوضّاح حيث يفيق الشباب على العطر الفواح الذي يبثّه هذا الكتاب.
إنني أخاطب الشاب من هذا المنبر منبر الموسوعة الحسينية أن تكونوا أحراراً في دنياكم كما يقول الحسين حتى تكونوا مبدعين كإبداع الدكتور نضير الخزرجي.
ما أروع هذه العبارة في صفحة 9 من نزهة القلم: \"فالرجال الذين أنتجوا العلوم هم دون المعصوم، ولذلك يصيبهم ما يصيب الآخرين من الخطأ والنسيان والسهو، فهم يجتهدون واجتهادهم هو الآخر خاضع للاجتهاد، وهذه هي ميزة العلوم المنتجة وتطورها\".
أقول للشباب: كونوا في أفق واسع، خذوا الحكمة من أي وعاء خرجت، أيها الشباب لا تسحب على قناة واحدة، انفتح على جميع القنوات مع الحذر .. الحذر هو أن لا تكون عبداً لأحد وإنما عبداً لله فقط.
أسلوب فريد من نوعه، وبإيجاز غير مخل ولا إطناب ممل رسم لنا الخزرجي صورة واضحة عن دائرة المعارف الحسينية ولمؤلفها المحقق الفقيه آية الله الشيخ محمد صادق الكرباسي، حيث يستشهد الدكتور نضير الخزرجي بمقولة أحد أساتذته وهو الفقيد الأستاذ سعد مهدي البرقعاوي (1949- 1980م) حيث يقول: (قراءة ألف مقالة تنتج مقالة مقبولة واحدة).
لقد ألبس الدكتور الخزرجي الكتاب حلّة زاهية أكسبته رونقاً باهراً إلى رونقه، فلقد أطَّره بإطار من ذهب.. لست من المنجمين ولا من أهل الفال حتى أقول عن شخصية الخزرجي شيئا لأنني لا أعرفه، وكل الذي أقول أنها الموفقية .. اتقوا الله ويعلمكم الله.
إن العطاء لا يتأتى من لا شيء وكل الذي أقوله للأخ الدكتور نضير الخزرجي اجعل هذا السِّفر العظيم في سبيل الله وابتغاء مرضاته.
وأخيراً أتوجه إلى الشباب الملاك الذي تعقد عليه آمال الأمة في تحقيق أهدافها بإقامة دول العدل الإلهي، أقول لهم ليكن لكم العلامة الدكتور نضير الخزرجي أسوة وقدوة في كتابه هذا إنها ضربة شاطر من قلم ماهر في إنجاز رائع باهر، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً