اتهم عرب كركوك أكراد اقليم كردستان باستخدام المياه كسلاح \"لارغامهم على الرحيل\" من المحافظة المتنازع عليه، مشيرين الى ان الاغراق الذي تتعرض له اراضيهم الزراعية بمياه سد دوكان صيفا وحجبها عنها شتاءا في فصل الشتاء، هو ما اجبرهم على ترك الزراعة وبيع مواشيهم.
لكن مسؤولين في الاقليم اعتبروا \"نفوا ذلك مشيرين الى ان شحة المياه هو السبب الوحيد وراء ما يعانيه مزارعو كركوك.
وادى تفاقم مشكلة نقص المياه في العراق الى تزايد حدة التوتر في محافظة كركوك المتعددة القوميات، بحيث يتهم المزارعون العرب اقليم كردستان المجاور باغلاق منافذ سد دوكان خلال الشتاء.
وتشكل محافظة كركوك عقدة في ملف المناطق المتنازع عليها بين العرب والاكراد الذين يريدون ضمها الى منطقتهم، ويسكنها اكثر من مليون نسمة، ينتمون الى جميع الاديان والقوميات العربية والتركمانية والكردية.
والى جانب ثروتها النفطية ، فهي تتمتع بثروة زراعية جيدة تمتد على رقعة 250 الف هكتار من الاراضي الصالحة للزراعة ، وتشغل 16 في المئة من مواطنيها في هذا القطاع، وفقا لاحصاءات جمعتها الأمم المتحدة. وتعد القمح والذرة والسمسم في فصل الشتاء والطماطم والبطيخ في الصيف، ابرز المحاصيل الزراعية في كركوك.
وطالب الشيخ خالد المفرجي الحكومة المركزية بـ \"التدخل العاجل لتنبيه الاخوان في الشمال (الاكراد) ، واطلاق الكميات المطلوبة من مياه الري لتدارك الوضع الزراعي المتردي\".
واضاف ان \"الحاق الاذى بالعرب يتم عبر اطلاق كميات كبيرة من المياه من سد دوكان (في اقليم كردستان) في الاشهر السادس والسابع والثامن والتاسع من العام الماضي يفوق الحاجة والتبذير كان واضحا للعيان\".
وتابع المفرجي \"لكن منذ الشهر العاشر حتى الآن، فان الكميات لا تفي لحاجة مياه الشرب اما المزروعات فان الفلاح لم يحصل على شيء وبذلك ذهب جهده وماله وسط صمت من المسؤولين في بغداد وكركوك\".
بدوره قال عبد الرحمن العبيدي ، الذي يملك 450 هكتارا من الاراضي غرب كركوك، \"بعد تكرار المعاناة عاما بعد اخر اضطر المزارعون الى ترك ثلث اراضيهم او بيع ماشيتهم او الاكتفاء بزراعة مساحات بسيطة اعتمادا على ابار ارتوازية غير مجدية\".
واضاف ان \"الفلاحين يشعرون باليأس (...) والمشكلة اخطر لان المزارعين في المناطق البعيدة يرون ان سد دوكان بقبضة الاقليم بالتالي يتهمون الاكراد بانهم يقطعون المياه عنهم لاخضاعهم او ارغامهم على الرحيل ، فالمزارع لا يفهم ان هناك ازمة مياه بل يعدها جزءا من الصراع الدائر في العراق\".
فالامطار اصبحت نادرة بشكل مطرد في العراق، وفقا لتقرير للامم المتحدة في تشرين الاول (اكتوبر) 2010 يشير الى ان هطول الأمطار العام 2009 كان ادنى بنسبة خمسين في المئة من المتوسط.
كما ان السدود في الدول المجاورة للعراق تؤدي ايضا الى انخفاض كبير في كمية المياه المتاحة في هذا البلد الذي كان حتى اواخر الخمسينيات بمثابة سلة خبز للعالم العربي. ويعد سد دوكان ، الذي انشأ العام 1955 في محافظة السليمانية (75 كلم شمال شرق كركوك)، من اكبر سدود الاقليم.
من جهته، قال شهاب حكيم نادر مدير الموارد المائية في كركوك ان \"كميات المياه في سد دوكان تبلغ 1,3 مليون متر مكعب، وهناك احتياطي استراتيجي (700 الف متر مكعب) لا ينبغي استخدامها، لكن بما ان الامطار اصبحت نادرة، فان مستوى السد ينخفض\".
واضاف ان \"ما نتسلمه اليوم من حصة مائية يبلغ ثلاثين مترا مكعبا في الثانية ، وهذا يكفي لمياه الشرب فقط. في حين ان الكمية اللازمة للري هي 75 مترا مكعبا في الثانية\".
وهذه المشكلة فضلا عن التراكمات السياسية الموجودة تعتبر بمثابة قنبلة موقوتة في المحافظة.
بدورهم، يسعى الاكراد الى الدفاع عن انفسهم. وفي هذا السياق يقول وزير الموارد المائية السابق في حكومة اقليم كردستان تحسين عبد القادر \"في كل عام، حتى في ظل حقبة النظام السابق، كنا نقوم باغلاق منافذ السد في فصل الشتاء للاحتفاظ بالمياه المخصصة لاغراض الزراعة اواخر الربيع وانتاج الطاقة الكهربائية\". واعتبر انه سيكون من السخف رؤية دوافع سياسية وراء ذلك. واضاف متسائلا ان \"الغالبية العظمى من سكان محافظة كركوك هم من الاكراد فلماذا نريد الحاق الاضرار بهم؟\".
أقرأ ايضاً
- بابا الفاتيكان يصف الهجمات الإسرائيلية على لبنان بـ"غير الأخلاقية"
- محافظات عراقية تعلن تعطيل الدوام حداداً على نصر الله
- محافظات عراقية تعطل الدوام حداداً على نصر الله (تحديث)