بقلم: هادي جلو مرعي
فجأة، هدأت أعصاب الساسة، وتجار الحروب واللصوص والأتباع والمروجين والمبررين والمنتفعين، فكورونا ضرب في الوجدان الشعبي، وفي العقل الجمعي، ودفع البعض للإصابة بفيروس الإسهال، وفيروسات اخرى تسبب الهلع، وعدم القدرة على النوم، والإقلال من تناول الطعام، وتعويض ذلك بتدخين كميات كبيرة من السجائر، والبحث عن الأخبار المطمئنة للنفس اللوامة، وإستخدام أنواع من الصابون المطعم بالديتول، والديتول المطعم بالأمل، وربما لجأ الى القاصر، وهو نوع من المستحضرات الخاصة بغسيل الثياب حتى تقرحت يداه، وتيبست منه الشفاه، وذبل جفناه.
صحيح إن كورونا عطلت صراخ الشعب لبرهة، ونشرت العتمة على الإحتجاجات، وأوهمت الساسة أنهم في منأى عن المحاسبة، وعن المطالبة بتغيير السائد، لكن مرور الأيام، ونفاد الطعام، وإفلاس العوام وضجرهم وسأمهم من تلبيس الحقائق بالأوهام سيتحول رويدا الى رفض للطريقة التي تجري فيها الأمور، وتساس فيها الناس، فقد تقبل مواطنونا الحظر وقالوا: نقطة راس سطر، لكن الشعب ليس كله حرامية، وليس كله موظفين، وليس كله مرتشين، وليس كله تجار، ففئات إجتماعية لاتملك قوت الغد، وإستنفدت قوت اليوم، وهناك مطالب، وحاجات متزايدة في ظل إحتمالات تمديد الحظر على الناس لأسابيع حتى ينقشع الوباء من العالم، وهو أمر تضعف إحتمالاته مع إستمرار تفشيه في أكثر من بلد في المعمورة.
ماذا عن عمال اليومية، وسكان المساطر، وسواق التاكسي، وعمال المطاعم والفنادق والمولات، وأصحاب البسطيات والفقراء، وحتى الذين يعيشون على التسول، والذين يبيعون كارتات شحن الموبايل والمناديل الورقية، وأشكال وأنواع من الناس كالمطلقات والأرامل، وكل الذين تركوا بلا نظام غذائي، ولاضمانات مالية، ماذا عن الذين يسكنون في شقق مؤجرة وبيوت، ماذا عن الذين لايملكون المال لشراء الطعام وقنان الغاز والوقود، ماذا عن الذين يعيشون على الكفاف، ماذا عن الذين يجب أن يدفعوا مبالغ الإيجار، وماذا وماذا، وماذا بينما الدولة العراقية تعمل بنظام (عليك يا الله) وكثر منشغلون بمصالحهم وأموالهم وهم لاهون عن الشعب.. هل يريدون ان نذهب الى المزيد من الفوضى، أم الى الهاوية.
أقرأ ايضاً
- لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ ..اصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة
- السياسة تتدحرج نحو الهاوية.. ومصير العراق على المحك !
- هل المقاطعة هي الطريق إلى الإصلاحات الدستورية أم أنها الدَرس الأخير في الانتخابات؟