لا تزال فاجعة سبايكر تنزف جراحاتها ومواجعها كل يوم ، ها هو العام السادس وعوائل الضحايا يأنون على فقد فلذات أكبادهم ، في مجزرة غادرة ، راح ضحيتها أكثر من 1700 طالب ومنتسب القوة الجوية الذين تم تنفيذ إعدامهم بمنطقة القصور الرئاسية في مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين ، هي جريمة اقل ما يمكن يقال عنها وحشية ، فان العديد من ذوي ضحايا هذه المجزرة لا يزال مصيرهم مجهولاً . لكن الأمل بالله قائم وأنظار الآباء والأمهات والزوجات والأبناء تتجه صوب دائرة الطب العدلي في بغداد , من أجل تشخيص حدث الشهيد المغدور , وبحسرة وألم تم الاتصال بذوي الشهيد (جبار هادي عطية الكَريطي) ليستلموا رفاته بعد مرور ستة سنوات على فقدان الآمل في رجوعه إلى بيته الذي يسكنه في قضاء الحسينية بكربلاء .
ونقل مراسل وكالة نون الخبرية الذي حضر مراسم العزاء التي أقيمت على روح الشهيد في منطقة الإمام عون (عليه السلام) وأجرى خلالها لقاء مع مازن حسن هادي الكَريطي ابن أخ الشهيد ليتحدث قائلاً : إن الشهيد(جبار الكَريطي) فقد في الشهر السادس عام (2014) وكان على اتصال دائم معنا ، وقبل يومين من حادثة سبايكر انقطع عن الاتصال ولم نسمع صوته بعدها ...
واضاف"كما معروف إن منتسبي قاعدة سبايكر قسم منهم قد خرجوا لاماكن متفرقة قسم في البيوت المجاورة للقاعدة وقسم آخر بقي في القاعدة نفسها , بعدها تبين إن فقيدنا يسكن في بيت مع عدد من منتسبي قاعدة سبايكر لعدة أيام وصاحب البيت لم يستطع إسكانهم أياماً إضافية لخوفه من بطش عصابات (داعش) الإرهابية ليتوجهوا بعدها إلى جهة مجهولة . والفاجعة الكبرى حين اتصل خفية عصر يوم الرابع عشر من شعبان عام (2014) وكان يخفي جهاز الاتصال (الموبايل) في إحدى أحذيته وقال بالحرف الواحد : - ابن أخي (نحن حالياً بيد (داعش) وقد نقلونا باللوريات ونحن نتجه إلى مكان مجهول لا نعرف إلى أين سنكون) وفجأة انقطع الاتصال وبقينا نتابع الأحداث طوال فترة الستة سنوات التي مضت مع الطب العدلي ومع قادة عمليات سامراء
وبين الكريطي انه وبعد مرور سنة ونصف وبعد فقدان الأمل في رجوع عمي قام الطب العدلي بأخذ عينات من الدم لوالدي وعمي الآخر وابن الشهيد لفحص حمض (DNA) ومطابقته مع من يتم العثور عليه من شهداء قاعدة سبايكر, وكلما تخرج وجبة جديدة بعد إكمال الفحوصات لم نعثر على عمي من بين الضحايا وكان آخرها صباح يوم الأحد الموافق (16/2/2020م ) كان اليوم الاوجع في حياة عائلتنا حيث ذهبنا إلى الطب العدلي وبعد إجراء الفحوصات اللازمة والتعرف عليه من خلال الملابس التي يرتديها تم استلام الجثة في الساعة العاشرة ليلاً لينقل إلى كربلاء لإجراء مراسم الدفن والعزاء على روحه .
وطالب ابن أخ الشهيد الحكومة المقبلة و مجلس النواب العراقي بمعاقبة المجرمين الذين تلطخت أيديهم بدماء جنود قاعدة سبايكر ومعاقبة القادة الكبار الذين تخاذلوا وباعوا الضمير الذي أدى إلى فقدان المئات من فلذات الشباب العراقي ,مبينا ان ذوي ضحايا سبايكر بصدد رفع دعاوي قضائية على الضباط وقيادة العمليات والقائد العام للقوات المسلحة السابق , مشيرا ان فملف حقوق ذوي ضحايا مجزرة سبايكر ، مسؤولية أخلاقية وإنسانية بل ووطنية على وجه التحديد ، ودماء الشهداء في رقبة السياسيين والحكومة العراقية .
ياسر الشمري/كربلاء
أقرأ ايضاً
- العثور على صاروخ باليستي طوله 8 امتار في مندلي الحدودية مع ايران
- ضربات جوية على مواقع لداعش في تلال حمرين
- تعرّف على الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي وقعها العراق مع تركيا بحضور أردوغان