بقلم / علاء السلامي
عشرات المواكب والهيئات الحسينية المنتشرة في شوارع وازقة كربلاء والمحافظات العراقية خلال ايام المحرم الحرام والتي تعد احدى موروثات محبي اهل البيت عليهم السلام هدفها تقديم انواع الخدمة الى الناس المارين نحو مراقد الائمة الاطهار عليهم السلام او الذين يجوبون الازقة والطرقات لاحياء تلك الايام العظيمة واستشهاد ريحانة رسول الله الامام الحسين (عليه السلام) واهل بيته واصحابه (رضوان الله تعالى عليهم) في واقعة الطف الخالدة.
مايثلج القلب وتبتهج لها النفس مشاركة الشباب بتلك المواكب وايضا في مسيرات العزاء لتشاهد في بعض الاحيان ان الموكب الفلاني غالبيته من تلك الشريحة المهمة لذا وفي ظل مانعيشه من استهداف واضح لهؤلاء من نشر افكار بعيدة كل البعد عن تعاليم ديننا الاسلامي عن طريق بعض وسائل التواصل الاجتماعي والتي من الممكن بل الاكيد استثمارها في نشر هذه القضية العظيمة من خلال عكس ماتعيشه المدن هذه الايام لتكون متنفسا للشباب وايضا وسيلة لجذبهم في المشاركة وبفعالية بتلك الاجواء التي تعد غالبيتها دروسا وعبر يمكن ان تستلهم لتضع نهجا لبناء شخصية هذا الشاب او ذاك وبالتالي بناء مجتمع سليم.
اذا لابد من استثمار هذه الايام في جذب عدد اكبر من الشباب الى المشاركة في هذه الاجواء العاشورائية والحضور الى المواكب والمجالس الحسينية والمسيرات العزائية وبطريقة مدروسة تتضمن عدة معطيات ومحاور اهمها وجود لغة حوراية بناءة مع تلك الشريحة وبما يواكب عقليتهم ونظرتهم للحياة وعدم فرض اراء عليهم وبقوة يمكن ان تؤدي الى اتخاذ موقف مناهض وبالتالي هجرة هذه الاجواء اخذين بنظر الاعتبار قوة التاثير بين الاصدقاء ولربما تبني افكار سلبية تؤدي الى الانحراف السلوكي والعقلي يمكن ان تؤثر في بناء المجتمع سلبيا ويقود الامر الى الانهيار.
معطيات واقعية كثيرة تؤكد وجود جهات خارجية هدفها تفتيت المجتمع العراقي بالشباب في ظل ماتعيشه تلك الشريحة من اوقات فراغ طويلة من خلال نشر امور عديدة من ضمنها المخدرات حيث تلوّح الاحصاءات الى تعاطي عدد منهم تلك السموم فضلا عن وضع منهجية معينة لجعلهم بعيدين عن الدين والسلوك الصحيح مستثمرين اوضاع البلاد الاقتصادية والخدمية وبالمقابل مايشهده العالم من تطور ملحوظ يعتمد الشباب ركيزة اساسية.
ان المجالس الحسينية والمواكب والهيئات ومسيرات العزاء وبالتالي اجواء عاشوراء لابد ان تستثمر وبوعي مطلق لكسب الشباب وتعديل الذي تهدمه بعض مواقع التواصل الاجتماعي والجهات الخارجة عن القانون في تنشأة جيل غير معافى وبالتالي مجتمع مريض في المستقبل.
[email protected]
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً