طلبت الحكومة الألمانية من بغداد تنظيف مبنى السفارة العراقية السابقة في برلين الشرقية المهجور منذ أن غادرته البعثة الدبلوماسية العراقية على عجل في يناير (كانون الثاني) عام 1991.
ونقلت صحيفة «التايمز» اللندنية في تقرير لها أمس عن مسؤول في وزارة الخارجية الألمانية قوله «نحن نجري اتصالات بشأن هذه المشكلة». ويشغل المبنى مساحة 4800 متر مربع في منطقة بانكو الراقية التي كانت أيام النظام الشيوعي في ألمانيا الشرقية سابقا المنطقة المفضلة لدى النخبة الحاكمة التي كانت تسكن في فيلل تعود إلى القرن التاسع عشر. وحسب الصحيفة، كان العراق الدولة غير الشيوعية الأولى التي اعترفت بألمانيا الشرقية عام 1969 وكافأ النظام الشيوعي النظام العراقي السابق على خطوته هذه بتخصيص هذا المبنى القريب من مقر المكتب السياسي للحزب الشيوعي مقرا لسفارته حيث بقيت إلى ما بعد توحيد الألمانيتين وتحديدا حتى يناير 1991 عندما غادرت البعثة الدبلوماسية المبنى إثر تجاهل صدام حسين مهلة للانسحاب من الكويت التي احتلتها قواته في أغسطس (آب) 1990.
وحسب التقرير فإن المبنى اليوم يضم أثاثا مهترئا وأجهزة قديمة بينما يجثم كرسي السفير مرميا في الحديقة التي تعلوها الأعشاب. والأخطر من ذلك هو مئات الوثائق بالعربية والألمانية التي تغطي أرضية المبنى ومن ضمنها قوائم بأسماء عربية وألمانية لأشخاص كانوا على ما يبدو أصدقاء النظام العراقي السابق، فضلا على طلبات للحصول على التأشيرة ومنشورات اقتصادية وأخرى دعائية فضلا عن صور زيتية لصدام. لكن المبنى يخلو من أي أثر على النشاط العسكري، ومن المؤكد أن الاستخبارات الألمانية والأميركية أزالت من خزانة السفير العراقي السابق كل الوثائق المهمة مباشرة بعد مغادرة البعثة.
وينقل التقرير عن جيدو ديوس، من وكالة العقارات الحكومية، قوله إن ملكية الأرض تعود إلى الحكومة الألمانية «لكن وثيقة تسجيل المبنى تشير إلى أنه هدية لجمهورية العراق وأن لها دون سواها حقا أزليا في استخدام المبنى من دون مقابل». لكن السفارة العراقية الحالية تقع في برلين الغربية كما أن الحكومة العراقية الحالية تدرس الانتقال إلى مقر بديل في مبنى أكبر وأجمل في الشطر نفسه وغير آبهة بالمبنى الشبح ذي الماضي الملطخ في الشطر الشرقي من المدينة.
يذكر أن ألمانيا الشرقية سلحت صدام، وفي عام 1980 دعا الرئيس العراقي السابق الرئيس الألماني الشرقي وقتذاك أريك هونكر إلى بغداد وبعد ذلك أوفدت ألمانيا الشرقية 4 من ضباطها المتخصصين في الأسلحة الكيماوية إلى العراق لإقامة موقع تجريبي للأسلحة النووية والبيولوجية والكيماوية. كما زودت ألمانيا الشرقية نظام صدام بخدمات إسناد لطائرات الميغ 21 ومحطات رادار ومعدات مد الجسور ومستشفيات ميدانية ومختبرات ناهيك عن آلاف من صناديق القنابل اليدوية واستخدمت كل هذه التجهيزات في الحرب مع إيران وبعد ذلك في غزو الكويت. وعندما انهار النظام الشيوعي في ألمانيا الشرقية كان العراق مدينا له بعشرات الملايين من الدولارات التي كان هونكر يأمل أن يستردها في صورة نفط خام.
أقرأ ايضاً
- بأقل من شهرين.. السوداني يتعهد بإنجاز ما تبقى من مشروع 1000 مدرسة في العراق
- "وفق الاتفاقية الصينية".. العراق يدشن 790 مدرسة نموذجية (فيديو)
- الاعرجي: التحالف الدولي له فضل كبير في مساعدة العراق بهزيمة داعش