بقلم:كاظم المقداداي
ارتأيت ان انقل هنا / صورة مغايرة عن العملية الانتخابية التي تتعلق بمصيرنا ومصير اجيال قادمة.. وسنرى مقدار وحجم التنافس نحو المزيد من الفرص السياسية.. والمزيد من المكاسب المادية المدفوعة بالعقد النفسية التي تتحكم بالمرشحين بشكل خاص.. والهواجس والتردد والعواطف الدينية و العشائرية التي تتحكم بالناخبين على وجه عام.. وكيف ان الوطن ضاع تحت اقدام المصالح الضيقة والخاصة على حساب مصلحة البلاد والعباد 0
(1) الناخب
لاجديد ان قلت: ان الناخب هو اس العملية الانتخابية.. كما ان عدم ذهابه الى صناديق الاقتراع واشتراكه في العملية الانتخابية / يعني فشلها بالكامل.. لهذا فهو اصل الداء واصل الدواء..0
للاسف.. //ان الناخب العراقي المنهك والمتعب بمصاعب الحياة..نشاهده ومن خلال الفضائيات / يجيد الحديث بلغتين:
/ لغة سريعة غاضبة يتخللها سب وشتم وحسرة على الماضي.. ولغة اخرى فيها من التوسل المذل لتحقيق مطالب شخصية / من الحصول على وظيفة او قطعة ارض وهي من حقوقه الثابته.. الى اخرى تتعلق بمنطقته من خدمات ومجاري وماء وكهرباء..
/ ان هذا التوسل المهين والمتواصل تم استغلاله ابشع استغلال من قبل المرشحين وجعلوه ضمن منهاج حملاتهم الانتخابية وقاموا بزيارات ميدانية يحملون هدايا موسمية بائسة من...البطانيات الى التايرات.. او مبالغ نقدية لا تكفي لمصروفات يوم واحد.. والهدف من كل هذا / تحقيق نسبة عالية من المشاركة الانتخابية..ناسين او متناسين انهم يسرقون من المال العام ويوزعونه على المواطنين لتحقيق مصالح شخصية وأنية تافهة.والفوز بمقاعد نيابية جديدة.. وكأن حق المواطن في التصويت مرتبط بهذه الاساليب البائسة والمضحكة..0
ان المشكلة الاساسية.. ان المواطن العراقي بعد ان تم تجويعه وتهميشه.. كان ولا يزال مواطنا عاطفيا لا يستقر على راي واحد.. سريع التاثر فاقدا للتاثير.. تسيطر عليه حماسة فائضة..وانتماء جاهز و اعمى غير مبرر.. كما ان الغالبية من شعبنا الكريم جعلت منه التيارات الدينية الضالة مشروعا للجهل المقدس الاعمى.. وصار يتاثر وبلحظة بالخطاب الديني الذي يتضمن عادة قصصا من الماضي واساطير واكاذيب ما انزل الله بها من سلطان.. وفي جانب اخر هناك خطاب علماني ديماغوجي غير واقعي يخاطب المواطنين من وراء المكاتب.. وان نزل احدهم الى الميدان / فهو اما يكون ممثلا هزيلا للشعب او متعاليا ومتطاولا على ابناء جلدته.
ان علة المواطن تكمن في ضياع القناعات والتقلب من حزب لاخر ومن انتماء لاخر.. ربما بسبب عدم عثوره على رجل الدولة القدوة.. ان ضياع القدوة في المجتمعات المتخلفة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا / تشكل عقبة كبيرة في بناء الدولة المستقرة والفاعلة كبيرة.. لان من مواصفات رجل الدولة ان لا يعمل لحساب بناء سلطة وبناء حزب.. انما بناء وطن يعيش به الجميع على اساس دولة الحق والعدالة..0
لا اظن.. ومهما بلغت بنا قوة الايمان بشعبنا.. وقوة الايمان بمصيرنا وبناء مستقبلنا / اننا سنجد من يذهب الى صنادق الاقتراع.. وهو بكامل قناعاته الوطنية دون ان يكون معبئا باشكال الخطاب السياسي والديني الزائف.. ولان هذه البيئة الانتخابية المضللة التي تجتاحنا اليوم وبقوة لاتنتج / سوى ناخبا مضللا بعواطف الدين والعشيرة.. // والمطلوب هنا ايجاد بيئة انتخابية صحية.. بعيدا عن منطق الابتزاز والاغتيال وحمل السلاح في وضح النهار تحديا لمؤوسسات الدولة العسكرية والامنية..0
والسؤال الكبير هنا / كيف يمكن تخليص المواطن من ازدواجبة الانتماء غير الوطني.. وكيف يمكن انتشاله من كل انواع الخطابات السياسية المضللة والمستهلكة سواء كانت دينية او علمانية..
// اعتقد هنا جازما.. ان الوقت لم يحن بعد.. لان حجم الفساد واغراءات الانتماء افقدت المواطن السير في الطريق الصحيح / انه يسير اليوم على غير هدى باحثا عن مكاسب هزيلة هي اصلا من حقوقة الثابتة التي كفلها له الدسستور والشرائع السماوية.. ان مصير الانتخابات كانت وما زالت مرهونة بسياسات رؤساء الكتل من الذين ترعرعوا باحضان دول اقليمية ودولية و التي لاتريد للعراق خيرا.... ترى هل يستطيع الشعب ان يكنس هؤلاء بمكنسة الوطن....؟؟
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً