- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
مواهب على دكة الإغتيال / الجزء الثاني
حسن كاظم الفتال
ساقني الحرص على تغيير معالم الصورة المشوهة التي رسمها بعض المتطفلين
إنما سرعان ما صعقني أكتشافي لتوهمي.وأدركت (أن الحق في الأفواه مر) (وأكثرهم للحق كارهون) أي صراع هذا ؟ وسوست لي نفسي. والنفس أمارة بالسوء. لكني أقسمت على أن أتغلب على وسوستها. وحين كاد النفاق أن يدنس سريرتي عاضدتني قناعتي بل تمسكي بالقول المأثور:
: (الساكت عن الحق شيطان أخرس) وعلمت أن (الراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم)
ولكن..
لكل شيء ثمن. وربما ثمن باهظ وتحتم علي أن أكون جاهزا كل الجهوزية لدفع الثمن.
ويبدو أن صراحتي نسجت غطاءً شرعيا ووفرت مبررا للمخالفين رأيي والرافضين صراحتي لأن يستعدوا غاية الإستعداد لمبارزتي وآلوا على أنفسهم أن يصوِّبوا نصالهم ونبالهم نحوي بكل اطمئنان. لينخبوا كيان عزيمتي ويفتتوا صرح إصراري ولعلهم يفلحون في اغتيال كل حماس وإخلاص. ويلبسوني جلباب اليأس حسدا منهم وبغضا وحقدا وجهالة.
وعُبِّدَ الطريق للمطففين الذي يكيلون بمكاييل عدة ليسلكوه بأمن واطمئنان حتى ازدحمت بهم الطرقات.
أما أنا فسلكت طريقا موحشا حقا ولم يشد أزري أحد لا من المدعين بالتحمس لصوت الحق ولا من المحايدين. واكتظت الطرقات بالمعتاشين والمرتزقين على تقبيل ولثم الأيادي.وتسورت جدران الإزدواجية عقولُ أينعت سهوا ولم يحن قطافها
*وحصدتُ أنا ما لم يحصد الخائبون *
تلك هي (قسمة ضيزى) أحدثت صعقة كبرى كادت تزلزل عزمي لأتقهقر منخذلا وجلا. ثم ألقت بيَّ على مفترق طرق فأعياني الحرص على اختيار أحسن النجدين لولا أن انتشلني انبثاق وهج الفضائل والمزايا وصدق العقيدة وقوة الولاء لمعتقدي.
استهواني انثيال اشتباك سهام ونبال مقاصد السوء ولم يطأطئ هامتي أو يلوي عنقي.
وأُثخن كيان تحمسي بطعنات الألسن والهمز واللمز والإيماءات وقسوة النعوت وقبح التوصيفات ورغم تعدد الجراح وتراصفها لكني لم اتهاوى على سهل رغبات وتمنيات عقول جوفاء تستقر برؤوس أينعت سهواً ولم يحن قطافها. ولم أتوارى عن أعين تحدق بنظرات شزرة حادة
وظننت أن ما أنوي فعله هو سهل المنال.
وأن بمقدوري مقارعة هذه العقول بيسر وسهولة.
كان يأمل بعض أعوان الحق أن أتصدر أو أكون في رأس النفيضة في مسيرة الدعوة للحق وللرأي السديد والصواب. ويتوق بعضهم لذلك.
ولكن..
(ما كل ما يتمنى المرء يدركه)
حيث أن المطامع ألقت قميص اللهاث خلفها.
فتسابق المُلّاك على التقمص وتقمصها مغتصب طامع وهو يعلم أن محلي منها محل الظل من الشاخص المنتصب وسط واحة مزهرة تحت أشعة الشمس.
أو محل الظل لشجرة الدر الساطعة عليها الشمس.
وتنافس المتقمصون مترهلوا التفاهة والمكترشون وهم أدنى شأنا من أن يتقمصوا ثوب عز وكرامة.
إنما سول لهم الكبار من أمراء الغفلة وسلاطين المكاسب أن يتجلببوا بجلابيب يفوق مقاسُها أحجامَ مقاساتِهم ومهدت تلك الرؤوس لهم لأن يوجعوا تراث الثقافة والأدب والعلم والفضيلة بِجَلْدِهم بسياط جهلهم ويرجموا السفر الثقافي المضيء ليعيا حامل هذا السفر ويبرأ من اعتزازه بسفره المجيد ويأذن لخصومه أن يخدع بعضُهم بعضاً بالشعارات المزيفة والكذب.
حتى أيقنت أن الإعلام الذي كان يتجمل بأقدس مقوماته ويؤدي فرائضه في محراب العفة والنزاهة ألبسته العقول البالية ثوبا خَلِقا رثاً حتى ارتد عن نهجه المقدس.
كما أدركت تمام الإدراك أنه حين يتقمص مسؤول الإعلام شخصية الشرطي أو مدير دائرة خدمية أو الأسطة أو (الشقاوة)
فيحق للإعلاميين أن يؤدوا على الإعلام صلاة الميت.
ويؤسفنا أن نقول: هذا ما يحدث في بعض المؤسسات الإعلامية التي انتهجت أخطر وأسوء منهجية ألا وهي اغتيال المواهب على أيدي الجهّال
(واسأل به خبيرا)