- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
لا ترد على من يتهمك بسب الصحابة
سامي جواد كاظم
كثر الجدال العقيم واصبح الجسد الاسلامي سقيم والاسوء هو من يعتمد التعميم سنة وشيعة بالتسليم، ولكن العجب عندما يحتدم النقاش بهذا الخصوص فقد تكرر الاتهام وتكرر الدفاع والاسئلة نفسها والاجوبة نفسها ولكنها تتخذ تعابير مختلفة والمعنى واحد، ولكن هذه المناظرات هل سيتقدم من خلالها المتناظرون والمستمعون خطوة نحو العلم، كلا بل نحو الهدم.
تعجبت ممن يكرر هذه السفاسف ممن قطع مرحلة متقدمة من العلم، والمؤسف هو تسخير وسائل اعلام لهذا الغرض، ويظهر من يتصدى لهم ليدافع عن نفسه وبدفاعه هذا جعل من نفسه المتهم.
هذا الاستبداد بالتهمة والترداد بها دائما لا يتعدى غاية قائلها عن احد امرين، الاول هذا التكرار يؤدي الى التوثيق وكانه يعتمد مبدا حكومة هتلر (اكذب اكذب حتى يصدق الناس) واذا وثقت اصبحت حقيقة فكثيرة جدا الروايات الاسلامية المشهورة لا اصل لها من الصحة، والامر الاخر غايته اشغال الطرف الاخر بالدفاع عن نفسه دون الاهتمام بنشر ثقافة وتراث اهل البيت عليهم السلام.
نعم لقد رفعت الجلسة منذ ان اوغل التكفيرون في تكفير الشيعة بحجة سب الصحابة نعم رفعت الجلسة في استفتاء قدم لآية الله السيد السيستاني من احد اهالي بغداد قوله انه تردد على موقع الاتصال الاجتماعي “الفيسبوك” مقطع فيديو يظهر الاساءة لبعض بحق الشخصيات الدينية التاريخية (الصحابة)، اجاب آية الله السيد السيستاني بقوله ان “هذا التصرف مدان ومستنكر جدا وعلى خلاف ما امر به ائمة اهل البيت (عليهم السلام) شيعتهم”. واما السيد الخامنئي اجاب عن استفتاء قدم له من اهل الاحساء بخصوص احدى الفضائيات التي تنال من الصحابة وزوجة الرسول فاجاب " يحرم النيل من رموز إخواننا السنة فضلا عن اتهام زوج النبي بما يخل بشرفها بل هذا الأمر ممتنع على نساء الأنبياء و خصوصا سيدهم الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله و سلم"، ولان هذا الامر حسم بعدم خوض النقاش فيه فالمطلوب من اتباع اهل البيت الالتزام بقول الامام الرضا عليه السلام الذي يوجهه لشيعة اهل البيت عليهم السلام " يتعلم علومنا ويعلمها الناس، فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا"، وحتى لا تقوموا بهذا الدور تبقى تهمة سب الصحابة حاضرة في اي نقاش او مناظرة او مجلس حتى لا تسمح للاخر الحديث عن تراث اهل البيت عليهم السلام.
هذه الجهات التي شغلها الشاغل التهم لا تسمح لاي شخص من اخواننا السنة ان يختلط مع الشيعة بعيدا عنهم حتى لا يطلع على ما يريدون ان لا يطلع عليه من مفاهيم تجعلهم يرفضون الاتهامات مستقبلا.
لا انكر انني تفاجات عندما ذكر لي احد مشايخ الازهر بخصوص سب الصحابة فاجبته بغضب قائلا مثلما لي رموز ولا ارضى ان تسب، لا ارضى لنفسي ان اسمع او اسب رموز الطرف الاخر مهما كان، وقد حسمت المسالة برفض السيد السيستاني سب الصحابة، ان كان لديك غير هذا لتطلع عليه فانا حاضر.
وختاما، اميتوا الباطل بعدم ذكره، لا تسمحوا لاحد ان يستدرجكم لهذه الاتهامات فتنشغل بالدفاع واخيرا قضيتك خاسرة لانه لم يقتنع حتى ولو جئته بادق الادلة والمصادر لرد تهمته لانه اصلا لا يريد ان يقتنع بل يريد ان يثبت تهمة عليك ويمنعك من الحديث عن محاسن الائمة لانهم لو علموا بمحاسنهم سيتبعون الائمة عليهم السلام