بقلم / مرتضى حميد السعيدي
الشباب ثروة الامم ورأس مالها وامل الشعوب وسر قوتها وتقدمها ومادة حاضرها ومستقبلها.
لذلك فإن الشباب اليوم بحاجة للعناية والاهتمام اكثر من اي وقت مضى، وذلك بسبب التحديات الفكرية والثقافية التي تحيط بهم من جانب، لكي لا يقعوا فريسة سهلة في مخالب الافكار الهدامة والثقافات الغريبة والمشوهة.
الهوية الوطنية تتشكل من مجموعة من المعارف والتقاليد الوطنية، والدينية "الإسلامية" ومن هنا ينبع التحدي، حين يكون كل شيء عرضة للتشكيك والانتقاد، بل ويصبح الالتزام بالاحكام الشرعية والقيم الوطنية السامية محلا للطعن والسخرية احيانا، حينها تكون الثقافة ممسوخة ومشوهة، وتندرس الهوية الثقافية وتصبح فضفاضة مهلهلة.
المرحلة مليئة بالمخاطر والمصاعب، وبحاجة لتظافر الجهود للوقوف الى جانب الشباب، وتحمل المسؤولية، فهم ليسو فقط بحاجة للتوضيف وفرص العمل وهذا ضروري جدا، واكنهم بحاجة اكثر لتفهم مشاعرهم والتعرف اكثر على تطلعاتهم، وتسخير الطاقات لدعمهم وارشادهم وفتح الافاق الرحبة امامهم.
أن شعور الشباب بالفراغ وأنسداد أفق الحياة أمامهم وأنعدام روح الطموح والمثابره والنجاح، يولد حاجز من الاحباط والضعف في الفكر والعمل والانتاج لديهم، وعن هذا المعنى يقول الإمام علي عليه السلام "وأنما قلب الحدث كالأرض الخالية ما ألقي فيها من شيء قبلته"،
الشباب اليوم منفتحون على وسائل الاعلام كافة، وخصوصاً مواقع التواصل الاجتماعي، التي جعلت العالم صفحة صغيره منفتحة على الجميع.
ولطالما صرح المفكرين والباحثين، بأن الحروب في العصور الحديثة تقاد من خلال بث ألافكار في المجتمعات التي يراد تدميرها، على غرار الطرق القديمة في الاستعمار واحتلال البلدان بقوه السلاح.
ان تشويه صوره الشباب المسلم ومسخ مبادئه والعمل على تقويض اخلاقه، والتشكيك بمقدساته، والتفكيك الأسري والانحلال الاخلاقي، من أولى أهتمامات السياسه والاعلام الغربي.
الخطاب السياسي، الديني، التربوي المتعالي لايجدي نفعاً مع الشباب.
ان أكثر ما نحتاجه هذه الأيام هو "تطوير" وتوجيه خطاب تربوي، أسلامي، مؤثر، فعال، قادر على أحتواء الشباب والانفتاح عليهم، وأستيعاب أفكارهم، وهذه مهمة كبيره تقع على عاتق المؤسسات الدينية والتربوية ومؤسسات المجتمع المدني، والمؤسسات الاعلامية، عدا عن دور الحكومة ومؤسساتها.
هناك تصور خاطئ وصورة نمطية مطبوعة في أذهان البعض، ان مرحلة الشباب لمايصاحبها من انفعالات، ولهو، ولعب، تسبب عزوفاً عن الدين، لكن الحقيقة هي عكس ذلك إن عامة حملة الدعوة الإسلامية كانوا في عمر الشباب، شهيدنا محمد باقر الصدر قدس بدأ مسيرته في العمل السياسي ألاسلامي ألاصلاحي في العشرين من عمره.
نرى هذه الايام تحركات شبابية واعية متصدية ترفع شعار " قادرون ".. نعم الشباب قادرون فعلا، قادرون على التغيير والاصلاح، وقادرون على البناء والاعمار، كما هم قادرون على بناء الانسان والاوطان، فيما لو توفرت لهم فرص البذل والعطاء وتحمل المسؤولية في مواقع صنع القرار، نتأمل بهؤلاء الشباب الخير كل الخير، للدين والوطن ونشد على أيديهم في المسير على خطى شهيدنا السعيد السيد محمد باقر الصدر ورفاق دربه في الوعي والجهاد والفكر والبذل في سبيل الله تبارك وتعالى.
أقرأ ايضاً
- المسرحيات التي تؤدى في وطننا العربي
- وللبزاز مغزله في نسج حرير القوافي البارقات
- وقفه مع التعداد السكاني