- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
قوة إيران في الشعور الوطني لشعبها
بقلم: سليم الحسني
القصة في إيران، أن الشعب يعرف حقوقه جيداً، ويعرف معنى الصوت الذي يمنحه للمرشح، فهو ليس مجرد ورقة يكتب عليها عدة أسماء، بل هو إرادته التي يحرص أن يراها في الواقع.
حين يجد هذا الشعب، ان المسؤول لا يلبي تطلعاته، يتظاهر من أجل أن يجبره على تنفيذ ما وعد به، وأن يلتزم بالشعارات التي طرحها في حملته الانتخابية.
في بداية الثورة الإسلامية، وبعد فترة من انتخاب بني صدر كأول رئيس جمهورية، وجد الشعب الإيراني، أن هذا الرئيس لا يحمل همومه وتطلعاته، فخرجت الملايين تهتف بشعار (أرجع الينا أصواتنا). فتم عزل بني صدر من رئاسة الجمهورية بقرار قاطع من الإمام الخميني.
في إيران يعيش الشعب حب الوطن بعمق، فهو إيراني قبل كل شيء، وهذا ما يجعله يحوّل غضبه المستعر بسرعة فائقة من المعارضة الى رفض لتدخل الخارج، بمجرد أن يشعر بأن الخارج يريد أن يستغل غضبه. فهذه إيران لي، هكذا يؤمن المواطن. ولأنه كذلك فهو لا يمنح ولاءه إلا للقيادة العليا التي تحمل رمز دولته، أما القيادات السياسية فمهما كان موقعها، فهي خاضعة لتقييمه ومحاكمته، ومن ثم القبول بها أو رفضها، والمقياس دائماً ماذا يقدم المسؤول الحكومي للوطن، وهل ان مواقفه لصالح الوطن أم الخارج؟
صعوبات كثيرة، ومشاكل ضخمة يعيشها الشارع الإيراني، اتعبته سنوات الحصار الطويلة، وعانت قطاعات واسعة من ارتفاع الأسعار، لكنها لا تسمح أن يأتي الاحتجاج من الخارج، ولا تريد التعاطف من وراء الحدود سواء كان صادقاً أم مغرضا.
ولدت ثورة الامام الخميني في أجواء الضيق، وبدأت جمهوريته مسارها وسط الحصار الطويل، وبدل أن يتذمر الشعب، فانه توجه لبناء وطنه، فصارت إيران الصناعية المتميزة في المنطقة والقوة العسكرية المتطورة التي تصنّع صواريخها بنفسها، وتدخل النادي النووي باصرار لا يتراجع.
مرة أخرى، قوة الشعب الإيراني في وطنيته الصادقة، وفي احترامه لصوته الانتخابي، وفي قدرته على خلع القائد الحزبي والمسؤول الحكومي عندما لا يلتزم بوعده.
ربما تتجدد التظاهرات الاحتجاجية، فهذا أمر مرجح لوجود مشروع تخريبي يستهدف إيران من الداخل، لكن نجاحها لن يكون.
أقرأ ايضاً
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟
- التكتيكات الإيرانيّة تُربِك منظومة الدفاعات الصهيو-أميركيّة
- القتل الرحيم للشركات النفطية الوطنية