بقلم: حسين النمة
لم تكن الاولى في حياتي ان اكون من المنظمين لمسابقة بمستوى مسابقة القصة القصيرة لمهرجان تراتيل سجادية في دورته الرابعة، حيث سبقتها اعمالا كثيرة اقمتها خلال السنوات الماضية في إدارة مركز رعاية الشباب، لكن هذه التجربة فريدة لأنها جمعت اقطاب الادب في البلد في لجنة فحص المشاركات اضافة الى انها اقيمت في جوانب سامية في حياة الانسان ألا وهي الحقوق التي جمعت كدستور في رسالة الحقوق التي شرّعها سيد الساجدين الإمام علي بن الحسين (عليه السلام)..
المسابقة التي عدّها البعضُ من المثقفين والادباء الاولى عربيا عن رسالة الحقوق، كانت من خفاياها التي رافقت العمل منذ انطلاقته في شهر شباط من العام الحالي، هو القلق حيث عشنا لحظات طويلة نحرص على انجاز هذا العمل وما ساعد في ذلك الايمان ان المشاركات التي ستصل ستوظف تلك الحقوق بفن قصصي يسهم بتعريف تلك الحقوق، وتصل بها الى مواطن عديدة خصوصا الشباب، الذين كانت لهم بصمة كبيرة في المسابقة.
كنت المسؤول الاعلامي على المسابقة التي ولدت خلال حوار مع استاذي الاديب "طالب عباس الظاهر"، فعرضتها عليه وطلبت منه التواصل مع جمال الدين الشهرستاني رئيس اللجنة التحضيرية للمهرجان الذي اعجب بها ووجه بوضع آلياتها وطلب ترشيح اسماء ادباء أعلام، وعليه تواصلت مع "الظاهر" وكان الاتفاق على ترشيح الاسماء وفقا للمنجز الادبي فلم نتوانى في تسمية لجنة الفحص، فكانوا: "الاديب جاسم عاصي، والاديب عباس خلف، والاديب علي حسين عبيد" مع الاديب طالب الظاهر، وتم التنسيق مهم والاجتماع بهم عند الإمام الحسين (عليه السلام) الذي ولا شك أنه بارك هذه المبادرة الثقافية.. ووضعوا المعايير والضوابط التي اسست للمسابقة.. وتلتها ايام من التواصل مع من شارك عبر صفحة التواصل الاجتماعي للمسابقة والبريد الالكتروني والتعريف بها، ثم الاعلان عنها في المحافظات العراقية في جولات متفرقة برفقة جميلة مع اشخاص شدّهم الى المشروع قوة الفكرة والايمان بان تكون نواة لأدب خاص جديد يلبي حاجة المجتمع الى القيم والمبادئ الانسانية ويسهم بنشر حقوق تعرف بقيمة الانسان وتعلمه واجباته.
لا يخلو اي عمل من منغصات؛ لكن السلوى فيه كانت ترطب الاجواء، خصوصا ان المشروع انطلق من بقعة شريفة، اضافة الى حرص العاملين فيه على انجاحه، واخص بالذكر لجنة الفحص الكوكبة التي حملت على عاتقها همَّ التأسيس لمنتج ادبي ملتزم، فتوالت المشاركات تلو الاخرى، وكانت اولها من جمهورية مصر ثم من سوريا فالعراق من ثمانِ محافظات (كربلاء والنجف وديالى وبغداد وميسان والناصرية والقادسية والبصرة) ثم البحرين والسعودية في خمسين قصة دخلت جميعها الفحص، ووزعت على لجنة التحكيم بعد حجب اسماء اصحابها، وفي العشرين من شهر محرم الحرام من عامنا الحالي، ووقت تقديم النتائج وجمعها اتضحت القصص الفائزة، وبانت قوة سبكها ومحاكاتها الاجتماعية وتوظيفها السليم للحقوق في دراما وصراع وحل وتعدد الشخوص، والجميل والملفت للانتباه ان الفسيفساء الادبي المتمثل بلجنة الفحص كانوا قد اجمعوا على تقييم الكثير من القصص المشاركة فكانت دراجاتهم متقاربة دون ان يعلم احدهم بالآخر، وهذا ما اعده شخصيا عنصر قوة يبين تميز القصص الفائزة.
وشارف موعد الحفل والاعلان عن النتائج، الا انه تأخر وزاد في لهفة المشاركين طلبا في معرفة النتيجة، فتواصلوا مرارا وتكرارا على صفحات المواقع الاجتماعية، وكنا نحرص على الاجابة على كل استفساراتهم، إلا ان السبب في التأخير كان طلبا لتوسيم الفائزين بلقاء ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي، الذي حرص على اللقاء بالمشاركين ولجنة الفحص تعبيرا عن سروره وسعادته وهو ما بدى واضحا عليه حال لقاءه بهم..
ومن خفايا المسابقة ايضا مشاركة اقل من (20) مشاركة نسوية في المسابقة من اصل (50) بينها اقلام معروفة في فضاء الادب العربي كالكاتبة "ايمان دعبل" من البحرين والكاتبة "هدى العزاوي" من العراق وغيرهما، ولا يفوتني تسجيل حضورهن الملفت في حفل توزيع الجوائز..
والحديث عن الجوائز جعلته اخرا لأنه وبلا شك اخر ما يهم الادباء والكتاب فهو متمم وليس اساسا للإبداع، فيما كانت الجائزة الاولى (2.000.000) مليوني دينار والجائزة الثانية (1.500.000) مليون وخمسمائة الف، كانت الثالثة (1.000.000) مليون دينار.
أقرأ ايضاً
- كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟ (الحلقة 7) التجربة الكوبية
- بماذا للعراق ان يستفيد من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟ التجربة البريطانية
- العمالة الاجنبية والتجربة "البنغالية"