د. غالب الدعمي
في مطلع 2006 عَرَضَ مستثمر من دولة الكويت من أصل عراقي مع مهندس قبرصي طلباً لإنشاء مطار عراقي في الموقع الحالي الذي يقام عليه مطار الحسين الدولي (مطار كربلاء) بطريقة الاستثمار، وفي وقتها قال المهندس القبرصي: نحن لا نملك النفط، ولا نملك أراض صالحة للزراعة وليس عندنا مياه عذبة، لكن عندنا ثلاثة مطارات أسهمت بشكل كبير في توفير حياة كريمة لابنائنا، وتعهد أن يكون المطار جاهزاً لاستقبال أكبر طائرة في العالم بعد سنة من المباشرة في العمل بشرط توفير البيئة المناسبة للعمل وتسهيل دخول الآليات.
في حين قال المستثمر الكويتي إنه سينفذ المطار من دون أن يُكلف ميزانية الدولة العراقية سنتاً واحداً لكنه اشترط أن يحظى بخدمة واحدة من أصل إحدى عشرة خدمة في المطار لمدة خمسين عاماً، إلا أن هناك من وقف ضد تنفيذ المشروع وحاول تشويه سمعة المستثمر الذي قدم لنا ما يؤكد أنه رجل صالح ومزكى من شخصيات لا يوجد أدنى شك في نزاهتها، وفعلاً تم تأجيل تنفيذ المشروع وتسويفه أسوة بعشرات المشاريع المماثلة.
وحين تصدت العتبة الحسينية المطهرة لإنشاء مطار الحسين الدولي وشرعت بنفيذه بدأت العراقيل تواجه إدارته، فقد طرحت وزارة النقل إنشاء مطار دولي في ناحية عون في كربلاء، وتعهدت أن يكون جاهزاً لاستقبال الطائرات في ظرف تسعة أشهر، وفي الإسبوع الماضي تعهد وزير النقل بإنشاء مطار بابل الدولي على الرغم من وجود مطار الحسين الدولي الذي لا يبعد كثيرا عن محافظة بابل، فضلاً عن عراقيل أخرى وضعت في طريق تنفيذه من هذه الجهة أو تلك بوساطة موظفين متنفذين هدفهم عرقلة إكمال هذا المشروع الكبير وحرمان مدينة كربلاء من هذا الصرح الحيوي الذي سيوفر آلاف الفرص لأبناء كربلاء والمحافظات المجاورة.
إن موقع المطار في نقطة التقاء حدود محافظات كربلاء والنجف وبابل، فضلاً عن توافر شبكة من الطرق الحديثة تربطه مع محافظتي كربلاء والنجف ولم يتبق منها سوى الطريق الذي يربط مركز محافظة بابل مع المطار والذي لو أُنشئ فأنه سيقرب المسافة إليها مع خدمته لمئات القرى والاراضي الزراعية التي يمر فيها.
إن أهمية مطار الحسين الدولي تأتي من أن ضيوف العراق أغلبهم من زوار العتبات المقدسة، لذا فإن شركات الطيران في العالم ستجعل منه محطتها الأولى لدخول العراق مما سيؤثر على المطارات الأخرى وهذا هو أساس المشكلة التي دفعت بعضهم لتحريك أعوانه في مؤسسات الدولة الفاعلة في وضع العراقيل أمام تنفيذه وإكماله
وبحسب معلوماتي فإن إدارة العتبة الحسينية قد وضعت في حساباتها إجراءات عديدة وغير متوقعة لمواجهة العراقيل الواضحة أو أية عراقيل مفاجئة قد يضعها بعضهم أمام تنفيذ هذا الصرح الحضاري الكبير، وأن العمل جار بشكل كبير ولن يتوقف وسنشهد في 2018 هبوط أولى الطائرات العملاقة في مطار الحسين الدولي وليذهب المتربصون إلى حيث يشاؤون.