- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
انا لست عالما بل مستفسرا عن ما يقوله العالم
سامي جواد كاظم
هنالك اراء لاتعتبر شخصية لامر عام كما وانه ليس كل ما نعتقده على مر السنين هو صحيح، ولكن يبقى الاسلوب والدليل المنطقي في رد او رفض فكرة ما نعتقدها ونعمل عليها.
هنالك مصطلحات يحاول البعض الخوض في ماهيتها وتفسيرها تفسير فلسفي فتبتعد عن معناها المتداول بيننا، وقد تكون المواضيع التي ساشير اليها دالة على من هو المعني ولكنني سابتعد عن التشخيص.
الامامة والمعصومون، والاثنى عشر والخمس كانت محل نقاش لاحد علمائنا، وحقيقة بحكم اطلاعي المتواضع نال استغرابي كثرة الاستفهامات التي اثيرت حول هذه المفاهيم.
بداية وبعيدا عن التشعب بتفسير الامامة وانها قرانية واو سياسية، فالقرانية افضل من النبوة والسياسية هي امر عادي ولا تعتبر من اصول الدين، وبمجرد رفض فكرة الامامة فانها تدل على عدم فهمها او غباء رافضها، وبالتعليل البسيط الامامة منصب يطلق عليها هكذا في زمن الرسول والائمة عليهم السلام، ولكن معناها هي قيادة الامة من قبل رجل يتصف بكمال عقله وحنكته في قيادة الامة وعدله في اتخاذ القرار، ولا اعتقد هنالك عاقل يرفض صفات هكذا قائد، نعم نحن نقول ان مثل هكذا قائد اصل من اصول الدين لانه ينهض بالدين، واما هوية القائد ومن يتصف بهذه المواصفات، فهو نفسه الطاعن بمفهوم الامامة يقر بانه الائمة عليهم السلام لا احد يصل مرتبتهم في هذه المجالات، النتيجة سم المنصب ما شئت ولكن وفق الامتيازات التي منحها رسول الله للامام علي وذريته عليهم السلام.
الاثنى عشر لم تحدد كتب التاريخ هويتهم بالرغم من انه استدل بعدة روايات وطعن بالعدد لضعف بعض الروايات، وهنا اقول هنالك روايتين عن حادثة الكساء احداها يقراونها الشيعة كدعاء والاخرى ذكرتها كتب السير بان الاية نزلت في بيت ام سلمة وهي الرواية الموثقة، فهل الطعن بالرواية الاولى يجعلنا نطعن باصل الحادثة وطهارة اهل الكساء وتشخيصهم بالخمسة ؟
لامرالاخر لاحظ قبور اربعة منهم بالبقيع متقاربة واثنين في الكاظمية واثنين في سامراء، فهل هذه جاءت عفوية في الغيبة الكبرى ؟ لا اريد ان اخوض بالروايات الهائلة التي تثبت هوية الائمة عليهم السلام.
واما الخمس في المكاسب وانه لم يكن على عهد رسول الله بل استحدثه الامام الصادق عليه السلام، فحقيقة استغرب من هذا التعقيب، فهل الامام الصادق لا يعتبر مكملا للمسيرة الخاصة بالائمة الاثنى عشر؟، ومسالة انكار الخمس للسادة، الا يتفق المدعي ان الصدقة حرام على ذرية ال البيت، وبالتالي من اين ياكل فقراؤهم؟
واما الاهتمام بالخمس اكثر من الزكاة فلعمري هذا ادعاء اوهن من بيت العنكبوت، فلو اطلع الناقد على منهاج الصالحين للسيد السيستاني سيجد اربعين صفحة عن الزكاة بينما الخمس عشرين صفحة او اكثر تقريبا، والامر الاخر الزكاة ليس على النقد فقط بل الغلاة الاربعة والانعام وهذا يتطلب مخازن ومراعي لها، ومن ثم قسم القران الجهات المستحقة لها، اما الخمس فانه اموال سهلة الجمع والتقسم والحرية في التصرف بها في حاجة مستحقها فجعلت لله ولرسوله والايتام والفقراء من اقرباء الرسول بنص القران والسنة، وهنا اسال اليست الدول المتحضرة الان لها نظام مالي لجمع الاموال من الضرائب التي اختلفت تسمياتها (ضريبة دخل واقمة وفيزا وغرامة وتقاعد والصحة وغيرها)؟ وهذا النظام سليم لغرض اعمار البلد ومساعدة الفقراء، ففي زمن الاسلام كانت تسمى الضرائب الخمس والزكاة ورد المظالم والجزية والصدقات وما الى ذلك.
واما تحسرك على استلام بعض المراجع للخمس فانهم اصلا يصرفونها على طلبة العلم ومؤسسات المذهب بالخصوص قبل اكتشاف النفط، واما من شذ في الاستحواذ على اموال الخمس فهذا الخلل فيه لا في التشريع، اضف الى ذلك الممتنع عن الدفع فذمته تكون مشغولة امام الله وليس للمرجع قوة عسكرية تعاقب المتخلفين عن الدفع، ومن الله التوفيق
أقرأ ايضاً
- الصيد الجائر للأسماك
- ضمانات عقد بيع المباني قيد الإنشاء
- إدمان المخدرات من أسباب التفريق القضائي للضرر