حجم النص
رسل جمال يسموه اخوتنا في بلاد الشام فحص، وقد يتبادر للذهن فحص المريض مما يعانيه، الا انه الاختبار للمادة العلمية، في نهاية العام الدراسي. انها الفترة العصيبة التي تعم الاجواء، عند ذكر كلمة "الامتحانات" اذ يبدأ مارثون التحضيرات والمراجعات، وقد يتخصص البعض بفن ادارة الوقت ويضع له جدوﻵ للاكل والشرب والمذاكرة، في موجة من التوتر والتشنج والشد العصبي تشهده اغلب العوائل التي يتهيأ ابناؤها للامتحانات النهائية. نرى اغلب الاسر قد اتخذت اجراءات استباقية واحترازية، مثل قطع خدمة الانترنيت، والبعض يحرص على عدم خروج ابنائه من المنزل وتكريس جل اوقاتهم للدراسة. مما يضفي جو من التوتر، والقلق، الرتابة، والرقابة، بشكل خانق للاولاد، يجعل كل شيئ جميل ومرغوب لانه ممنوع! حتى انهم سيحرصون على متابعة الاخبار، في حين انهم لا يعرفون عن ماذا يتحدث المذيع اصلا، في محاولة للهرب من شبح الدراسة. ان الاداء الامتحاني ماهو الا حصيلة مجهود سنه دراسية بأكملها، اذ لا يمكن ان نضغط ونقلص الكتاب، ونحشره في الذهن بكبسة زر، ويهضم في العقل بين ليلة وضحاها. ان ليلة الامتحان، ما هي الا مراجعة لما درسه الطالب وفهمه لسنة كاملة، في حين نجد ان اغلب طلابنا يعانون من ضيق الوقت، وزخم المادة ليلة الامتحان، ولو انه استغل وقته بشكل جيد منذ بداية عامه الدراسي، لوجد ان المادة الدراسية حاضرة في العقل ولا تحتاج المعلومات الا للانعاش والتذكير ليس الا. ان العقل الانساني خلق بقدرة وطاقة محدودة، لا يمكن ان نتعامل معه كآلة حاسبة، فهو امر غير منطقي بالمرة. جلوس احدهم على كرسي الامتحان، وهو لا يعرف مايدور حوله، قد يشبه جلوسه على كرسي الاعدام، او ان البعض احسن حالا فيشبه الجلوس على كرسي طبيب الاسنان! هكذا يكون حال من امضى ايامه ولياليه لعب ولهوا، اذ تتجسد تلك اللحظات في ساعة الامتحان وتخاطب من استهان بها، انني اتعامل معك بالمثل، واقابلك باللامبالاة وساتجاهل وجودك في قاعة الامتحان. ربما ساعة لهو كانت سببآ، لان يخسر الطالب سنة من تقدمه العلمي، وتكلف الاسرة والدولة ارقامآ اضافية هي في غنى عنها، لذلك فمن الضروري الاعداد الجيد للامتحان النهائي، والذي يبدأ باول يوم دراسي ولغاية يوم الامتحان.