- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
بغدادُ اولى بالزيارة يا سيد ترامب !
حجم النص
بقلم:عباس عبد الرزاق الصباغ بدّدتِالحماسة الفائقة التي ابداها الرئيس ترامب اثناء تأديتهلرقصة "العرضة " الفولكلورية السعودية خلال زيارته "التاريخية " للرياض،الارتياحَ الكبير الذي شعر به الكثير من العراقيين إزاء الحفاوة البالغة والمراسيم البروتوكولية الرفيعة والمخملية التي قوبل بها رئيس الحكومة د. حيدر العبادي إبان زيارته لواشنطن ولقائه الرئيس ترامب وكبار صناع القرار في الادارة الامريكية الجديدة، وقد ذهب الارتياح بالبعض الى ان يبنوا "قصورا" في الهواء بناءًعلى تلك الحفاوة وتصريحات الرئيس ترامب فيما يخصّ اتفاقية الاطار الاستراتيجي المبرمة بين البلدين (2008)،و"الوعود" التي اطلقها حول "اجتثاث " داعش من على وجه الكرة الارضية برمتها اذْ لامكان لداعش بيننا بحسب قوله حينئذٍ، ومن استقرأ حيثيات زيارة د. العبادي التاريخية لواشنطن خرج بحصيلة اولية وهي ان ثمة آفاقا استراتيجية ستشرع ابوابها بوجه العراقلاسيما وان العراق بحاجة الى شراكة استراتيجية مع حليف استراتيجي وكبير كالولايات المتحدةوتحت مظلة اتفاقية الاطار الاستراتيجي التي تعهّد ترامب بتفعيلها خدمة لمصلحة البلدين كونالعراق يشكّل خط الصد الاول في مناوأة الارهاب الذي وصلت اذرعه الأخطبوطية الى عقر الولايات المتحدة ذاتها. وكان يفترض بالرئيس ترامب الذي طالما انتقد دول الخليج العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التي وصفها "بالبقرة" الحلوبالتيتدرّذهباودولاراتمطالباًإياهابدفعثلاثةأرباعثروتهاكبدلعنالحمايةالتيتقدّمهاالقواتالامريكيةلها،كماطالب دول الخليج العربية بأن "تدفع" للولايات المتحدة لقاء حمايتها من الاخطار الخارجية فأمريكا ليست جمعية خيرية او ملجأ لرعاية الايتام وغيرها من الاقاويل التي اثارت الجدل في الراي العام الدولي أثناء حملة ترامب الانتخابية وفي حفل تنصيبه رئيسا , اقول كان على الرئيس ترامب وكادر إدارته أن يُعيدوا النظر في حساباتهم الجيوستراتيجية ويراعوا منظومة مصالحهم الجيبولوتيكية وامنهم القومي ويضعوا نصب اعينهم الاطراف التي لها الفضل في تعزيز متانة امنهم القومي وامن مواطنيهم، والعراق هو الطرف الابرز والاهم في هذا المسعى فما زال هذا البلد يقارع الارهاب نيابة عن العالم أجمع (ومنه الولايات المتحدة) ويدفع الثمن باهظا من ارواح ابنائه وبناه التحتية ، رغم تعرّض اقتصاده الى هزائز مالية عنيفة جراء التذبذب المستمر نزولا في اسعار النفط الذي يعتمد عليه الاقتصاد العراقي بشكل رئيسي فالعراق يخوض معركتين شرستين في آن واحد: معركة مع الشحة المالية التي يعاني منها ومعركة مع الارهاب الداعشي (وقبله تنظيم القاعدة) المموّل من قبل أطراف اقليمية معروفة لاتُستبعد منها السعودية التي يحجُّ اليها ترامب مقيما معها صفقات ضخمة بلغتقيمتهاأكثرمن 380 ملياردولار،بينها 110 ملياراتهيقيمةعقودتسلح،ومنجرّا في لعبة (ايران فوبيا) السيا/ طائفية والتي تلعبها السعودية ومن يدور في فلكها معيدا للذاكرة تهديده طهران بإيقاف أوتعديلاتفاقية (5+1) التي ابرمتها إيران مع الغرب، وهي الاتفاقية التي انقذت المنطقة والعالم من حماقة الكاوبوي الامريكيومن رعونة عنجهيته، ومن المفارقات التي ناء بها مؤتمر الرياض: 1. انه عقد في عقر دار الدولة المعنية بقانون (جاستا) الذي شُرِّع في عهد اوباما لإنصاف ضحايا 11/ سبتمبر وتم الشروع فعلا بأخذ إيفادات ذوي الضحايا لغرض انصافهم . 2. لم يتمّ اعطاء اي فرصة بروتوكولية مهمة للعراق المشارك ضمن الـ(50) بلدا اسلاميا ، ولم يسمح لرئيس الوفد (الرئيس معصوم) بإلقاء اية كلمة باسمه والعراق هو البلد الاول المعني بمكافحة الارهابوصاحب الفضل على الجميع، ومع هذا كان حضور العراق بروتوكوليا وشكليا وهامشيا فضلا عن عدم توجيه الدعوة للأطرافالإقليمية التي تقارع الارهاب مع العراق! 3. 3. لم تكن مصادفة عقد هذا المؤتمر بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية الايرانية (التي فاز بها الرئيس روحاني)، فقد كان هدف المؤتمر المعلن هو رصّ الصفوف من اجل مكافحة الارهاب وتشكيل تحالف دولي لهذا الغرض مشابه للتحالف الدولي الستيني الذي لم يقضِ على داعش نهائيا، بينما الهدف المخفي والواضح هو تشكيل جبهة عالمية برئاسة امريكا تدور في فلك السعودية، ولتوجيه رسالة شديدة اللهجة لإيران دخولا في متاهات اللعبة السيا/طائفية التي تتقنها السعودية في العديد من دول المنطقة كالعراق وسوريا واليمن ولطمأنة حلفاء امريكا الاقليميين بأن امريكا مازالت على الود القديم لها معهم. وسيد ترامب تلقى الرسالة وفهمها في عدم تورط العراق بسياسة المحاور سواء الاقليمية منها او الدولية وعدم تدخله بشؤون اية دولة مع عدم سماحهلأي طرف بالتدخل بشؤونه الخاصة فالعراق بلد معتدل في سياساته الخارجية وينأى بنفسه عن الغوص في اية مشكلة تخص شأنا داخليا لأية دولة وخاصة من دول الجوار وتحت أي ذريعة أو مسمى وهو ما يفسّر البرود الامريكي تجاه العراق. اخطر ما سينتج عن المؤتمر هو عودة اجواء التوتر بين الولايات المتحدة والمحور السعودي من جهة ومحور ايران من جهة اخرى بعد ان نجح الرئيس السابق اوباما ومن خلال اتفاق (5+ 1) بازالة تلك الاجواء واستبشر العالم خيرا بنزع فتيل التوتر الذي قد يؤدي الى اشعال المنطقة(ومنها العراق) بحرب شعواء لاتبقي ولاتذر، وفيما يبدو ان المزاج السايكلوجي المضطرب للرئيس ترامب وعقدة ايران فوبيا قد وجدا ضالتهما في الرياض التي وجدت في الرئيس ترامب مالم تجده في الرؤساء السابقين له فهل وافق شن طبقة!!!! . سؤال مازالت اجابته مفتوحة! كاتب عراقي
أقرأ ايضاً
- المسرحيات التي تؤدى في وطننا العربي
- يرجى تصحيح المسار يا جماهير الكرة
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!